كل الاحتمالات والسيناريوهات لاشكال الصدام بين المجلس العسكري وجماعة الاخوان المسلمين واردة وقد تجرنا إلي حرب أهلية بين الطرفين. أكد اللواء فؤاد علام الخبير الأمني والاستراتيجي.. مضيفا انه في ظل غياب العقل والقدرة علي التفكير لمعظم الشرائح الموجودة حاليا في الحياة السياسية وتغليبهم المصلحة الشخصية والحزبية علي مصلحة مصر فقد تطيح بنا هذه الخلافات الي حافة الهاوية باشتعال الصراع المسلح بين كل الاطراف خاصة جماعة الاخوان والمجلس العسكري وتتحول مصر الي ليبيا وسوريا جديدة. طالب اللواء فؤاد علام من كل القوي السياسية والاحزاب والائتلافات الثورية وخاصة جماعة الاخوان المسلمين والمجلس العسكري باجراء حوار هاديء ومنظم وشفاف لانه هو السبيل حاليا للنجاة من حدوث الصدام المسلح علي ان يكون هذا الحوار في حضور جميع وسائل الاعلام العالمية ووكالات الأنباء الدولية حتي يعرف الرأي العام العالمي من هو الصادق ومن هو الكاذب، ومن يعمل لصالح مصر، ومن هو المزايد الذي لا يريد إلا مصلحته الشخصية وتحقيق المصالح السياسية له ولمن ينتمي إليه دون النظر لمصلحة مصر العليا. وقال الخبير الأمني والاستراتيجي اذا غاب الحوار فالتصادم قادم لا محالة، مضيفا انه في تلك الظروف يغيب العقل وسيبدأ الصدام بالتراشق بالالفاظ كما يحدث حاليا ثم يتطور بعد ذلك ليصل الي القذف بالطوب ثم استخدام العصا ثم الخرطوش وتدخل مصر في حرب أهلية مسلحة بين مليشيات الاخوان والمجلس العسكري. وأشار اللواء فؤاد علام إلي ان الرئيس جمال عبدالناصر عندما اراد انقاذ ثورة يوليو بعد الهجوم الشرس عليها علي الفور قرر فتح جامعة القاهرة ودعا الي حوار مع جميع القوي السياسية في حضور جميع الوزراء وخرج بيان 03 مارس وكانت هذه هي اولي الخطوات لتطبيق الديمقراطية في مصر، مضيفا ان الرئيس جمال عبدالناصر قد فطن ان الحوار هو السبيل الوحيد لحل أي نزاع. ومن جانبه يقول اللواء فاروق حمدان الخبير الأمني والاستراتيجي ان جماعة الاخوان هي من بدأت في تصعيد الخلافات بينها وبين المجلس العسكري عن طريق التصريح المبكر باعلان فوز د. محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الاخوان المسلمين بالمنصب الرئاسي. وأكد ان جماعة الاخوان المسلمين اتجهوا في الفترة الحالية الي التهديد وتصعيد الخلافات مع المجلس العسكري عن طريق حشد كل قوتها في جميع المحافظات مضيفا ان وسائل الاعلام والاجهزة المعنية قد رصدت ان هناك اجتماعات مستمرة ومتواصلة لاعضاء الجماعة في جميع انحاء الجمهورية نتج عن هذه الاجتماعات المشهد الذي نراه حاليا في ميدان التحرير وجميع الميادين في المحافظات.. الأمر الذي يؤدي الي الاخلال بالأمن العام وترويع المواطنين والتوقع بحدوث صدام بين الطرفين مضيفا ان الأمر يحتاج الي تعقل من الجميع خاصة فور اعلان النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية واعلاء المصلحة العليا لمصر فوق المصلحة الشخصية. واشار اللواء حمدان ان مصر مهددة من جميع حدودها من الشمال والجنوب وخاصة التحركات الاسرائيلية علي حدودنا الشرقية كل ذلك يحتاج الي تكاتف كل القوي السياسية وخاصة جماعة الاخوان مع المجلس العسكري لابعاد شبح التدخل الأجنبي في مصر والحرب الأهلية كما ان الفترة الماضية شهدت دخول كميات هائلة وترسانة من الاسلحة الحديثة والمتطورة.. قد تكون هذه الاسلحة بين ايد غير مسئولة تستخدمها في زيادة حد الخلاف بين المجلس العسكري والاخوان عن طريق القيام بعمليات ارهابية وتفجيرات. وطالب اللواء فاروق حمدان كل الفصائل والائتلافات والاحزاب والعقلاء والحكماء بأن تكون مصلحة مصر قبل المصالح الحزبية حتي يعود الوئام والسلام بين الجميع ونبتعد عن شبح الحرب الأهلية. ويؤكد اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجي ان التصريحات النارية لجماعة الاخوان المسلمين تتسم بالنقد اللاذع للمجلس العسكري كما ان اسلوبهم في المعارضة علي قرارات المجلس العسكري تكون شديدة اللهجة، مضيفا انه خلال الأيام الماضية تصاعدت نبرة التهديدات في جميع وسائل الاعلام تتهم الجماعة فيها المجلس العسكري واللجنة العليا للانتخابات بمحاولة اقصاء الدكتور محمد مرسي من منصب الرئاسة وتتويج الفريق أحمد شفيق وكذلك اتهام المجلس العسكري بالتدخل السافر في اصدار حكم بعدم دستورية قانون العزل وكذلك حل مجلس الشعب انتهاء بالاعلان الدستوري المكمل. وأشار اللواء سيف اليزل إلي ان هذه الحملة التصعيدية ضد المجلس العسكري قد تذهب بالعلاقة بين الجانبين الي نهاية سيئة وطريق مسدود.. مضيفا انه بكل اسف سيناريوهات التصادم مطروحة حاليا لانه عندما تشتد حدة التوتر بين الطرفين يفقد الجميع القدرة علي السيطرة علي حدة التصعيد ويحدث ما لا يحمد عقباه من صراع مسلح ونزاع بين الطرفين لا يمكن ايقافه وتتحول مصر الي ساحة للحرب.. وبالتالي لابد ان يتحكم صوت العقل في العلاقة بين الاخوان والمجلس العسكري وتفضيل مصلحة البلاد علي المصالح الحزبية. ويقول اللواء عثمان كامل المدير الاسبق لاكاديمية ناصر واستاذ العلوم الاستراتيجية بجامعة الاسكندرية ان الصدام بين الاخوان والمجلس العسكري بدأ منذ بداية المرحلة الانتقالية وانتقال السلطة الي المجلس العسكري مضيفا ان هذا الصراع متبادل بين الطرفين تقل حدته تارة ويتصاعد تارة اخري بالقدر الذي لا يؤدي الي مرحلة الصدام. واكد استاذ العلوم الاستراتيجية ان الخبرات المتراكمة للمجلس العسكري وعلاقته بجماعة الاخوان علي مدار العام والنصف تجعله قادراً علي السيطرة علي زمام الأمور بالقدر الكافي لعدم حدوث صدام مسلح بين الطرفين.