الطيارون الإماراتيون شاركوا فى الدفاع عن الشرعية فى اليمن ضد الحوثيين المتابع لوسائل الإعلام الفرنسية منذ هجمات باريس في الثالث عشر من نوفمبر الماضي، يجد أن كل القنوات وللأسف الشديد نصبت محاطمة للإسلام كدين وليس لتيارات الإسلام السياسي، كما أن أصابع الاتهام بدعم ومساندة الإرهاب موجهة بشكل صريح لقطر تلك الإمارة الصغيرة ذات الاقتصاد الترليوني والتي تنفق كل ما لديها من فائض في دعم الحركات الراديكالية الإسلامية، بدءًا من دعم الإخوان في مصر وتونس حتي الميلشيات المسلحة في سوريا علي غرار داعش والنصرة. كما أن اتهامات الإرهاب طالت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باعتباره عضوا في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والداعم الأكبر لداعش من وراء ستار. في حين لم يرد ذكر دولة الامارات العربية بشكل مباشر او غير مباشر في التسبب في اضطراب الاوضاع في المنطقة، لان حكام هذه الدولة متفرغون فقط لتنمية وتعمير اماراتهم ودعم العديد من دول العالم الثالث. واقتصر دورها العسكري فقط علي دعم الشرعية في اليمن بالمشاركة في غارات التحالف علي الحوثيين. الإعلام الغربي عاكف علي تقييم منطقة الشرق الأوسط كل دولة علي حدة، والنظرة الغربية لدولة الإمارات تصنفها علي أنها دولة براجماتية استطاعت في زمن قياسي القفز باقتصادها بشكل هائل فبعدما كانت تعتمد علي تجارة اللؤلؤ فقط أصبحت مركزاً للتجارة العالمية ومكانا يقصده السياح من كل أرجاء العالم. ويبدو أن تلك النظرة المنصفة التي استثنت الإمارات من المحور الداعم للإرهاب لم تُعجب قطر التي تمول صحيفة القدس العربي الصادرة من لندن، فأفردت صفحاتها لمحمد بن سالم النائب عن حركة «النهضة» التونسية، ليتهم دولة الإمارات بمحاولة زعزعة الاستقرار في بلاده، قائلا: «للأسف الإمارات علي ما يبدو آخذة علي عاتقها إفشال كل تجارب الربيع العربي وتدخلها السافر في مصر لا يخفي علي أحد، وهناك تسريبات أخري علي أنها منزعجة من نجاح التجربة في تونس، وأيضا تدخلها الصريح والواضح والمفضوح في ليبيا». وأدان بن سالم ما أسماه «التدخل السافر للإمارات في أكثر من دولة عربية، بما لا يتناسب مع حجمها»، وهو نفس الكلام الذي يُقال عن قطر في الغرب. وحول اتهامات صدرت للإمارات بالتورط في التفجيرات الإرهابية الأخيرة في تونس، قال بن سالم «لا نستطيع إلقاء الاتهامات من دون حجج، ولكن يمكن القول إن الإمارات متورطة ب»نيتها السيئة»( محاسبة علي النوايا) ومساهمتها في الفوضي القائمة في ليبيا والتي تؤدي بشكل غير مباشر إلي عدم استقرار تونس، ولذلك من الطبيعي أن تتحدث وسائل الإعلام عن محاولتها التدخل في الشأن التونسي». وبالطبع لم يقل بن سالم إن قطر التي نفخت في نيران ما يُعرف بالربيع العربي لم تهتم أبدا بتمويل تيارات إسلامية متسامحة، «بل هي تمول المتطرفين في الضواحي الباريسية وغيرها كما مولتهم في مالي. محمد عبد الفتاح