الشرطة الفرنسية تؤمن برج إيفل الذى تقرر أمس إغلاقه أمام الزوار وسط أجواء ممزوجة بالخوف والقلق سارعت الجالية الاسلامية في فرنسا الي ادانه الهجمات الارهابية التي شنها تنظيم داعش علي باريس حيث أكد محمد البشاري رئيس الفيدرالية العامة للمسلمين في فرنسا إدانته لتلك الهجمات ووصف مرتكبيها ب»القتلة التكفيريين الذين يريدون تدمير الأخضر واليابس». وأضاف أنه لا يمكن تبرير الإرهاب تحت أي ذريعة مؤكدا أن فرنسا لها مواقف «عادلة» من العديد من القضايا.ودعا البشاري المسلمين في فرنسا إلي ضبط النفس والالتفاف حول خطة اولاند الأمنية. وعن التداعيات المحتملة لتلك الهجمات علي الجالية العربية والمسلمة في أوروبا، أعرب البشاري عن قلقه من احتمال ارتكاب جرائم تستهدف المساجد وشخصيات إسلامية. ودعا العلماء إلي تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تدفع إلي ظهور متشددين يعطون لأنفسهم الشرعية للتحدث باسم الإسلام. وعن تأثير ما يجري علي المسلمين علي تزايد ظاهرة «الاسلاموفوبيا» وتمددها في المجتمعات الغربية، اعلن كثير من العقلاء والمثقفين ورجال العلم وعلماء الدين ان الاوروبيين يجب ان ينظروا بعقلية تقبّل الآخر، كما هو شأن العديد من المثقفين العرب والمجتمعات المدنية،وحذروا من سلوك بعض الأقليات المتطرّف أو الداعي إلي العنف، كاليمين الفرنسي الذي يرفض الآخر ويريد طرد كل العرب والمسلمين من فرنسا. وقد أعرب أفراد من الجالية الاسلامية في فرنسا عن مخاوفهم بشأن رد محتمل بعد تلك الأحداث الدامية وهناك قلق ازاء امكانية ارتكاب افعال معادية للمسلمين. فقد سبق ان استهدفت المساجد بمقذوفات في مدينة مان بشمال البلاد وبلدة بور لانوفيل كما وقع انفجار في بلدة قريبة من مدينة ليون بجنوب فرنسا في مطعم بجوار مسجد ، بينما كتبت عبارة «الموت للعرب» علي أحد المساجد في مدينة بواتيه بغرب البلاد . وغير ذلك من الردود الدموية والإرهابية ستدفع ثمنها باهظا الجالية الاسلامية في الغرب التي ستجد نفسها سجينة خلف أسوار الإسلاموفوبيا. وأعرب محللون ومثقفون عن مخاوفهم من أن تلقي الأحداث الارهابية بظلالها بصفة خاصة علي أوضاع الجالية التي يصل عددها الي 5 ملايين مهاجر عربي ومسلم. وقد تكون الجالية العربية في عموم أوروبا وفرنسا عرضة لأعمال انتقامية علي أيدي يمينيين متطرفين بسبب الخلط بين الاسلام والارهاب. وربما تمنح الأحداث دفعة جديدة لليمين المتطرف الذي شهد صعودا في السنوات الأخيرة تمثلت في نجاحه باحتلال مقاعد ليس في البرلمان المحلي فقط ولكن أيضا في البرلمان الأوروبي. وسبق ان قدمت الهجمة الإرهابية علي صحيفة شارلي إيبدو فرصة من ذهب لليمين الأوروبي المتطرف ليزداد تشددا تجاه الجاليات العربية في أوروبا، وأعطت مبررا قويا للدعوات القائلة بوجوب التدخل عسكريا في البلدان التي تسيطر عليها الجماعات الإسلامية المتشددة، كما حدث في العراق وسوريا. ويطالب المسلمون بعدم الخلط بين ممارسات بعض التنظيمات المتطرفة وبينهم كمواطنين يلتزمون بالقانون مثل غيرهم من مكونات المجتمع. وتسعي الحكومات الأوروبية لتلافي أية محاولات خلط بين الإسلام والإرهاب، حيث يعتقد أن أية عملية خلط من هذا النوع ستتسبب في اتساع دائرة التطرف والتعصب بشقيه الديني والعنصري مما يهدد السلم الاجتماعي في الدول الأوروبية. وفي هذا الإطار سبق ان دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند إلي الحزم إزاء معاداة السامية والعنصرية وعدم الخلط بين الإرهابيين والديانة الإسلامية.