سبق احتجاز الباحث الحقوقي حسام بهجت لمدة 79 ساعة بسبب كتاباته حول موضوعات أمنية وعسكرية حساسة.. نفس ما حدث هذا الأسبوع مع الباحث إسماعيل الأسكندراني فور عودته من جولة أوربية، شارك فيها في إحدي الورش البحثية في ألمانيا حول (تفكيك الإرهاب الإسلامي في مصر) شاركت فيها أيضا مجموعة من الباحثين المصريين، ومن مختلف دول العالم.. في مطار الغردقة وفور عودته مباشرة، ألقي القبض علي الأسكندراني بسبب مذكرة توقيف من السفارة المصرية في ألمانيا، حول محاضرته التي أقامها في برلين عن (تقييم دورالجيش في سيناء، ومجابهته للإرهاب)...! احتجاز الباحثين ومساءلتهم تحت دعوي المحافظة علي الأمن القومي، دفعت الدكتور خالد فهمي أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية إلي طرح سؤاله المهم : هل الأمن القومي حكر علي أجهزة الأمن القومي فقط ؟ أم هو أيضا من حق المجتمع والرأي العام والصحفيين والباحثين وقطاعات كثيرة في المجتمع ؟ السؤال مهم بالفعل من حيث يضع المواطن أمام مسئولياته وواجباته، أو حتي يضعنا أمام مفهوم ودور ومسئولية المواطن.. السؤال مهم ليس لأننا أيضا نحب هذا الوطن ونحرص عليه، ولكن لأن الحوار والمناقشة، وتبادل الأفكار والإنشغال بمشكلات الوطن وهمومه هو شكل من أشكال الحب، والحرص علي المسار الوطني، علي تطوير أدائه وتصويبه.. الإنغلاق وكتم الصوت والمحاذير والمنع والحجب والخوف وفقدان الثقة كل هذة أشكالا للهزيمة والتراجع، بينما الحوار المفتوح والمناقشة الحرة الموضوعية والنزيهة، وتبادل الأفكار ومراجعتها، والثقة والحرية، هي أحد أشكال المحافظة علي الأمن القومي والحرص عليه.