تحتفل خلال الأيام المقبلة محافظة البحر الأحمر، بعيدها الوطني، الذي يوافق ذكرى معركة شدوان، التي جرت في الجزيرة النائية التي لا تزيد مساحتها عن 70 كيلو مترا مربعا ويتراوح عرضها بين 16 و35 كيلو مترا وبها فنار لإرشاد السفن ورادار بحري. وشهدت الجزيرة الصخرية التي تقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، معركة ملحمية في سجل البطولات الخالدة للجيش المصري، ضد القوات الإسرائيلية. كانت معارك حرب الاستنزاف تدور بين القوات الإسرائيلية وقواتنا المسلحة، في عدة مواقع على طول الجبهة، وقد هاجم الإسرائيليون الجزيرة فجر الخميس الموافق 22 يناير عام 1970، وشهدت الجزيرة ملحمة شعبية، تقاسم فيها أبناء محافظة البحر الأحمر مع جنود القوات المسلحة الصمود أمام قوات الاحتلال. "البوابة نيوز" التقت المقاتل كامل الحسيني، أحد أبطال معركة شدوان، الذي روى لنا ذكرياته مع تلك الملحمة العسكرية. في البداية قال الحسيني "بعد نكسة يونيو 1967 حاول العدو باستماتة احتلال العديد من المواقع ومنها جزيرة شدوان، هي عبارة عن جزيرة نائية مساحتها لا تتعدي 70 كم وأهميتها ترجع إلى وجود فنار لإرشاد السفن إضافة إلى رادار بحري، وهي تقع في مدخل خليجي السويس والعقبة بالبحر الأحمر". وأضاف الحسيني "في فجر يوم الخميس 22 يناير عام 1970 هاجمت سرية وكتيبة من المظليين الإسرائيليين الجزيرة لاحتلالها، وهاجموا منازل المدنيين واستمر الهجوم لمدة يومين برًا وبحرًا، ولكنني أنا وأبطال المجموعة 39 صاعقة قاتلنا باستماتة وتمكنا من إحداث خسائر كبيرة في العدو واستطاع الدفاع الجوي من إسقاط طائرتين إسرائيليتين من طراز "ميراج سكاي هوك". وتابع "حاول العدو مرارًا اقتحام مواقع الحراسة جنوب الجزيرة ويطلبون مننا الاستسلام ولكننا رفضنا وقاتلنا بشجاعة، وقام أهالي الجزيرة بإمدادنا بالأسلحة ومساعدتنا، بعدما منع الإسرائيليين عنا طرق الإمداد وفشلوا في احتلال الجزيرة رغم تفوقهم العددي والكمي، وفي اليوم التالي للقتال والموافق الجمعة 23 يناير، قصفت القوات الجوية المصرية المواقع التي تمكن العدو من الوصول إليها في جزيرة شدوان". وأردف "في الوقت الذي قامت فيه قواتنا البحرية بأعمال تعزيز القوة المصرية على الجزيرة، وهو ما أدى لانسحاب القوات الإسرائيلية من الجزيرة وكان وقتها الفريق سعد الدين الشاذلي قائدا لمنطقة البحر وهو الذي وضع خطة لمقاومة تسلل القوات الإسرائيلية في مناطق البحر الأحمر".