في الوقت الذي يقوم فيه التحالف الغربي بقيادة أمريكا لضرب تنظيم داعش في سورياوالعراق عبر الطلعات الجوية فإن أمريكا تقوم في نفس الوقت بمهمة أخري وهي تسليح ومساندة المعارضة السورية والجيش الحر الذي يرفع أسلحته في وجه النظام السوري وتخريب المؤسسات السورية مما أدي للفوضي والخراب ونزوح الملايين من أبناء الشعب السوري الذي فقد الأمل في التعويل علي أحد يحافظ له علي بلده وأمنه واستقراره وسط تعرض الجيش السوري النظامي للعديد من العمليات الحربية والقتالية المتنوعة والمنتشرة في ربوع الأرض السورية حتي خارت قوته التي تحارب ما يسمي بالثوار من جهة والتنظيمات الإرهابية المنتشرة في الأراضي السورية من أجل مهمة خراب سوريا وتدمير جيشها ومؤسساتها وحضارتها وسرقة مواردها المتعددة وبيعها لدول معينة تقف وراء داعش وأخواتها دون أن نري أمل في الطلعات الجوية بقيادة أمريكا أو أن نري حلا عن طريق الحل السياسي الذي طال أمده عبر الأممالمتحدة التي تقف من ورائها أمريكا وتطلب المستحيل من خلال فرض إرادتها ومصالحها بتمكين كل الأطراف المتنازعة للجلوس علي طاولة المفاوضات أمام النظام الشرعي السوري، وهو سيناريو مشبوه ونراه في اليمن والعراق وليبيا بنفس ما عرفناه عن هذا السيناريو الذي يستهلك الوقت ولا يملك الحلول علي غرار ما فعلته أمريكا مع القضية الفلسطينية وبخاصة في عهد الرئيس أوباما الذي تميز عهده بالحروب والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط وانتشار التنظيمات الإرهابية في العالم العربي والأفريقي والنزوح الكبير للاجئين من دول الصراع وعدم رغبته في حل القضية الفلسطينية وتعمده طول أمدها وصمته أمام التجاوزات الإسرائيلية، ومسئوليته في قيام الثورات العربية من خلال شعاراته وخطاباته التحريضية ضد تغيير الأنظمة وضد الاستقرار، وغيرها من الأمور التي أدت إلي تلك النزاعات وتدخله في شئون الدول عن طريق المؤسسات الحقوقية ومساندته للتنظيمات الإرهابية الأمر الذي انعكس سلبا علي سياسة أمريكا في الشرق الأوسط بعد أكاذيب أجهزة الاستخبارات الأمريكية بتدخل من الإدارة الأمريكية بخصوص العلاقة مع داعش والتنظيمات الإرهابية، إن أمريكا علي هذا النحو قد جعلت من نفسها محلا كبيرا للشبهات بعد أن اتضح للجميع نيتها المبيتة ضد البلدان العربية وتقاربها مع دول كإيران وتركيا من أجل مصالحها في المنطقة وهي مصالح خطيرة وتأتي علي حساب الأمن القومي الخليجي والعربي، وبما أنها تبدو أمامنا بأنها تحارب الإرهاب مع قوات التحالف فما الغريب في أن تقوم روسيا بمساندة سوريا الحليفة الإستراتيجية لها وبخاصة بعد أن شعرت بنمو وتضخم ظاهرة داعش الإرهابية وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي أتت علي الأخضر واليابس في سوريا وأصبحت مع ما يسمي بالجيش الحر قاب قوسين أو أدني من العاصمة دمشق وتهديد المصالح والقاعدة العسكرية الروسية ولكن يبدو أن أمريكا خائفة من أن يفضح الروس وضعها وحقيقة تعاملها مع داعش في سوريا ومع الرئيس بشار الأسد لأن روسيا وعن طريق الرئيس بوتين قد حذرت أمريكا من التدخل في العراق وكذلك من التدخل وقلب النظام في ليبيا بل وحذرتها أيضا من التعامل مع التنظيمات الإرهابية الأمر الذي ظهر وتأكد الآن بانتشار الفوضي والخراب ونزوح السكان إلي أوروبا لتتفاقم الأزمة وتتضخم أبعادها علي منطقة الشرق الأوسط والعالم مما دفع بروسيا للتحرك ومساندة الرئيس بشار الأسد قبل فوات الأوان ليصبح الرئيس بوتين في موضع الثقة لأنه ذاهب إلي سوريا لمساندة النظام ومحاربة الإرهاب مقابل أمريكا التي تدعي أنها تحارب داعش ولكنها في الحقيقة تحارب النظام وتدمر سوريا وتتسبب في خرابها ونزوح شعبها إلي المجهول.