صحيح أن المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ستنطلق في واشنطن يوم الخميس القادم .. وصحيح أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حقق إنجازا دبلوماسيا .. فإن المفاوضات نفسها تشكل التحدي الأساسي لنتنياهو الذي يتعين عليه إتخاذ قرارات حول قضايا الوضع النهائي مثل الحدود ومستقبل القدس والمستوطنات واللاجئين والمياه .. وكان نتنياهو قد تمكن خلال الشهور القليلة الماضية .. كما قالت صحيفة هآرتس .. من إعادة توجيه الضغط الأمريكي .. فبعد أن أمضي الرئيس أوباما عاما من الضغوط الفاشلة علي إسرائيل .. تحول نحو السلطة الفلسطينية ونجح في ذلك .. وقد أوضح نتنياهو أن طلبه عقد المحادثات مع الفلسطينيين دون شروط مسبقة لم يكن مجرد موقف سياسي ..بل ضرورة سياسية تمكنه من المحافظة علي إئتلافه الحكومي اليميني المتطرف .. وقد سبق وأن إتفق مع شركائه مثل ليبرمان علي ضرورة إستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة .. وأكد هذا الإئتلاف من خلال قرار إتخذته الهيئة السباعية المصغرة التي تضم كبار الوزراء في حكومته .. وبمساعدة الولاياتالمتحدة نجح نتنياهو أيضا في تحييد أهمية الإعلان الصادر عن اللجنة الرباعية التي لم تتحدث عن حدود 1967 .. ولا عن الدولة الفلسطينية ولا عن تجميد الإستيطان وإنما إكتفي بإبداء دعمها لحل جميع قضايا الخلاف بين الفلسطينيين والإسرائيليين .. وبينما تحول بيان الرباعية إلي وثيقة دولية .. كان التنازل الوحيد الذي قبله نتنياهو هو موافقته علي جدول زمني مدته سنة لإنتهاء المفاوضات المباشرة .. ويفضل الفلسطينيون المدة القصيرة لسببين الأول أن هناك تفاهمات سابقة بين الطرفين حول معظم القضايا والثاني أنهم لا يثقون في نوايا حكومة نتنياهو. وكما تعتقد هآرتس فإن نجاح نتنياهو الدبلوماسي هو نجاح مؤقت .. رغم إستطاعته إقناع المبعوث الرئاسي الأمريكي جورج ميتشيل بعدم جلوس الأمريكيين في غرفة واحدة مع المتفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين .. لكن الولاياتالمتحدة تقول أنها ستكون نشطة للغاية ولن تتردد في تقديم المقترحات عندما تتأزم الأمور.. وسيضطر نتنياهو بعد بدء المفاوضات الي إعلان مواقفه حول قضايا الوضع النهائي ..علما بأنه أول رئيس وزراء ليكودي يقدم علي مفاوضات سلام بهدف معلن هو الوصول الي إتفاق دائم مع الفلسطينيين .. ولا تعتقد صحيفة هيرالد تريبيون أن هناك ثقة بين الجانبين .. كما تعتقد أن يكون أوباما قادرا علي تحقيق إتفاق بينهما خلال عام .. ويري بعض الذين يتابعون الوضع أن المفاوضات الفاشلة أسوأ من عدم عقد المفاوضات .. وفي هذا الإطار يقول الوزير الإسرائيلي السابق يوسي بيلين أن إدارة أوباما أخطأت بتحديدها جدولا زمنيا للمفاوضات دون تحديد أي عقوبات .. وأضاف أنه ليس هناك أمل في تحقيق السلام لا في سنة ولا في إثنتين أو ثلاث والهوة بين الطرفين واسعة .. كما أن نتنياهو لم يأت لتقسيم القدس أو إيجاد حل لمشكلة اللاجئين !.