في انفعال غاضب قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «هذه طعنة غادرة في الظهر نفذها أعوان الإرهابيين»،..، ثم أضاف «إنها واقعة بالغة الخطورة ، وسيكون لها عواقب وخيمة علي العلاقات الثنائية بين موسكو وأنقرة». بهذه الكلمات عبر الرئيس الروسي عن انفعاله وغضبه الشديدين، فور سماعه أخبار إسقاط تركيا للطائرة الروسية «السوخوي 24» فوق سوريا وقرب الحدود مع تركيا أول أمس الثلاثاء، بينما كانت تقوم بقصف مواقع «داعش» وقواعدها في المنطقة الملاصقة للحدود السورية التركية. الحادث جاء صادما ومفاجئا ليس لروسيا فقط، بل أيضا لكل العالم، الذي لم يكن يتوقعه علي الاطلاق، خاصة لأنه يحدث في الوقت الذي كانت فيه كل النوايا المعلنة للدول الكبري والصغري ايضا، ابتداء من امريكاوروسيا والصين وفرنسا وانجلترا وألمانيا، وانتهاء بإيران وسوريا والاردن وبقية دول الشرق الاوسط،..، تقول وتؤكد ان هناك توجها قويا للتوصل إلي توافق دولي عام لإقامة تحالف شامل في مواجهة الإرهاب الداعشي في سوريا والعراق، وأن هذا التحالف سيشمل روسياوأمريكا وأوربا وغيرها. وكان أصحاب النوايا الحسنة في العالم يحاولون تصديق ما أعلنته أمريكاوتركيا ودول أوربا، بعد الحوادث الارهابية الدامية التي تعرضت لها باريس، بأنها ستقف كلها ضد الإرهاب، وإنها ستعمل مع روسيا وبقية دول الشرق الاوسط لتحقيق هدفين رئيسيين، هما ايجاد حل سلمي للازمة أو الكارثة السورية، والقضاء علي داعش ،..، وأن الاولوية العاجلة هي القضاء علي داعش. وكان هؤلاء يحاولون في ذات الوقت نسيان - ولو إلي حين - حقيقة أن «داعش» هي صناعة أمريكية، ولدت علي يد المخابرات المركزية، وتربت ونمت وتضخمت في حضن تركيا، وبرعاية ودعم أذناب وذيول الولاياتالمتحدة في قطر وإسرائيل وغيرهما وتحت أعين وآذان المخابرات الاوربية. كان أصحاب النوايا الحسنة يحاولون ومازالوا يحاولون التصديق والنسيان بينما كانت تركيا تبحث عن وسيلة تؤدي لفشل هذا التحالف قبل أن يبدأ،..، وبالطبع كان ذلك بالتنسيق الكامل مع «المعلم الكبير» أمريكا.