بعد انتهاء احتفالات محافظة البحر الأحمر بعيدها القومي بكل مراسمها، بقي شخص واحد بات حزينا غارقا في دموع ذكرياته الممزوجة بخيبة الأمل، فقد فوجيء الرئيس عبداللاه محمد بسقوط اسمه خلال حفل تكريم ابطال معركة شدوان الباسلة ضد الاحتلال الاسرائيلي خلال حرب الاستنزاف بعد نكسة 1967، وزاد من حزنه أن الصفحة الرسمية للمحافظة نشرت صورته كأحد أبطال المعركة التي يتم الاحتفال بها كعيد قومي للمحافظة، اضافة الي دوره الذي ذكره العديد من المؤرخين وابطال حرب الاستنزاف. يتذكر الريس عبداللاه هذه الأيام وكأنها حدثت أمس وكيف ينسي أياما لها تاريخ شارك فيها الصيادون من أبناء البحر الأحمر رجال الصاعقة المصرية، فقد هاجم الاسرائيليون جزيرة شدوان جوا وبحرا في الفجر، وتصدي لهم الجيش والأهالي في ملحمة شعبية تاريخية، ولم يتخل الأهالي عن جنودهم وقاموا بتوصيل المؤن والذخائر لهم عبر مراكب الصيد من شاطيء الغردقة الي الجزيرة، وتكبد العدو الخسائر الفادحة كما تم اسقاط طائرتين ميراج وسكاي هوك، ولم تتسلم القوة المصرية الباسلة وقاتلت ببسالة وأكملت قواتنا الجوية والبحرية مهامها لتضطر كتيبة مظلات العدو الاسرائيلي الي الانسحاب من الجزيرة تجر أذيال الخيبة. ويتذكر الريس عبداللاه تلك الفترة ويقول ان الأهالي تركت المنطقة في هذه الفترة وبقي عدد من الصيادين، الذين ساعدوا الجيش بخبراتهم، ويقول: وكنا نسير علي النجوم وكانت معظم العمليات الاستطلاعية أو نقل الجنود أو الأسلحة تتم ليلاً حيث كانت فترة العمليات من بعد الخامسة مساء وحتي الخامسة صباحاً. وأضاف الريس عبداللاه: لا أنسي موقفا عندما طلب مني قائد جزيرة شدوان بعد اجلاء الاسرائيليين من الجزيرة سنارة صيد وعندما عدت الي الجزيرة في نفس اليوم اكتشفت الصمت الذي خيم علي المكان وأخبروني بانه استشهد بلغم ارضي وقد شاهدت طائرة هليكوبتر عائدة من الجزيرة وانا في طريقي اليه ولم اعتقد لحظة انها ربما تكون تحمل جثمانه. يؤكد لنا الريس عبداللاه أن لحظة الحزن مرت، فقد حمل كفنه علي يديه مع زملائه من أجل الوطن دون أن ينتظر أي مقابل، ويدعو دائما لمصر بالخير وأن يزرع في قلوب المصريين روح الانتماء والفداء للوطن. يبقي أن اللواء مصطفي صدقي سكرتير عام محافظة البحر الأحمر برر اغفال اسم البطل بأن الذي أعد كشف الأبطال قد أغفله وأنه سيتم بحث تكريمه في مكتب المحافظ بعد دراسة الأمر.