أحسب ان الأحوال الجوية المتقلبة وغير المستقرة، التي أصبحت سمة واضحة وظاهرة غالية وشبه دائمة علي الطقس والمناخ في مصر هذه الأيام، وطوال الشهور في الصيف الماضي، وتسببت في حالة من القلق لدي جموع المواطنين في جميع المحافظات، تستوجب منا أخذها مأخذ الجد، ووضعها موضع البحث والتدقيق والدراسة. وذلك يتطلب ان ننظر اليها نظرة مختلفة عما ننظر بها اليها الآن، وان ندقق فيها ونخضعها للدراسة والبحث، ليس بوصفها حالة عابرة من موجات الحر الشديد تعرضنا لها خلال الصيف الماضي، أو حالة مؤقته من زخات المطر الكثيفة أو السيول غير المعتادة، بل بوصفها حالة تدل وتنبيء بمتغير مناخي، من الممكن ان يكون دائما ومقيما،..، وهو ما يتطلب الالتفات الي رؤية العلم ورأي العلماء والخبراء في تلك الظاهرة وذلك المتغير. وإذا كانت الحالة الجوية غير المستقرة التي نتعرض لها حاليا، والتي كشرت عن انيابها في الاسكندرية والبحيرة والغربية والدقهلية وسيناء، وغيرها من المحافظات، بما شهدته هذه المناطق من كميات هائلة من الأمطار غير المعتادة، وما تسببت فيه من خسائر عديدة، فيجب ان نقول ان ذلك لم يعد مفاجئا بعد الذي حدث في الاسكندرية قبلها بأسبوع واحد. ولكن ذلك لا يجب ان ينسينا علي الإطلاق ما تعرضنا له طوال شهور الصيف المنصرم، من موجات حر شديدة ورطوبة عالية فاقت كل ما كنا معتادين عليه طوال السنوات الماضية، وهو ما تسبب ايضا في سقوط العديد من الضحايا لموجات الحر المستمرة والحادة، نتيجة اصابتهم بالاجهاد الحراري،..، وهو ما لم يكن مألوفا في مصر من قبل. ما اريد قوله بالتحديد هو انه بات واضحا ان مصر تشهد حالة مؤكدة من تغير المناخ وميله نحو التطرف بدلا من الاعتدال، بحيث اصبح شديد الحرارة والرطوبة صيفا، شديد البرودة والامطار شتاء،..، وهو ما يحتم علينا الالتفات الي رؤية العلم والعلماء في ذلك.