ما زالت التداعيات الناجمة عن حادث إسقاط تركيا للطائرة الروسية «السوخوي 24» فوق الأراضي السورية، بالقرب من الحدود مع تركيا، تتصاعد وتتفاقم يوما بعد يوم لتصب مزيدا من الزيت علي النيران المشتعلة بالفعل في المنطقة أصلا، والتي أصبحت تعج وتمتلئ بكل ألوان الطيف من القوات والأسلحة والجيوش والميليشيات والجماعات الإرهابية، المتصارعة والمتقاتلة علي الأراضي السورية، والمتزاحمين عليها من كل حدب وصوب. والحرب الكلامية وحرب التصريحات العنيفة مشتعلة وقائمة بالفعل بين الطرفين الروسي والتركي، والتهديدات الحادة تتطاير بين موسكو وأنقرة وشررها يتناثر في كل مكان، منذرا وملوحا بأخطار الصدام الخشن بين القوي العظمي في العالم لا يقتصر علي الساحة السورية فقط، بل يمتد تأثيره الي أماكن أخري كثيرة. وفي هذا السياق أعلنت روسيا بوضوح عن نيتها المؤكدة في عقاب تركيا علي ارتكابها للحادث، الذي يعتبره الكرملين اعتداء مباشرا من الجانب التركي، ومن الضروري أن يكون له رد عسكري قاس وقوي، بعد ان أدي الي قتل عمد للطيار الروسي،...، بالاضافة الي الاجراءات الاقتصادية العقابية التي تم اتخاذها بالفعل. وبعد مرور خمسة أيام علي الحادث الذي كان بمثابة الصدمة المفاجئة وغير المتوقعة اصبحت الصورة اكثر وضوحا في ضوء المعلومات المتداولة والمنشورة عبر وسائل الاعلام وعلي لسان المسئولين السياسيين والعسكريين ليس في موسكو فقط، بل وفي واشنطن وأنقرة ولندن وباريس وبرلين وغيرها وغيرها من عواصم العالم المختلفة. والمحصلة تشير بوضوح الي ان الحادث لم يكن مصادفة او عفو الخاطر، بل كان مدبرا من الجانب الامريكي والتركي ومخططا له من قبل، بهدف افشال ووقف المساعي الجارية لحشد تحالف دولي للقضاء علي الارهاب بصفة عامة وداعش بصفة خاصة في سوريا والعراق، يضم روسيا واوروبا والولايات المتحدة وكافة الدول الاخري الرافضة للارهاب،...، وهو ما تراه تركيا وأمريكا وبعض القوي العظمي متعارضا مع اهدافها ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة العربية والشرق أوسطية بصفة عامة وسوريا والعراق بصفة خاصة.