أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن تحقيق التنمية الاقتصادية لدول القارة الافريقية يتطلب تأمين مصادر الطاقة والمياه وإطلاق مشروعات تساهم في توفير فرص عمل للشباب ، وقال السيسي إن نهر النيل يُمثل المصدر الوحيد تقريباً للمياه للشعب المصري. وعبر الرئيس السيسي عن تقدير مصر لحرص كينيا علي التوصل إلي صيغة توافقية للبنود الخلافية بالاتفاق الإطاري لحوض النيل علي نحو يحفظ مصالح جميع دول الحوض، ويتيح المضي قدماً في تنفيذ مشروعات التنمية بتلك الدول، مؤكداً أهمية العمل سوياً علي زيادة إيراد النهر واستغلاله علي أساس من المنفعة المتبادلة وعدم الإضرار بأي طرف. جاء ذلك خلال استقبال السيسي أمس وفداً من النواب الأعضاء بلجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في برلمان كينيا برئاسة النائب اندونجو جيتينجي، وذلك بحضور سفير كينيابالقاهرة. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بنواب البرلمان الكيني، مؤكداً حرص مصر علي تعزيز التعاون مع كينيا في جميع المجالات، بما فيها تنشيط العلاقات البرلمانية عقب تشكيل مجلس النواب المصري الجديد قبل نهاية العام. وأكد الرئيس حرص مصر علي تطوير علاقاتها مع الدول الأفريقية وتحقيق تكامل مع دول حوض النيل، لاسيما في ضوء ما يجمعها بهم من تاريخ مشترك ومصير واحد. وأشاد الرئيس بتطور العلاقات الاقتصادية مع كينيا في ضوء أنها تعد الشريك التجاري الأول لمصر في إطار الكوميسا، مؤكداً علي أهمية تطوير البنية التحتية ووسائل النقل التي تربط البلدين بالنظر إلي ما سيساهم به ذلك في تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري. وأضاف السفير علاء يوسف أن رئيس لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية بالبرلمان الكيني عبر عن سعادته بزيارة الوفد إلي القاهرة، متمنياً أن تشكل تلك الزيارة انطلاقة جديدة للعلاقات الوثيقة التي تربط البلدين. وأشار إلي أن بلاده تعتبر مصر أحد أهم دعائم الأمن والاستقرار في أفريقيا، ولاسيما في ظل ما تشهده القارة من تحديات ونزاعات. وأضاف أن تعزيز العلاقات البرلمانية بين الدولتين عقب تشكيل مجلس النواب المصري الجديد سيساهم في تنمية وتطوير العلاقات علي الأصعدة السياسية والاقتصادية. كما أكد أعضاء الوفد البرلماني حرص كينيا علي الاستفادة من خبرات مصر في عدد من المجالات، بالإضافة إلي التعاون في مكافحة الإرهاب والحيلولة دون انتشار الفكر المتطرف. وفي هذا الصدد، أوضح الرئيس أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل القضاء علي الإرهاب، بحيث لا تقتصر هذه الجهود علي الجوانب العسكرية والأمنية فقط وإنما تشمل أيضاً الأبعاد الثقافية والفكرية. وتناول الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في القارة الأفريقية ونشره لصحيح الدين وتصويب ما علق به من أفكار مغلوطة. وقد أشاد أعضاء الوفد الكيني بدور الأزهر ونشاطه في أفريقيا، معربين عن تطلعهم إلي زيادة الاستفادة من إمكانات وخبرات الأزهر الشريف. وقد أكد رئيس الوفد البرلماني موقف كينيا الثابت بشأن تحقيق المصالح المشتركة لجميع دول حوض النيل دون الإضرار بأحد. وأضاف المتحدث الرسمي أن الوفد البرلماني عبر عن التطلع إلي زيارة الرئيس لكينيا خلال الفترة المُقبلة في ضوء التقدير الكبير الذي يكنه الشعب الكيني لمصر وقيادتها، وبما يتيح الفرصة لاستكمال المناقشات حول سُبل تعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلي آفاق تلبي طموحات الشعبين.