سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وسط إجراءات أمنية مشددة اعترافات مثيرة لقتلة طالب السويس شعرنا بالندم ودخلنا المسجد للتوبة والاستغفار .. كان هدفنا نصحه.. ولم نقصد قتله أو حتي الاعتداء عليه
وليد حسين- عنتر عبدالنبى- مجدى فاروق وسط اجراءات امنية مشددة بدأت بالاسماعيلية تحقيقات النيابة العامة مع المتهمين الثلاثة بقتل احمد طالب الهندسة بالسويس بعد ان تطورت مشادة بينهم حول جلوسه مع خطيبته معا في الطريق إلي مشاجرة انتهت بطعن الطالب بكتر في ساقه. باشر التحقيق فريق من النيابة العامة برئاسة المستشار احمد عبدالحليم المحامي العام لنيابة السويس والمستشار مجدي الديب المحامي العام الاول للاسماعيلية وجاء قرار نقل التحقيقات من محل الواقعة الي الاسماعيلية مراعاة للجو العام المشحون وسط أهالي السويس والذي نشأ عقب الحادث وما تداولته بعض القنوات الفضائية حول خلفياته وهو ما أثار الفزع بين المواطنين. بدأت التحقيقات مع المتهمين الأول والثاني واستمرت 51 ساعة متواصلة حتي موعد صلاة الجمعة ثم استؤنفت بعد ذلك مع المتهم الثالث لتستمر التحقيقات معه حتي مثول الجريدة للطبع.. واكد المتهمان الاول والثاني خلال التحقيقات ندمهما الشديد لما حدث وانهما كانا يستهدفان من خلال دعوتهما للنصح والارشاد تنبيه المجني عليه لسوء تصرفه كما فعلوا ذلك مع غيره دون قصد أي عنف معه. ولكن رد فعل الفقيد أدي لحدوث مشادة تطورت إلي مشاجرة انتهت بالمأساة التي جعلتهم يشعرون بالندم الشديد واضطرتهم لدخول اول مسجد للصلاة وطلب الاستغفار. عقب القاء القبض عليهم واتخاذ الاجراءات القانونية تم ترحيل المتهمين الي مدينة الاسماعيلية حيث باشرت نيابة الاسماعيلية التحقيق في قضية قتل الطالب احمد حسين علي يد ثلاثة اشخاص متشددين دينيا.. اجري التحقيقات المستشار احمد عبدالحليم المحامي العام لنيابات السويس وفريق من النيابة باشراف المستشار اشرف مجدي المحامي العام الأول للاسماعيلية. ولم يقم احد من اهالي المتهمين بزيارتهم فيما حرص الثلاثة علي اداء الصلاة في اوقاتها بعد استئذانهم النيابة.. واستغرقت التحقيقات مع المتهمين الأول والثاني أكثر من 15 ساعة.. 9 ساعات منها مع المتهم الاول و6 مع الثاني.. أما الثالث فلم تنته النيابة من التحقيق معه حتي مثول الجريدة للطبع. ووجهت النيابة للمتهمين الثلاثة تهمه القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد بأن بيتوا النية وعقدوا العزم علي ذلك.. وما ان ظفروا به حتي طعنه المتهم عنتر عبدالنبي بفخذه الايسر محدثا اصابته والتي أودت بحياته.. وحمل سلاح ابيض بدون رخصة. وحضر مع المتهمين الثلاثة محاميان من الاسماعيلية.. كما حضر علي فرج المحامي بالنقض بتوكيل من والد المجني عليه.. واشار فرج ان اعترافات المتهم الأول مجدي فاروق.. والمتهم الثاني وليد في صالح المجني عليه كما ان اعترافاتهم حملت الكثير من المفاجآت.. وجاءت اعترافات المتهم الاول ليقر انه شاهد المتهم الثالث عنتر عبدالنبي يحمل في يده سلاح أبيض خلال وقوفه بجوار المجني عليه اثناء النقاش الذي تطور لمشاجرة اصيب خلالها.. لكنه انكر ان يكون رؤيته للسلاح خلال استقلالهم الدراجة النارية التي كان يقودها.. وبسؤاله عن معلوماته عن مصدر السلاح قال ربما يكون اخذه من المجني عليه.. وقال المتهم مجدي انهم كانوا يخرجون وينصحون الناس ويرشدونهم بالحسني.. ومن لم يستجب كانوا يتركونه دون أي عنف ويبلغون الشرطة المدنية أو العسكرية.. واكد انهم غير تابعين لأي جماعات أو أي تيار اسلامي وانما الامر متعلق بهم هم الثلاثة فقط اجتمعوا علي ما بينهم من صداقة ويخرجون لنصح الشباب بعدم الجلوس مع اي فتاة لو كانوا في وضع سييء.. كما اقرا انهما في نفس يوم الواقعة الموافقة 25 يونيو كانوا يسيرون بالدراجة النارية بشارع الجيش بحي السويس ووجدوا شابا وفتاة بالحديقة الصغيرة المجاورة لميدان الخضر يقومون بالمزاح والفعل الخارج عن الآداب - علي حد وصفه - مما اثار استياء المارة.. فوقفوا ونهوا الشاب عن فعله فجاء واعتذر لهم.. وترك الفتاة التي غادرت من بعده. واستكمل المتهم مجدي فاروق انهم عقب ذلك غادروا المكان وساروا بطريق بورتوفيق فرأوا أحمد حسين المجني عليه وخطيبته يجلسان في وضع وصفه بأنه غير لائق علي يسار الطريق.. فما كان من الثلاثة إلا ان سلكوا اول انعطاف امام مدخل ضاحية حوض الدرس.. وفور وصولهم توجه اثنان منهما مهرولين وهم المتهمان وليد وعنتر لضبط الواقعة ولينهياه عن تواجده مع الفتاة ويفصلان بينهما.. فيما ظل المتهم الاول مجدي بجوار دراجته النارية. وقال انه لاحظ حدوث شد وجذب بين الشاب وبين صديقيه المتهمين.. وعندما توجه رأي السلاح الابيض (مطواه) في يد المتهم الثالث عنتر.. وقال انه رأي المجني عليه أحمد وهو يصفع المتهم الثاني وليد علي وجهه.. ثم فوجئ بأحمد ممسكا بقدمه والدماء تسيل منه.. وانكر رؤيته لواقعة الاصابة.. واخذت اقوال مجدي في سياقها تأكيده علي ان السلاح كان مع المجني علية احمد وهما كانا في وضع مشين.. وأن صديقيه حاولا رده بالحسني لكنه لم يستمع لهما.في حين ان هناك شاهدين للواقعة وليس شاهدا واحدا كما جاء في محاضر الشرطة.. فالشاهد الأول عربي كامل جلال عامل بموقف سيارات خاص خلف سينما ريسانس كذب ما قاله المتهمون حيث اكد ان احمد والفتاة التي معه كانا يجلسان اسفل المظلة في احترام ودون أي وضع مخل.. وانه رأي المتهمين الاثنين مترجلين من علي الدراجة وفي يد المتهم الثالث عنتر سلاح ابيض حال توجههم نحو المجني عليه والفتاة.. بجانب انه رأي المجني عليه يصرخ وينزف دما من فخذه الايسر.. فضلا عن اقوال الفتاة التي ادلت بها قبل القبض عليهم والتي تؤكد ذلك أيضا. اما الشاهد الثاني حسن عبدالكريم حامد والذي كان متواجدا بالصدفة داخل سيارته بمكان الواقعة فاتفق اقواله مع اقوال الشاهد الأول وقال انه يعرف المتهم الثاني وليد وانه مشهور عنه استعمال العنف مع من لا يستمع لنصائحه.. وعندما واجهت النيابة المتهم وليد بأقوال الشاهدين قال ان البعض يراه متعصبا لكنه يتعامل بالحسني فقط. ووجهت النيابة للمتهمين عدة اسئلة ابرزها لماذا تتعاملون فقط مع الشباب والفتيات الجالسين وحدهم ولا تهتمون بمتعاطي المخدرات.. فقالوا انهم ينصحون المتعاطي ولو رفض الاستجابة يتركوه.. بجانب سؤالهم عن تكرار ذلك الامر باقتحام الحريات الشخصية ونهيهم عما يفعلون فأجابوا انهم كرروه كثيرا. وكان السؤال الاهم الذي وجهته النيابة للمتهمين فكان عن المروءة وكيف وهم ينهون عن المنكر ويجعلون من انفسهم رقباء علي المجتمع فكيف لهم ان يتركوا شخصا مصابا ينزف في دمه ويتركونه هاربين. فرد المتهم الثاني وليد انهم اساءوا التقدير واخطأوا التصرف.. وانه كان عليهم ان يتصلوا بالاسعاف لاسعافه. كما انكر المتهم الثاني وليد ان وجود أي سلاح مع المتهم الثالث عنتر خلال تواجدهم علي الدراجة النارية أو خلال الحديث والتشاجر مع المجني عليه.. وقال ان المجني عليه كان يحمل في يده شيء ما لم يستطع ان يراه.. لكنه لم يذكر هذا الشيء الذي كان يلوح به في وجههم. كما اقر انهم عقب الجريمة التي وقعت في تمام السابعة وانتهت في اقل من 10 دقائق توجهوا الي المسجد.. وهم يبكون ندما علي ما فعلوه وتبادلوا التأنيب. وظلوا يبكون بالمسجد خلال ادائهم الصلاة.. وحاول وليد خلال اقواله ان ينفي الواقعة ان احدهم كان يحمل سلاحا.. وانهم يوجهون فقط النصح والارشاد ولا يستخدمون العنف.. وقال انه تعرض للضرب اكثر من مرة في مثل هذه المواقف عندما نهي الشباب وانه كان يبكي بعدها.. ولم يحمل سلاحا خلال توجيه النصح لأي شخص. فيما واجهت النيابة المتهم الثاني وليد باقوال المتهم الاول مجدي لتناقض اقوالهما.. وسألته فيما قاله المتهم الاول من انه شاهد سلاح ابيض في يد المتهم الثالث.. فرد انه ربما لم يره وانه شهد بما رآه. كما ان المتهم الاول قال انه هناك اصابه في يد وليد اليمني من الشد والجذب خلال المشادة مع المجني عليه.. لكن المتهم الثاني وليد انكر وجود اي اصابات.. ثم واصلت نيابة الاسماعيلية التحقيق مع المتهم الثالث والاخير في القضية عنتر عبد النبي وبدأ التحقيق في التاسعة والنصف صباحا حتي الثانية والنصف بعد الظهر.. وواجهت النيابة المتهم الثالث باقوال المتهم الأول الذي اعترف انه رأي سلاحابيض في يد عنتر خلال حديثه مع المجني عليه.. لكنه انكر ذلك وقال ان السلاح كان في يد احمد حسين المجني عليه.. وبعد المشادات الكلامية حدث بينهما شد وجذب وسقط السلاح من يد المجني عليه ارضا وصمم علي اقواله. مما دفع النيابة لإجراء مواجهة فقال المتهم الاول في وجه مجدي: (كيف تنكر وانا رأيت السلاح في يدك اليمني ونصله للأسفل بجوار فخذك الايمن.. وتدفع المجني عليه بيدك اليسري.. وهنا تراجع المتهم عنتر عن انكاره في ظل تأكيد المتهم الاول مجدي لأعترافه.. وقال عنتر (احتمال ان اكون اخذته من يد المتهم دون ان ادري) لكن المتهم الاول اكد له مرة اخري ان السلاح كان في يده قبل اصابة المجني عليه في قدمه.. وعرضت النيابة سلاحا ابيض قديما به صدأ عثرت عليه الشرطة بالمنطقة المحيطة بموقع الجريمة.. وبعرضه علي النيابة انكر المتهمون الثلاثة معرفتهم به وانهم سبق ورأوه وكان السلاح المعروض اشبه بسكين قطع الموز مكسور بدون يد وطوله 15 سم.. واقفلت النيابة محضر التحقيق ووجهت للمتهمين مجدي فاروق ووليد حسين تهمة القتل العمد مع سبق الاصرار وحيازة سلاح ابيض دون ترخيص.. وأمرت النيابة بحبس المتهمين اربعة ايام علي ذمه التحقيق مع مراعاة التجديد في الميعاد القانوني.. واخذ بصماتهم وعمل فيش وتشبيه للتأكد ما إذا كانت لهم سوابق اخري.. وتطلب صحيفة سوابقهم.. مع استعجال تحريات المباحث حول الواقعة ودور كل متهم فيها. ومن جانبه طالب علي فرج المحامي بالنقض محامي والد المجني عليه بالادعاء المدني بمبلغ عشرة آلاف وواحد جنيه.. ووجه المحامي لعنتر تهمة القتل العمد واحراز سلاح. علي جانب آخر ينقل المتهمون وسط حراسة مشددة الي سجن عتاقة المركزي بالسويس.