الحصاد الأسبوعي لأنشطة التنمية المحلية    في عيد المنوفية القومي.. 2 مليون جنيه دعما لأسر ضحايا ومصابي معدية أبوغالب    السعيد: 6 مليار جنيه لتنفيذ 175مشروعا تنمويا بالبحر الأحمر بخطة عام 23/2024    جيش الاحتلال يوصي بوقف عمليات رفح وإطلاق أخرى على حدود لبنان    السعودية تستقبل ألف حاج من ذوي الجرحى والمصابين في غزة    لبنان يدين الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب البلاد    الغموض يُحيط بمشاركة لابورت مع إسبانيا في اليورو    مع بدء أعمال الحج.. تعرف على حالة الطقس في مكة المكرمة    غدا طقس شديد الحرارة بأغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة 43 درجة وأسوان 48    شباك التذاكر يحقق أكثر من 9 ملايين جنيه في منافسات الخميس    الأمين العام لحلف الناتو: توصلنا لخطة كاملة لدعم أوكرانيا تمهيدا لقرارات أخرى سيتم اتخاذها في قمة واشنطن    تضامن الدقهلية: ندوة تثقيفية ومسرح تفاعلي ضمن فعاليات اليوم الوطني لمناهضة الختان    رسميا.. كريستال بالاس يضم المغربي شادي رياض    تردد قناة الحج السعودية 2024.. بث مباشر للمناسك لمعايشة الأجواء    "ليس الأهلي".. حفيظ دراجي يكشف مفاجأة في مصير زين الدين بلعيد    «البيئة»: زراعة 14 ألف شجرة مثمرة وزينة في قنا وأسيوط خلال عامين    تداول بضائع وحاويات 41 سفينة من ميناء دمياط    بجمال وسحر شواطئها.. مطروح تستعد لاستقبال ضيوفها في عيد الأضحى    مصادر طبية فلسطينية: 20 شهيدا فى غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من غزة    المهرجان القومي للمسرح يفتح باب المشاركة مرة أخرى بمسابقة التأليف المسرحي    القاهرة الإخبارية: مستشفيات غزة تعانى نقصًا حادًا فى وحدات الدم    طرق مختلفة للاستمتاع بعيد الأضحى.. «أفكار مميزة للاحتفال مع أطفالك»    ما حكم صيام يوم السبت إذا وافق يوم عرفة؟.. تعرف على رأي الإفتاء    "الأوقاف": إمام مسجد السيدة زينب خطيبا لعيد الأضحى    قبل ذبح الأضحية.. 4 أحكام شرعية مهمة يوضحها المفتي    الصحة: تقديم خدمة نقل الدم لمرضى الهيموفيليا والثلاسيميا في 14 وحدة علاجية بالمحافظات    أكلة العيد.. طريقة تحضير فتة لحمة الموزة بالخل والثوم    «التعاون الدولي» تصدر تقريرًا حول استراتيجية دعم التعاون الإنمائي بين بلدان الجنوب    «الإسكان»: إجراء التجارب النهائية لتشغيل محطة الرميلة 4 شرق مطروح لتحلية المياه    الفرق يتجاوز 30 دقيقة.. تعرف على موعد صلاة عيد الأضحى في محافظات مصر    "قومي المرأة": 42 وحدة مناهضة للعنف ضد المرأة بالجامعات و15 بالمستشفيات الجامعية    ختام فعاليات دورة التعقيم المركزي بمستشفيات الدقهلية    إزالة مخالفات بناء بمدن 6 أكتوبر والشروق والشيخ زايد وبني سويف الجديدة|تفاصيل    وزير الري يوجه برفع درجة الاستعداد وتفعيل غرف الطوارئ بالمحافظات خلال العيد    65% من الشواطئ جاهزة.. الإسكندرية تضع اللمسات النهائية لاستقبال عيد الأضحى المبارك    مقام سيدنا إبراهيم والحجر الأسود في الفيلم الوثائقي «أيام الله الحج»    كوريا الجنوبية وأوزبكستان تتفقان على مواصلة تعزيز الشراكة الإستراتيجية    27 ألف جنيه إيرادات فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة في يوم واحد    ذكرى ميلاد صاحبة أجمل عيون.. زبيدة ثروت «شمس لا تغيب»    «هيئة الدواء»: 4 خدمات إلكترونية للإبلاغ عن نواقص الأدوية والمخالفات الصيدلية    نصائح للحفاظ على وزنك في عيد الأضحى.. احرص عليها    القبض على 8 أشخاص فى أمريكا على علاقة بداعش يثير مخاوف تجدد الهجمات الإرهابية    نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد الكبير بالمحلة    ماس كهربائي كلمة السر في اشتعال حريق بغية حمام في أوسيم    إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق فى الهرم    مصطفى فتحي يكشف حقيقة بكاءه في مباراة بيراميدز وسموحة    الجيش الأمريكى يعلن تدمير قاربى دورية وزورق مسير تابعة للحوثيين    تشكيل الاهلي أمام فاركو في الدوري المصري    أفضل دعاء للميت في يوم التروية.. اللهم اغفر له وارحمه    بدء المناسك ب«يوم التروية».. مشعر منى أول محطات الحج    حاتم صلاح: فكرة عصابة الماكس جذبتني منذ اللحظة الأولى    فرج عامر: واثقون في أحمد سامي.. وهذا سبب استبعاد أجايي أمام بيراميدز    الحركة الوطنية يفتتح ثلاث مقرات جديدة في الشرقية ويعقد مؤتمر جماهيري    محافظ شمال سيناء يعتمد درجات تنسيق القبول بالثانوي العام    يورو 2024| عواجيز بطولة الأمم الأوروبية.. «بيبي» 41 عامًا ينفرد بالصدارة    إنبي: العروض الخارجية تحدد موقفنا من انتقال محمد حمدي للأهلي أو الزمالك    حظك اليوم وتوقعات برجك 14 يونيو 2024.. «تحذير للأسد ونصائح مهمّة للحمل»    كتل هوائية ساخنة تضرب البلاد.. بيان مهم من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم الجمعة (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة إلي الرئيس من الذين قالوا
الخائفون: نريد من د.مرسي أن يخلع عباءة الإخوان ويحافظ علي مدينة الدولة وحرية الاعتقاد والفن وحقوق الأقباط
نشر في أخبار اليوم يوم 29 - 06 - 2012


فريدة الشوباشي
أكثر من 12 مليون مواطن مصري لم ينتخبوا د. محمد مرسي رئيسا للجمهورية، حيث ذهبت أصواتهم إلي منافسه في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الفريق أحمد شفيق.وما يقرب من 25 مليون مواطن لم يذهبوا إلي مقار الإقتراع، وإمتنعوا عن التصويت لاي من المرشحين مرسي وشفيق لاسباب مختلفة تختلف من شخص لاخر.
وفي النهاية فاز د. محمد مرسي برئاسة الجمهورية بعد أن نال ثقة أكثر من 13 مليون مواطن في أول إنتخابات حره تجري في مصر بين أكثر من مرشح.ومنذ أن أعلن المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية عن حسم د. محمد مرسي السباق الرئاسي لصالحه متغلبا علي الفريق أحمد شفيق بأكثر من 800 ألف صوت لم ينقطع الحديث عن المخاوف التي تنتاب بعض فئات المجتمع المصري بسبب فوز د.محمد مرسي بالرئاسة
المخاوف التي تتردد هنا وهناك تنوعت بين مخاوف علي مدنية الدولة، وعلاقات مصر الخارجية، وحقوق الأقباط والمرأة، والحريات العامة، وبين مخاوف من الدولة الدينية وفكرة إقامة دولة الخلافة، وإرتباط الرئيس المنتخب بجماعة الآخوان المسلمين.
" أخبار اليوم " حملت هذه المخاوف إلي الخبراء والسياسيين ورجال الفكر والثقافة ليرصدوا حقيقتها وأبعادها ومطالبهم من الرئيس المنتخب لإزالة هذه المخاوف.. وإلي التفاصيل:
المحلل السياسي د. عماد جاد القيادي بحزب المصري الاجتماعي الديمقراطي، وعضو مجلس الشعب المنحل يؤكد علي وجود عدة مخاوف قائمة بالفعل تشعر بها بعض فئات الشعب المصري التي لم تنتخب د. محمد مرسي في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، مؤكدا أن هذه المخاوف طبيعية نظرا لإنتماء الرئيس المنتخب إلي تنظيم جماعة الاخوان المسلمين يتبني فكرة الخلافة، وهو الأمر الذي لا يجد قبولا لدي قطاع عريض من الشعب المصري، منتقدا في الوقت نفسه من يري أن هذه المخاوف مبالغ فيها .
ويقول د.جاد : تتمثل أهم هذه المخاوف في الخوف علي مدنية الدولة، والاتجاه نحو الدولة الدينية، وهو الأمر الذي يشعر به المواطن من خلال حديث بعض المنتمين للتيار الإسلامي الذي يمثله الرئيس المنتخب عن فكرة إقامة دولة الخلافة، وهو بالتأكيد أمر مقلق ومزعج لبعض فئات المجتمع المصري وبالأخص الاقباط، فضلا عن قطاع كبير من المسلمين الذين يحرصون علي مدنية الدولة المصرية، والحفاظ علي الهوية المصرية.
مدنية الدولة
ويضيف المحلل السياسي : ولكي يزيل الرئيس المنتخب هذه المخاوف لابد أن يعمل علي ترسيخ وتعزيز مبدأ مدنية الدولة بإعتبارها أساس الاستقرار في مصر، ومن ثم لابد أن تكون مدنية الدولة أساس مشروع النهضة الذي يمثل محور البرنامج الانتخابي للرئيس المنتخب، والذي تتبناه جماعة الاخوان المسلمين، وبلاشك أن مدنية الدولة تقودنا إلي إقامة دولة المواطنة التي لا تمييز فيها بين مواطن وآخر، مع العلم أن الشعب المصري لن يسمح أبدا بالمساس بحقوق المواطنة، وإذا ما حدث المساس بهذه الحقوق سوف تتعرض مصر لخطر حقيقي، وسوف تصيبها الاضطرابات. إما إذا ما حرص الرئيس المنتخب علي مدنية الدولة وإقامة دولة المواطنة فإن مصر سوف تستقر اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا .
ويطالب د. جاد الرئيس المنتخب بأن يعمل علي أن تكون المرحلة المقبلة بداية حقيقية للإنطلاق نحو بناء مصر الجديدة، وإستكمال ما قطعته مصر من أشواط في سبيل التغيير والإصلاح،ووضع مصلحة مصر العليا فوق أي إعتبار حزبي أو فكري .
الحريات العامة
ومن جانب آخر تري الكاتبة الصحفية فريدة النقاش القيادية اليسارية بحزب التجمع أن المخاوف التي تشعر بها بعض القوي السياسية والشعبية بعد فوز د.محمد مرسي برئاسة الجمهورية ليست بالجديدة أو الناشئة حديثا، مؤكدة أن هذه المخاوف تأتي في إطار الصراع القديم والمستمر بين الاخوان المسلمين وبين الاحزاب التقدمية والمفكرين والمبدعين، مشيرة إلي أن هذا الوضع لم يتغير منه شئ بإنتخاب د.مرسي رئيسا للجمهورية سوي أن الاخوان المسلمين أصبحوا في موقع القوة والقيادة،ونجدهم الآن يقاتلون من أجل إستعادة مجلس الشعب المنحل لكي يمسكوا بكل مفاصل الدولة.
وتقول القيادية اليسارية : نحن نخشي علي مدنية الدولة، وعلي الحريات العامة سواء حرية التعبير أو حرية اعتقاد أو حرية الابداع والفن، ولاسيما وأنه في السنوات الأخيرة الماضية كان هناك مئات الدعاوي القضائية حركها محامون ينتمون إلي التيار الإسلامي ضد المفكرين والمبدعين والفنانين، وكان آخرها القضية التي صدر فيها حكم بحبس الفنان عادل إمام، كما أننا نخشي من محاولة أسلمة المؤسسات العامة، ومن فرض التزمت الاخلاقي علي أفراد المجتمع وخاصة النساء، فضلا عن أن السياسة الاقتصادية التي يتبناها الاخوان المسلمون هي نفسها سياسة الحزب الوطني الديمقراطي، ولكنها هذه المرة ترتدي ثوبا دينيا.
وتضيف : كذلك نخشي علي حقوق المواطنة ولاسيما وأن برنامج حزب الحرية والعدالة يري أنه لا يحق للاقباط أو النساء تولي الولاية الكبري، وهي رئاسة الجمهورية، وقد قيل أيضا أنها تشمل رئاسة الوزراء، والحقيقة أنا لا أعرف إن كان الرئيس المنتخب سوف يستطيع أن يفرض هذه التصورات علي المجتمع أم لا، ولكن ما أتوقعه هو أن تشهد السنوات القادمة صراعا شديدا بين التيار الإسلامي وبين القوي السياسية الأخري، وأقرب حلقات هذا الصراع سوف تكون في كتابة الدستور، وسوف تتضح حينها نوايا الاخوان والسلفيين .
المرأة خط أحمر
وتطالب القيادية اليسارية الرئيس المنتخب بأن يخلع عباءة الأخوان ليكون رئيسا لكل المصريين، ويعمل علي حماية الحريات العامة وعدم الاقتراب منها وخاصة فيما يتعلق بقضايا النساء، فالمرأة المصرية خط أحمر ليس من حق أحد أن يفرض عليها سلوكيات أو مظهرا معينا، وعليه أيضا الرئيس المنتخب أن يعيد النظر في سياسات حزبه التي تشبه سياسات الحزب الوطني الديمقراطي، والتي قادتنا في النهاية إلي ثورة 25 يناير.
وتشير النقاش إلي أن مصر الان تحتاج إلي تكاتف الجهود لبناء دولة مدنية عصرية علي أسس صحيحة وراسخة، دولة مدنية من حيث الشكل والمضمون، و من حيث الادارة، و من حيث السلطات بأنواعها، القضائية، التنفيذية، والتشريعية، اضافة الي السلطة الاعلامية المبنية علي مصداقية الكلمة، ولاشك أن الدولة المدنية هي التي تقود حركة المجتمع النابعة عن رسالة مبنية علي السلام و العدل، والاخوة، و المساواة، و الكرامة، وهي رسالة تجمع لا تفرق، تقوي و لا تضعف، تنسج و لا تمزق،كما أن الدولة المدنية هي التي تكون مرتبطة بالحياة من ناحية و بالدين من ناحية أخري، ولكنها بعيدة عن الدولة الدينية التي يعبث رجال الدين فيها بمقدرات الشعوب، و يستغلون الدين بشكل مرفوض .
غزو اخواني
وفيما يتعلق بالشأن الدبلوماسي والعلاقات الخارجية يعرب السفير أحمد أبوالخير مساعد وزير الخارجية الأسبق عن تخوفه من دخول أو إنضمام عناصر إخوانية أو عناصر أخري غير مؤهلة إلي الحقل الدبلوماسي، مؤكدا أن هذا الأمر من شأنه أن يفسد العمل الدبلوماسي، والذي يتطلب تراكم خبرات علي مدي سنوات طويلة وإجادة تامة للغات الاجنبية وأساليب الحوار ووسائل الاتصال، مطالبا الرئيس المنتخب بضرورة الاعتماد علي الدبلوماسيين من أصحاب الخبرات الطويلة والكفاءات العالية في مجال الشئون الخارجية .
ويشير أبوالخير إلي أنه يخشي أيضا أن تميل الدولة المصرية خلال الفترة القادمة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية إلي جبهة حركة حماس علي حساب حركة فتح بحكم كون حماس تتبني فكر جماعة الاخوان المسلمين، مشددا علي ضرورة أن تقف مصر علي مسافة متساوية من حركتي حماس وفتح، بحيث لا تميل إلي أحدهما علي حساب الاخري.
ويقول مساعد وزير الخارجية الأسبق : لاشك أن العلاقات الدولية والخارجية تعتبر من أهم أركان السياسة المصرية، ومن ثم فإن من المفروض أن تتبع مصر في علاقاتها الخارجية في عهد الرئيس المنتخب سياسة مد يد الصداقة لكل الدول مع مراعاة المصالح المصرية في المقام الأول، وفي هذا الإطار لابد أن نمد يد الصداقة إلي إيران باعتبارها دولة من دول العالم ولكن مع مراعاة مصالحنا وعدم التدخل في شئونها الداخلية والحذر من خطر المد الشيعي، بحيث يكون التعامل مع إيران علي مستوي الدولة وليس علي مستوي المذاهب الدينية، كما أنه يجب أن يكون موقفنا في المنظمات والمؤسسات الدولية متوازنا لا يميل إلي كتلة أو إلي دولة علي حساب كتلة أخري أو دولة اخري
ويضيف أبوالخير : وفيما يتعلق بإتفاقية السلام مع إسرائيل، فالحقيقة أنا أري أنها جائرة وظالمة لحق مصر نظرا لأنها لا تمكن مصر من السيطرة علي أراضيها في سيناء، وبالتالي فإنه مطلوب من الرئيس المنتخب أن يعمل علي مفاتحة إسرائيل لإعادة التفاوض حول بعض شروط الاتفاقية وتصحيح بعض الامور الخاطئة، ولاسيما بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود علي توقيعها
إضطهاد الاقباط
أما الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي فتعرب هي الأخري عن قلقها من سيطرة فكرة الخلافة والدولة الدينية علي المشهد السياسي المصري خلال السنوات المقبلة، مؤكدة أنها تخشي أن يتعرض الأقباط للاضطهاد في هذه الدولة الدينية، وهو ما يجعل الباب مفتوحاً للتدخل الأجنبي بحجة حماية الاقليات، وهو الأمر الذي يترتب عليه مخاطر جسيمة قد تؤدي إلي تقسيم مصر إلي دويلات .
وتؤكد أنها لاتريد مصر الدولة الرائدة ذات القوة الناعمة التي تؤثر في محيطها العربي، رافضة في الوقت نفسه أن تكون مصر مجرد ولاية في دولة الخلافة .
وتشير الشوباشي إلي أن هناك حدثين ساهما في زيادة قلقها وخوفها بعد فوز د.محمد مرسي برئاسة الجمهورية الأول عندما رفض ستة أعضاء في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور ومن المنتمين إلي التيار الإسلامي السلام الجمهوري، وهو ما يؤكد أنهم يرفضون مدنية الدولة، والحدث الثاني عندما صرح أحد أعضاء حملة د. مرسي في وجود د. مرسي ومرشد الاخوان المسلمين بأن مصر سوف تندمج في إتحاد الدول العربية والإسلامية في إطار فكرة الخلافة علي أن تكون القدس عاصمة هذه الخلافة .
وتؤكد الكاتبة الصحفية أن ثورة 25 يناير قامت من أجل تحقيق الحرية والعدالة الإجتماعية، ولم تدع إلي دولة الخلافة كما يفعل الاخوان المسلمون الان، مشيرة إلي أنهم الأخوان المسلمين لديهم نزعة إقصائية، وهو ما ظهر في تصريح المحامي الاخواني صبحي صالح عندما أكد أن الاخواني يجب أن يتزوج إخوانية، مشددة علي أن الجماعة مطالبة بأن تطور نفسها حتي تزيل المخاوف التي تنتاب ملايين المصريين ولاسيما بعد فوز د. مرسي بالرئاسة .
الإرتباط بالجماعة
ومن جانبه يري القيادي الاخواني المستقيل د.كمال الهلباوي المتحدث الرسمي باسم التنظيم الدولي للاخوان المسلمين سابقا أن غالبية المخاوف التي تنتاب بعض فئات الشعب المصري بعد فوز د. مرسي بالرئاسة مبالغ فيها، وليس لها أساس بعد جملة التعهدات التي تعهد بها د.مرسي قبل وبعد فوزه بالرئاسة .
وفيما يتعلق بمخاوف البعض من إرتباط الرئيس المنتخب بجماعة الاخوان المسلمين يؤكد د. الهلباوي أنه لايري أن هذا الامر مزعجا أو يثير الخوف والقلق بعد أن إستقال د. مرسي من رئاسة حزب الحرية والعدالة، ومن قبله استقال من مكتب الارشاد، مشيرا إلي أن الرئيس المنتخب منفصل إداريا عن جماعة الاخوان المسلمين وعن حزب الحرية والعدالة، ولكنه غير منفصل فكريا وأيدلوجيا بحكم التربية التي تربي عليها داخل صفوف الجماعة علي مدي سنوات عديدة .
ويقول د. الهلباوي : من الطبيعي في الدول الديمقراطية أن يكون الرئيس منتميا إلي حزب سياسي ويتبني أفكاره وبرامجه كما هو الحال بالنسبة للرئيس الفرنسي أو الامريكي، ولكن في الديمقراطيات الناشئة، وفي المراحل الانتقالية التي تمر بها الدول فإنه من الضروري أن يكون هناك إنفصال كما هو الحال في مصر، والحقيقة أنه من الجميل أن يفي د.محمد مرسي بتعهداته ويوسع دائرة الاختيار للحكومة ويتعامل مع المواطنين جميعا علي أساس المساواة وليس علي اساس الانتماء الفكري والحزبي.
لغة الخوف
ويتفق الكاتب والمفكر الإسلامي فهمي هويدي مع د. كمال الهلباوي في التأكيد علي أن بعض هذه المخاوف مبالغ فيها، وتأتي في إطار المخاوف من صعود الإسلاميين في المشهد السياسي المصري في أعقاب ثورة 25 يناير، مشيرا إلي أن هذه المخاوف ليست ناشئة من تأثيرات الإسلاميين، ولكن هناك من يصر علي أن يخاف حتي يكون الخوف من وجود الإسلاميين في حد ذاته وليس في تأثيرهم، وهذه المسألة من المفترض أن نتجاوزها، لقد كان من المفترض علي النخبة أن تكون أنضج وأكبر من هذا الأمر حتي لا تقف عند هذه الحساسية المفرضة، ولابد أن يتعامل الجميع علي أساس أن يأخذ كل فصيل من الفصيل الثاني أفضل ما فيه، فإذا كان الإسلاميون لديهم خير فاهلا وسهلا بهم، وإذا كان الليبراليون لديهم خير فاهلا وسهلا بهم أيضا. أما التركيز علي نقائص الاخرين والتخويف فهذا لغة قديمة عفي عليها الزمن، ولاسيما وأن الدولة ظلت تخوف الناس من الإسلاميين علي مدار 30 عاما، ورغم ذلك ذهبت أصوات الناس إليهم في الانتخابات، وهنا أقول كفانا لغة التخويف حتي لا نصل في النهاية إلي أن نقول لابد من تغيير الشعب المصري، وهو بالطبع منطق لا عقلاني ولا ليبرالي ولا ديمقراطي .
إنتماء الرئيس
وأخيرا يشدد عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية علي ضرورة أن يكون إنتماء الرئيس إلي تراب هذا البلد، وليس إلي تيار سياسي، أوأيدلوجية فكرية حتي يستطيع أن يتعامل مع جميع أبناء شعب مصر علي حد سواء بلا تمييز، وحتي يكون قيادة عادلة لا تميز بين قبطي ومسلم، ولا تميز بين شخص وآخر بناء علي الانتماء الحزبي أو الايدلوجي، وقيادة تعيد التوازن إلي الشعب المصري، وتستطيع أن تجمع شعب مصر كله في صف واحد، فالرئيس لن يستطيع بمفرده أن يواجه كل الملفات الشائكة والأزمات الصعبة التي تتعرض لها مصر حاليا ، وعلي كل مواطن منا أن يساند هذا الرئيس في مواجهة تلك الملفات، وهذا بلاشك واجب شرعي ووطني يفرضه الدين والوطنية والانتماء .
ويضيف عبدالهادي : والحقيقة أنا " خايف " من أن تحدث ما نسميه " خيبة أمل " إذا ما توقفنا عند انتخاب رئيس الدولة ولم نساعده علي مواجهة التحديات الجسيمة التي تقف أمام طريق العودة إلي الاستقرار، فبعد أن تمت عملية إنتخاب رئيس الدولة لابد أن تبدأ مهمة الجميع المتمثلة في معاونة الرئيس علي تجاوز المحن والأزمات كل مواطن في موقعه، ومن ثم يجب علي كل واحد منا أن يعدل من سلوكه، وأن نبدأ جميعا في تكوين منظومة انتاجية فاعلة حتي نعدل من الوضع القائم، ونستطيع أن نحقق طموحات شعب مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.