كتاباته تشبه، وأنت تقرأ له تسمع فيها صوته.. وتلمس فيها روحه وتري أيضا ملامحه وهذا في حد ذاته نوع من الصدق الفني الذي لا يشعرك بالفرق بين المبدع وما يقدمه سواء فن تمثيلي أو فن في الكتابة. احمد حلمي فنان مرموق، له العديد من الاعمال الفنية التي تشهد له بالتميز والتفوق في ادائه الفني الجذاب، لكن ان يكون كاتبا مميزا هذا ما اكده في أول أعمالة الادبية، التي صدرت مؤخرا عن دار الشروق تحت عنوان "28 حرف " وعندما احتار في اختيار اسم كتابه، قرر أن يكون اسمه بعدد الحروف الأبجدية، لأن أصل الكلمات يأتي من هذه الحروف . الكتاب مجموعة من المقالات الصحفية التي قام بكتابتها في عدد من الصحف خلال السنوات الماضية ثم قام بتجمعيهما وطرحهما في هذا الكتاب . بدأ حلمي كتابه بكلمة اهداها الي والده قائلا : أبي.. أين أنت ؟ هل تراني كما أراك دوما في منامي " رحمك الله .. جاءت بداية مقالات الكتاب بأول مقاله كتبها في حياته تحت عنوان " ما ليش في الكرة " بأسلوب عامي ساخر يحمل بين سطوره نوع من التهكم الفلسفي بأسلوب بسيط وسهل يصل الي القارئ العادي ويدعو البعض الي التفكير في حاله ومن سطور المقال كتب يقول: عمري ما كان من اهتماماتي اني اشتري كورة مثلا . جايز لأن كان في واحد من صحابي مرة أخذ الكورة بتاعته من نص الماتش وروح والفرقتين والجمهور شتموه، فخفت اشتري كورة لحسن مرة اضطر أروح فيشتموني ولو سبتلهم الكورة وروحت من غيرها أكيد ها تهزأ وأتشتم في البيت من أبويا، يعني في الحالتين ها تهزأ طب وعلي ايه ؟ مش شاري كورة، بس اشتريت منفاخ، علشان أبقي أنفخ لهم الكورة بتاعتهم لما تفسي.. أنفخ أحسن ما اتنفخ . وفي مقال بعنوان " كيس السعادة " كتب يقول : قالت لي امي ذات يوم انني ولدت في كيس بلاستيكي، وعندما سألت متخصصا في هذا الامر فقال لي : ان من يولدون في مثل هذا الكيس يتمتعون بحظ وسعادة في حياتهم، ومن هنا بدأت أنسب كل الامور السعيدة في حياتي الي هذا الكيس ...... وعندما كان يحدث شئ غير سعيد في حياتي فكنت أقول ربما كان الكيس مخروما ..... وعندما تتزايد لحظات الحزن، كنت أظن أن أمي كذبت عليّ، وأني لم أولد في كيس السعادة ........ ويقول حلمي : ويظل اعتقادي بهذا الكيس يتأرجح.. هل هو جالب للسعادة أم لا ؟ هل كان له وجود أم لا ؟ ! حتي أقسمت أمي انني ولدت به، ....... وتأكدت ... أن السعادة الحقيقية التي ظللت أبحث عنها لسنوات طويلة هي أنني "مصري " أعيش بروح مصرية أحب المصريين......... ويلخص حلمي فلسفته في تلك السطور حين كتب يقول: هذا الكيس جلب لي السعادة وجعلني مصريا.. أحب الأسود لأنه كان الظلام الذي عشته في رحم أمي المصرية، أحب الأبيض لأنه النور الذي رأيته في هذا الوطن، وأحب الأحمر لون دمي الذي لا أتردد أن يراق كله فداء لحبة رمل في بلدي أحب الميم لأننا مصريون، والصاد لأننا صابرون، والراء لأننا راضون.. نعم نحن مصريون صابرون راضون . وعلي غلاف الكتاب كتب أحمد حلمي بتوقيعه سيرته الذاتية : اسمي أحمد محمد حلمي عواد، اتولدت في مدينة بنها بمحافظة القليوبية يوم 18نوفمبر1969.اتخرجت سنة 1993 من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الديكور. اشتغلت في الدعاية والإعلان، وبعد كده اشتغلت مذيع في القناة الفضائية المصرية في برنامج أطفال اسمه " لعب عيال "اللي كان السبب في اني اقف امام الكاميرات السينما في اول دور سينمائي في فيلم " عبود علي الحدود "وتوالت الأدوار بعد كده نصي التاني هو زوجتي الرائعة مني زكي ونصي التالت " لي لي ".. اللي بتقول لكم : يا رب الكتاب يعجبكم يا جماعة .