رغم أهميتها إلا أن معاناتها مزمنة، فوجودها وسط منطقة سكنية جعل مشكلاتها تزيد، وخلال السنوات الخمس الأخيرة تناقص عدد الوافدين إليها من السائحين الأجانب والمصريين، لتقف شجرة مريم وحيدة تعاني الغربة في حي المطرية. المياه الراكدة سيدة الموقف، والطحالب تنتشر علي الأسوار الداخلية. أما في الخارج فالأمر أكثر سوءا، رائحة القمامة المنتشرة، تطغي علي كل شيء، والحيوانات تتجول حسبما يحلو لها. كل هذا في مكان تاريخي يكتسب قدسيته من احتضانه للعائلة المقدسة خلال زيارتها لمصر قبل نحو ألفي عام. في البداية رفضت المسئولة عن المكان التحدث معنا، وعندما ذكرنا السلبيات أمامها اضطرت للرد. أكدت أن البلطجية يسيطرون علي محيط السور الخارجي، ولا يستطيع أحد السيطرة عليهم، وحذرتنا من محاولة تصويرهم، لأنهم ليسوا رعاة غنم ومواشي، لكنهم بلطجية يعتدون علي كل من يقترب منهم. بمجرد دخول المكان تبدو مظاهر الإهمال والفوضي واضحة، بدءا من ماكينة الكشف الإلكتروني التي لا تعمل وغياب أفراد الأمن.. وعلي بعد أمتار قليلة يوجد بئر مياه جوفية شربت منه العائلة المقدسة، لكن الطحالب تعلو مياهه للأسف وأفقدته الرطوبة بريقه، أما عن الشجرة فلا يوجد لها أثر سوي بعض الأفرع التي تم رفعها علي قطع من الخشب تكسوها الأكياس البلاستيكية لإعطاء شكل الشجرة بعد أن سقطت.. وفي نهاية المزار توجد حجرة تحتوي علي أيقونات لأهم الأماكن التي شملتها رحلة العائلة المقدسة لمصر، لكن ملامحها اختفت خلف أكوام التراب التي لا تجد من ينظفها، شأنها شأن أرضيات المكان. وفي الخارج يسيطر البلطجية من بائعي الأغنام الذين حولوا محيط السور إلي ما يشبه حظيرة كبيرة تحتوي علي مئات الأغنام التي تأكل من القمامة المتواجدة في ظل غياب الأجهزة التنفيذية بحي المطرية وتراخيها عن القيام بدورها في تطهير المنطقة. ويؤكد عم علي أقدم عامل بالمزار ان المكان كان مقصدا للعديد من السائحين قبل ثورة 25 يناير، وكانت أجهزة الأمن تتواجد بشكل مكثف يوميا لتأمينهم إلا أن الوضع اختلف الآن تماما فلم يعد هناك إقبال من السياح أو المصريين وآخر تطور حدث في المكان كان قبل عدة سنوات في عهد البابا شنودة الثالث.