أكد المشاركون في ندوة "العداء الداخلي والخارجي للإسلام" التي نظمتها جريدة "عقيدتي" بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية. استجابة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي. بتجديد الخطاب الديني. أنه لا يمكن الفصل بين أعداء الداخل والخارج لأن الجميع يعمل وفق أجندة عميلة لهدم الإسلام والطعن في ثوابته.. وطالبوا بتجديد الخطاب الديني وإصلاح البيت من خلال التقويم والإصلاح الذاتي لسد الثغرات التي يتخذها الأعداء وسيلة للتطاول والتشكيك.. وحثوا علي وضع إستراتيجية متكاملة لإفساد مخططات أعداء الأمة الذين يتربصون بها الدوائر. أوضح الكاتب الصحفي جلاء جاب الله - رئيس مجلس ادارة دار الجمهورية. رئيس تحرير عقيدتي - أن أخطاء وخطايا المسلمين لها دور كبير في الاساءة لهذا الدين العظيم. لذا نحن في أمَسِّ الحاجة الي عودة الروح الحقيقة للإسلام. لأن الأزمة الفعلية التي نعاني منها هي أزمة الضمير المسلم وغياب روح الإسلام. أرجع هذه الحالة من العداء الخارجي للإسلام إلي أنها نتجت مع كل أسف من وجود عداء داخلي. لذا نحن السبب في ان توزِّع هذه الجريدة التي لا تستحق ان نذكر اسمها ملايين النسخ وان يذيع صيتها شرقا وغربا. وإن كنا نطالب بضرورة تجديد الخطاب الديني. تلك العبارة التي أصبحت سيئة السمعة. فلابد ان نتحرك فورا بشرط ألا نمس ثوابتنا. وقد آن الأوان لإعادة النظر في كتب التراث كي تعود روح الإسلام الحقيقية الغائبة إليه. وكي ينتصر الإسلام رغم كيد الكائدين وحتي لا نترك ديننا لقمة سائغة لأعدائه في الداخل والخارج. قديم متجدد واشار الدكتور جعفر عبد السلام - رئيس رابطة الجامعات الإسلامية - الي ان الهجوم علي الإسلام والنيل من نبيه ليس امرا جديدا انما شيئ قديم منذ ظهور الإسلام اي منذ اكثر من الف واربعمائة سنة لكن الله تعالي هو صاحب هذا الدين وهو الذي يرعاه حيث قال تعالي في محكم آياته: "هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق". ومهما كانت الإساءات والأقلام التي تتباري لمهاجمة هذا الدين وتوجيه اللوم للمسلمين وللإسلام فكل هذا محكوم عليه بالفشل. وقال: من حسن الحظ ان بين الحضور الدكتور محمد البشاري رئيس الفيدرالية الإسلامية في فرنسا وقد جاء توا من باريس ملبيا دعوتنا لإظهار الحقائق وتوضيح ملابسات وخلفيات الموقف خاصة انه علي صلة كبيرة بأعداد غفيرة من المسلمين ويشرف علي عدد من المساجد في فرنسا. كما انه مُطَّلع جيد علي خبايا الأحداث وبواطن الأمور ويعرف الطريقة التي يجب التعامل بها مع الغرب. ولفت د. جعفر الي ان هذه الرسومات المسيئة للرسول التي نشرها هذا الجرنال كان لها الفضل عليه في إعادته للحياة مرة اخري وسداد ديونه. من قلب الحدث واستهل الدكتور محمد البشاري- عميد معهد ابن سينا. رئيس الفيدرالية الإسلامية في فرنسا. وامين عام المؤتمر الإسلامي الاوربي- حديثة بالتساؤل: هل بسبب الثلاثة مجانين يُصدر العالم كله أحكامه علي المسلمين الذين يقدر عددهم بمليار ونصف؟! وهل بسبب هذه الأعمال غير العقلانية وغير الشرعية وغير الإسلامية تقوم مؤسسات تؤصل للعنف والإرهاب الذي نرفضه جميعا وننبذه بل ونحاربه؟! وهذه المجلة التي اسسها مجموعة من اليساريين المتطرفين هي في حقيقة الأمر صحيفة ساقطة ولا يوجد عليها اي إقبال في فرنسا. وكان مقررا ان يتم الإعلان عن إفلاسها ومن ثم يتم اغلاقها. فهي لا عمل لها سوي إعادة نشر الرسوم المسيئة التي كانت تنشرها الصحف الدنماركية وذلك تحت مسمي المساندة لهذه الصحف وبنشرها للرسوم المسيئة لخير خلق الله استطاعت معها شارلي ابدو أن تبيع ملايين النسخ وتجمع ملايين الجنيهات لإنقاذ نفسها من الإفلاس هذا بالإضافة الي الدعم المادي الذي قدمته لها الحكومة الفرنسية! واكد د. البشاري إدانة كل المؤسسات الإسلامية لهذا الحادث الأليم مشيرا الي استغلال حكومة أولاند التي انخفضت شعبيتها لأقل معدلاتها منذ انتخابه والتي لم يسبقها في ذلك اي حكومة أخري مما ساعدها علي استغلال هذا الحادث لترفع شعبيتها وتنقذ نفسها. وأوضح انه بعد هذه الواقعة تم تسجيل حالات اعتداء كثيرة علي مسلمين ومؤسسات إسلامية ومساجد. فكم من مساجد تم قذفها إما بالحجارة او بالنار؟ كما انه تم الاعتداء علي كثير من المسلمين وإهانتهم! ناهيك عما تتعرض له المرأة المسلمة من اعمال استفزازية لا حصر لها! فما يعيشه المسلمون اليوم في فرنسا يعيد الي الأذهان احداث الحادي عشر من سبتمبر ولا يخفي علينا دور اللوبي الصهيوني في هذا الأمر من الشحن والتأجيج والإثارة ضد المسلمين. وقد شاهدنا جميعا المليونية العالمية التي نظمتها فرنسا عقب الأحداث وشارك فيها أغلب رؤساء اوروبا وكان لإسرائيل حضور واضح في هذه المليونية وهو ما جعل بعض الدول العربية تعزف عن المشاركة فيها! وشدد د. البشاري علي دعمه لحرية الرأي والتعبير لكنه يرفض بشدة التعرض للمقدسات وإهانة الرسول تحت باب حرية التعبير. أوضح ان معهد ابن سينا الذي يرأسه له الكثير من الأنشطة والمؤتمرات لمواجهة الإسلاموفوبيا. مشيرا الي ان سبب ظهور الإسلاموفوبيا هو ذلك الخطاب الديني الذي لا يواكب تطلعات الشباب ولا يساير الواقع. لذا طالبنا ومازلنا نطالب بتجديد الخطاب الديني ونؤكد علي اننا نعيش حالة حرب دينية تحت لافتة حرية الرأي والتعبير. ولفت د. البشاري الي ان اعداد المسلمين في اوروبا في تزايد باستمرار وهذا ما يخشاه الغرب عامة واللوبي الصهيوني بشكل خاص. فالأوروبي مازالت لديه نظرة عنصرية تجاه المسلم ويخشي من نفوذه خاصة انه اصبح لبعض المسلمين تواجد في الحكومات الغربية المختلفة. كما ان بعض البرلمانات الاوروبية اعترفت بأن المسلمين جزء لا يتجزأ من نسيجها القومي وقد جاء قرار المجلس الاوروبي لعام 2010 الذي يعترف بأن المسلمين الذين يبلغ عددهم خمسة وعشرين مليون مسلم في اوروبا جزء اصيل من النسيج الاجتماعي لأوروبا مخيبا لأمال الكثيرين من كارهي الإسلام والمسلمين لكن المشكلة التي نحن بصددها الآن هي حالة الفراغ التشريعي, فكل التشريعات تُجرِّم ازدراء الأديان والإساءة للطوائف الدينية والفكر المعادي لكن فعليا لا يتم تجريم من يسيء للإسلام ونبيه الكريم. محذرا من اننا امام مؤامرة صهيونية كبري وقد اكدت هذا بعض الصحف الكبري. قرار مُجمَّد! أشار د. البشاري إلي أن هناك بالفعل قرارا من الأممالمتحدة برقم 224/65 الصادر بتاريخ 11 أبريل لسنة 2011 يجرم ازدراء الأديان. وأعلن عن عقد ندوة دولية 21 مارس المقبل. تتكلم عن الإجراءات العملية لتجريم ازدراء الأديان وكيفية إلزام الدول بإصدار قوانين في هذا الصدد. وقال: سبق وقد تعاملنا مع قضية الإسلاموفوبيا. ولم ننتظر حتي الان بل أننا ومنذ خمس سنوات من 2010 وحتي 2014 قمنا بتنظيم المؤتمرات. والندوات وخرجنا بمنهاج إعداد الإعلاميين لإصلاح الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين فقد وجدنا صورا مغلوطة للإسلام في الغرب وعندما ترون أن هناك مقالات تسيئ للإسلام في الغرب فنحن سببها الأول. وكثير من المسلمين يحيون بهذه المجتمعات ويسمونها بدار الكفر! وعندما تسألهم: لماذا تعيشون في ديار الكفر؟ يكون الرد: أنها مثل ضرورة الذهاب إلي المرحاض! أضاف: ليس بالضرورة أن تكون نظرية المؤامرة حاضرة علي الدوام. علينا أن ننقي تراثنا الفكري الموجود به أشياء كثيرة لا تناسب الزمن أو الوضع أو المكان أو الاشخاص وهناك أمور تدعو إلي القتال والدماء. والشيخ محمد الغزالي رحمه الله كان يقول: لو أزلنا السياسة عن تاريخنا لوجدنا تاريخاً طيباً يمكن الافتخار به. لكن ما نراه عملياً الان ظواهر عنف مثل القاعدة وداعش. ومن الأمور التي تدعو للدهشة. أن القاعدة الان تتمتع بالاعتدال أكثر من داعش. وهناك من يتعامل معها لحل مشكلة في بلد معين من خلال التفاوض. ومعني هذا وجود انحرافات قوية داخل الجسد الإسلامي أدت إلي اضطراب المفاهيم للمسلمين وهذه الاضطرابات ليست وليدة اليوم ولكنها موجودة منذ انقطاع الوحي. كما نعاني أيضاً من ضبابيات في المرجعيات الدينية وتضارب ولهذا دعوتنا لهم هي الاجتهاد وتجديد الخطاب. فالإسلاموفوبيا ليست بهذا الحجم الذي نتصوره الان. والإسلام صالح لكل زمان ومكان. المشكلة لدينا نحن وليست في أوروبا وهناك اناس تخرج في مظاهرات وهناك من يقف إلي جانبنا منهم. مشكلتنا الحقيقية أن في الوطن العربي الإسلامي من ينطق بالإلحاد وفي قلب الجزيرة العربية! شباب يتراجع عن دينه بفعل الخطاب الديني الموجود في بعض البلدان التي لا تريد تطوير خطابها. حتي يكون صالحاً لكل مكان وزمان! السؤال المُحْرِج! المشكلة تكمن في عزوف الشباب المسلم. والسؤال الحقيقي الآن: لماذا يلتحق هؤلاء الشباب بصفوف داعش؟ وقد رأيت بنتا متحضرة في الكويت وتقول لي أنهم يدعون لداعش في دبر صلاة الفجر وهي متعلمة ومن أسرة ميسورة. إذن ليس الفقر هو الدافع إلي التطرف والإرهاب. وداعش اليوم تصنع حلماً لهؤلاء الشباب. لأن الشباب المسلم إما أنه يعيش مظلومية سياسية أو اضطرابا في المفاهيم. وداعش تحقق لهم حلم الخلافة وهو الحلم القديم الجديد. في الوقت الذي لا تستطيع فيه المرجعيات والمؤسسات الرسمية في البلدان العربية والإسلامية الاضطلاع بدورها والتعامل مع هؤلاء الشباب واحتوائهم. وقدّم د. البشاري نصيحته بالقول: احذروا. فالعلاج ليس بالشجب والتنديد ولكن ببلورة خطاب ديني قادر علي امتصاص هؤلاء الشباب وإلا فإن البديل سيكون داعش والتطرف! الأزمة الحقيقية أكد الدكتور جوده بركات. الاستاذ بجامعة الأزهر. والمدير التنفيذي لقناة السلام عليك الفضائية. أن الزمة الحقيقية في مواجهة الخطاب العدائي ضد الاسلام داخليا وخارجيا يجب مواجهته بمزيد من التبصير للعامة في والداخل والخارج بحقيقة سماحة الاسلام ووسطيته من الكثيرين ممن يسيئون للاسلام ولنبينا الكريم صلي الله عليه وسلم بسبب جهلهم وغياب الوسائل المتاحة لهم بلغات يفهمونها.. مستشهدا بوصم احد المفكرين الغربيين لنبي الاسلام صلي الله عليه وسلم بانه شرب الخمر مستشهدا بحديث صحيح قال فيه نبينا الكريم للسيدة عائشة ¢ناوليني الخُمْرَة يا عائشة¢ وصنَّف علي ذلك امورا كثيرة! والاشكالية هنا ان المعني التبس علي ذلك المستشرق حيث ان الخُمرة هنا "بضم الخاء" هي اشبه بسجادة الصلاة وهي تختلف تماما عن الخَمرة "بفتح الخاء" ولذا فان المشروع العالمي للتعريف بالنبي صلي الله عليه وسلم من بين مجاهته اقامة معرض للاشياء الحسية التي ذكرها وعايشها النبي صلي الله عليه وسلم لتقريب مثل هذه المفاهيم. والمشروع اسمه ¢المشروع الانساني الحضاري العالمي للتعريف بالنبي صلي الله عليه وسلم .السلام عليك أيها النبي.¢ وهو مشروع يشمل كذلك موسوعة ضخمة يجري ترجمتها ?كثر من ست لغات انتشارا في العالم محاولين الوصول بسماحة الاسلام لكل مكان في العالم.