أنا علي يقين من أنهم ليسوا في حاجة إلي تكريم، لأن ما فعلوه خلال الشهور الماضية قد أدخلهم التاريخ من أوسع أبوابه.. إنهم رجال المجلس الأعلي للقوات المسلحة، والذين استطاعوا أن يقودوا مسيرة شعب يكتشف طريقه نحو الديمقراطية ويكونوا سبباً مباشراً في نجاح ثورته المباركة. وهذا أمر غريب علي جيوش العالم، والتي غالباً ما تقوم بالانقلابات والثورات، وتستولي علي السلطة، أما في مصر فقد قدم جيشها النموذج الفريد من نوعه والذي لم يقدمه أحد من قبل وأعتقد أنه لن يتكرر، حيث قام الجيش بحماية الثورة والثوار.. صحيح أنه كانت هناك بعض الأخطاء في المرحلة الانتقالية، ولكنها أخطاء مقبولة، خاصة إذا عقدنا مقارنة بين نتائج الثورة في مصر، وبين نتائج ثورات الربيع العربي في اليمن وليبيا وسوريا وحتي تونس التي سبقتنا. لقد قام الجيش بحماية الشعب وأشرف علي تجربة ديمقراطية وليدة شهدت استفتاء شعبياً و3 انتخابات شفافة ونزيهة بشهادة العالم، كان آخرها انتخابات رئاسية حضارية راقية باشراف قضائي أثبت خلاله قضاة مصر الشامخ أنهم ميزان العدل والقانون الأول في المنطقة. هؤلاء القادة الأعضاء ال 21 بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة يستحقون أن نسجل أسماءهم بحروف من نور، ويستحقون أن يكون أول قرار يصدره الرئيس هو منحهم أرفع وسام مصري وهو قلادة النيل العظمي تقديراً لهم وعرفاناً بجميلهم، لأن المشير طنطاوي والفريق سامي عنان رئيس الأركان وباقي أعضاء المجلس المحترمين يستحقون هذا التكريم وأكثر منه مثل د. أحمد زويل ونجيب محفوظ ود. محمد البرادعي الذين تم منحهم القلادة. اليوم أوفي العسكري بما وعد به وسلم الرئيس محمد مرسي المسئولية التنفيذية كاملة علي عكس توقعات الكثيرين واليوم ايضاً سيقسم الرئيس المنتخب اليمين أمام المحكمة الدستورية ليبدأ مسيرته رسمياً ويقود مصر دولة القانون والدستور وينفذ مشروع النهضة الذي ننتظره منه وسنحاسبه عليه إذا لم يلتزم بتنفيذه. وعلينا كمواطنين بنفس المنطق أن نتحمل المسئولية أيضاً، ونفوت الفرصة علي أعدائنا الذين لايريدون نجاحاً للثورة المصرية وذلك بأمرين أولهما أن نخلي ميدان التحرير وغيره من الميادين ونترك الفرصة للرئيس الجديد ليعمل وإلا لماذا انتخبناه رئيساً، والامر الثاني أن ندرك أن أمريكا واسرائيل تتربصان بنا وتريدان أن تشاهد الامة المصرية منقسمة علي نفسها.. فلا تعطوا أعداءنا فرصة وأنقذوا مصر مما يراد لها!!.