برك مياه الأمطار جعلت إطارات السيارات هو الوسيلة الوحيدة للتنقل داخل المخيمات ليس حال اللاجئين المتنقلين فوق الأراضي العربية بافضل، وربما يكون الشيء الأكثر إيلاما ان يستغل البعض معاناة اللاجئين ليتحول الامر إلي ازمة اصبحت تستعصي علي الحل. من داخل المخيمات في بعض الدول العربية اخترت ثلاثة نماذج تعطي مثالا لما آلت إليه اوضاع اللاجئين ليصبح الشتاء آخر هم يمكن ان يفكر فيه أحد. لبنان البداية في لبنان من داخل مخيم عرسال الذي شهد قبل أيام حادث تفجير استهدف دورية للجيش اللبناني وكان الرد اقتحام المخيم وقتل ثلاثة لاجئات سوريات بالأمس. ويحكي تقرير صدر مؤخرا عن المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان «لايف» بعنوان «لاجئون خارج الحماية « الواقع المأساوي الذي يعيشه اللاجئون السوريون في لبنان التي لم يختلف فيها الوضع عن واقعهم المرير الذي عاشوه في سوريا. تبدأ المشاكل بمعوقات قانونية وادارية عديدة تتعلق بأوراقهم الرسمية، وصولا لأن اصبحت لبنان اشبه بالمعتقل الكبير للاجئين بعد صدور عدة قرارات حكومية جائرة وعشوائية في معظم الأحيان، أو من خلال أفعال تعسفية، وغالباً غير قانونية تمارسها الأجهزة العسكرية والأمنية بحقهم. والسبب الرئيسي لذلك هو اعتبار الحكومة اللبنانية وجود أعداد متزايدة من اللاجئين السوريين علي أراضيها يشكل مصدراً خطيراً علي الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي، وكذلك علي سوق العمل والبني التحتية. ومع قرار مفوضية اللاجئين بوقف المساعدات في مخيمات لبنانوالاردن وجد اللاجئ نفسه لا يمتلك اية مقومات للعيش والحياة في بلد تضيق عليه الخناق في الحصول علي عمل وبالتالي لا يجد قوت يومه في كثير من الأحيان. والوضع لا يختلف كثيرا اذا نظرنا في اتجاه الرعاية الصحية التي لا يحصل عليها وربما تضطره الظروف العودة مجددا لدمشق للعلاج فصدر قرارا من الامن اللبناني يمنع اللاجئين الخارجين من العودة في ديسمبر الماضي. فضلا عن تعرض اللاجئين للقتل والاعتقال في تهم لم يرتكبوها فهم مدانون إلي ان يثبت العكس وفي الفترة الأخيرة انتشرت عمليات الخطف والاختفاء القسري لضباط منشقين عن الجيش السوري ولموظفين حكوميين منشقين ومعارضين، وتم ترحيل كل هؤلاء إلي سوريا بهدف مبادلتهم بأسري لميليشيات تحارب إلي جانب النظام السوري. في إشارة واضحة إلي حزب الله اللبناني. وبحسب إحصائيات التقرير تتفشي ظواهر زواج اللاجئات القاصرات وعمالة الأطفال والاتجار بهم واستغلالهم من قبل شبكات التسول المنظمة والدعارة. واخر ما يمكننا الحديث عنه الآن هو الاستعدادات لمواجهة الشتاء والبرد والأمطار والدولة اللبنانية غارقة في مياة الأمطار كشأن معظم الدول العربية فما بالكم بحال لاجئين يعيشون في خيام فوق برك من الوحل. العراق ينتشر وباء الكوليرا في العديد من المدن العراقية، وأعلنت المراكز الصحية، والهيئات العاملة تحت رعاية منظمة الصحة العالمية في مخيمات اللاجئين السوريين والنازحين العراقيين في المدن العراقية، ومن ضمنها إقليم كردستان عن البدء بحملة تلقيح شاملة للأطفال في هذه المخيمات لمنع انتشار هذا الوباء الذي امتد من العراق إلي كل من سوريا والبحرين والكويت وفقا لتصريحات اليونيسيف التي حذرت من تحول المرض إلي وباء إقليمي، في ظل استعداد الملايين من الشيعة لزيارة العراق في الفترة المقبلة لإحياء مناسبات دينية في المدن المقدسة للشيعة كالنجف وكربلاء. وترتفع اعداد المصابين كل يوم في محافظاتبغداد، وبابل، والديوانية، والبصرة، وواسط، والمثني، وكربلاء، والنجف، وميسان. وتركزت الأصابات في مخيمات اللاجئين السوريين والنازحين داخلياً من العراقيين. وبينما تواصل منظمة الصحة العالمية جهودها للسيطرة علي الوباء اصبح اخر هم يفكر فيه اللاجئون هو الاحتماء من البرد والمطر. الاردن من داخل مخيم الزعتري اكبر مخيمات اللاجئيين السوريين في الاردن بدأت السلطات الأردنية بالتعاون مع المجلس النرويجي للاجئين، بإعادة ترتيب الكرفانات في المخيم وتقسيمة لأحياء بهدف مد بنية تحتية للمخيم من صرف صحي ومياه وطرقات. بعد ان وصل عدد اللاجئين في المخيم إلي نحو 80 ألف لاجئ. وتسعي الحكومة الاردنية إلي انهاء هذه الاعمال قبل ان تتدهور الاوضاع اكثر وسط طقس متقلب وبيئة صحراوية تصعب الحياة فيها صيفا وشتاءا.ونشرت صفحة «تنسيقية الزعتري» علي الفيسبوك صورا لشوارع المخيم الموحلة مع أول سقوط للأمطار قبل أيام، متخوفين من تكرار مشهد غرق واقتلاع خيم اللاجئين بسبب الرياح. وتواصل المنظمات الانسانية تقديم المساعدات والمعونات الغذائية بالاضافة للبطاطين والدفايات والملابس الثقيلة استعدادا لموجات البرد القادمة. ولكن هل الشتاء والغذاء هما الهم الوحيد؟ بالطبع لا فالمأساة لن تتوقف باللاجئين عند هذا الحد حيث أظهر تقرير اردني استغلال مزارعون وشركات في الأردن أطفال لاجئين سوريين بينهم من لا تزيد أعمارهم عن ثلاث سنوات للعمل بشكل غير قانوني ورصدت جمعية «تمكين» الخيرية لتنمية الطفل في عمان أن أطفالا بعمر ثلاث سنوات يعملون إلي جانب أبائهم وأشقائهم بالقرب من البحر الميت وأن استغلال الأطفال في العمل منتشر في جميع أنحاء الأردن، وإن نحو 46 % من الفتيان السوريين اللاجئين و14 % من الفتيات الذين تصل أعمارهم إلي 14 عاما أو أكثر يعملون أكثر من 44 ساعة في الأسبوع، علما بأن السن القانونية للعمل في الأردن هو 16 عاما. وما بين اضطهاد واستغلال ومرض فان استعداد اللاجئين لفصل الشتاء هو آخر الهموم.