أحيانا كثيرة يدفعني الحنين الي ركوب اتوبيس هيئة النقل العام خاصة بعد أن اصبح علي كل لون. ووراء اصراري علي ركوب الاتوبيس أقف فترة زمنية حتي انتقي ما يروق لي من لون ربما يتناسب مع ما أرتديه من ملابس ومن أرقام فسفورية ربما تطابق رقما أو أثنين مع رقم سيارتي خاصة ان بعضها غير لونه واطال رقمه، وما أن تقفز داخل لونك المفضل وتسعد لوجود كرسي مشترك أو مفرد كبقية الركاب وما أن تأخذ وضعك حتي تنهال عليك الجنيهات قادمة من الامام حيث تتناقلها الأيدي لتصلك لتمد يدك اليالوراء ليلتقطها آخرحتي تصل الي الكمساري ثم تأخذ الجنيهات رحلتها في طريق العودة متجهة ناحية الباب الامامي بعد ان تحولت الي تذاكر يترك الكمساري المكان المخصص له ليقفز بين الركاب متجها اليالسائق يحكي له أحداث اليوم وأشياء أخري، يقف الاتوبيس في أول محطة بعد عشرة امتار وهي ضمن عشرات المحطات قريبة من بعضها البعض وليس مطلوبا من الراكب هذه المرة سوي مد يده ليوقف الأتوبيس,. يقفز الراكب هذه المرة من الباب الخلفي ينظر إلي مكان الكمساري يمد يده بالاجرة يفاجأ بأنه أحد الركاب وقد جلس مكان الكمساري لتأخذ الاجرة هذه المرة رحلتها من الخلف للامام ثم العكس، وإذا طلبت من السائق اغلاق الباب الأمامي وفتحه في حالة النزول يركبه العفريت، وإن طلبت من الكمساري أن يجلس مكانه حتي لا يرهق رقاب الركاب بالنظر يمينا ويساراً يتهمك بأنك عدو النظام والهيئة لا تنتظر تعليمات من أحد، ورغم هذا يظل اتوبيس الهيئة بحجمه وألوانه الجذابة «سي السيد» ارض المحروسة الذي انقذهم من براثن الميكروباص حتي ولو ظل الركاب واقفاً، وظل تعكير صفو الراكب حتي نهاية الرحلة.