شهد قصر الاميرة فوقية علي مدي قرابة نصف قرن العديد من الاحداث التي تشهد علي التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها مصر منذ الفترة الملكية ومرورا بثورة 23 يوليو والي اليوم سكن القصر العديد من الاسماء المهمة قبل ان يصبح مقرا لمجلس الدولة.. ليصبح اليوم مقرا للاتحاد العربي لمحاكم القضاء الاداري بعد أن ازاح الرئيس عبدالفتاح السيسي الستار عن اللوحة التذكارية للقصر التاريخي لمجلس الدولة «قصر الاميرة فوقية» بعد اعادة ترميمه وتجديده. المقر التاريخي لمجلس الدولة هو الاسم الذي يطلق علي قصر الاميرة فوقية ابنة الملك فؤاد الاول والاخت غير الشقيقة للملك فاروق صاحبه القصر والذي باعته إلي شقيقتها الاميرة فائقة بحي الدقي علي ضفاف النيل بالجيزة والذي شغله مجلس الدولة منذ تأسيسه في 1946. انشأ الملك فؤادالقصر في القرن العشرين وأهداه إلي نجلته الثانية الاميرة فوقيه المولودة في 6 أكتوبر عام 1897 في الزعفران بالقاهرة وهي الثانية من أبناء الأميرة شيوه الزوجة الأولي زوجة الملك فؤاد الأول والتي تزوجت فيه من محمود فخري باشا وعاشا فيه وانجبت منه ابنها ولدا واحدا هو أحمد..كان محمود محافظا للعاصمة ثم وزيرا للمالية والخارجية وسفيرا ببلجيكا واسبانيا والبرتغال. باعت الأميرة فوقية قصر الدقي لأختها الأميرة فائقة لتعيش فيه هي وزوجها فؤاد أحمد صادق بعد عودتهما من أمريكا سنة 1950 ثم سافرت الأميرة فائقة إلي مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية مع والدتها الملكة نازلي واختها الأميرة فتحية، فسافر فؤاد أحمد صادق إليها بعدما أبلغته الأميرة فائقة بموافقة الملكة نازلي علي الزواج. وفي مايو 1950 اجتمع مجلس البلاط الملكي وأمر بعودة الملكة نازلي والأميرتين فائقة وفتحية وإلا سيحرمون من ألقابهم الملكية..كانت فائقة فقط هي من استجابت لأمر البلاط الملكي فعادت إلي مصر بصحبة زوجها في 21 مايو 1950. بعد عودتها تم منح زوجها فؤاد أحمد صادق لقب البكوية بعد أن تم التصديق علي زواجها منه في 4 يونيو عام 1950 بحضور الشيخ عبدالرحمن حسين وكيل الجامع الأزهر. وعاشا في القصر حتي تقدم الدكتور محمد كامل مرسي رئيس المجلس بطلب إلي الملك لافتتاح مقر لمجلس الدولة. وأصبح القصر بعد ذلك مقرا لمجلس الدولة بالدقي وكان مقرا لمكتب المستشار السنهوري الذي يعد من قامات القانون المصري والعربي وثاني رئيس لمجلس الدولة المصري. وشهد القصر احداثا جساما علي مدي نصف قرن تقريبا احتضن فيها مكتب رئيس مجلس الدولة وقاعة المحكمة التي ظلت وحيدة تتداولها دوائر محاكم القضاء الاداري والادارية العليا حتي إنشاء مبني محاكم المجلس الجديد في 1994 والذي افتتحه الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك خلف القصر علي شارع شارل ديجول بالجيزة. ففي الحجرة الكبري بالقصر تعرض علي المستشار عبدالرازق السنهوري ثاني رئيس للمجلس للضرب والإيذاء من قبل مجموعة من متظاهرين ضمن احداث ازمة الديمقراطية عام 1954..وبعد إنشاء المبني الجديد وانهيار سقف بعض قاعات القصر تم نقل بعض لجان الفتوي اليه حتي عام 2012 عندما اتفقت إدارة المجلس مع وزارة الاثار والقوات المسلحة علي تولي مهمة ترميمه وافتتح لأول مرة في مارس 2014. واخيرا ازال الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية الستار عن اللوحة التذكارية الخاصة بافتتاح القصر التاريخي لمجلس الدولة (قصر الأميرة فوقية) بعد إعادة ترميمه وتجديده ليصبح مقر الاتحاد العربي لمحاكم القضاء الاداري. محمد زهير