ماذا فعلت الدولة لمواجهة الفساد والإهمال والتقصير والخلل في اداء المحليات؟ كل وزير تنمية محلية يجلس علي الكرسي يقر بالفساد والإهمال والتقصير والخلل ويؤكد أن أهم أولوياته هو تطوير المحليات.. ثم يذهب الوزير وتذهب معه وعوده وأحلامه. اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية السابق تحدث عدة مرات عن مشروعات تطوير وإصلاح الإدارة المحلية.. وعقد اللقاءات والمؤتمرات مع الخبراء الدوليين.. ومع ممثلي الاتحاد الأوروبي.. وتحدث عن ضرورة تغيير قانون الإدارة المحلية.. ووعد بتحويل مركز سقارة للتنمية المحلية إلي معهد قومي للإدارة المحلية لبناء جيل من الموظفين لديهم الخبرة في المجالين الأكاديمي. ثم ذهب الوزير دون أن ينفذ شيئا من وعوده..!! وحينما تولي الدكتور أحمد زكي بدر وزارة التنمية المحلية منذ أكثر من شهر.. كان أول تصريحاته أيضا هي سرعة اتخاذ خطوات جادة وحاسمة نحو تطوير الإدارة المحلية ومكافحة الفساد بالمحليات.. وقال إنه سيتم تفعيل دور قطاع التفتيش والمتابعة الرقابية ولجنة مكافحة الفساد بالوزارة.. بهدف رصد أهم مظاهر الإهمال والفساد داخل الإدارات المختلفة بالوزارة والأجهزة التابعة لها وبجميع المحافظات.. وأن إداراته ستعمل علي التشخيص الدقيق لمشكلة الإهمال والفساد وأسبابهما.. ووضع آليات لتنفيذ الخطط الخ.. الخ. والحقيقة أن كل هذه التصريحات والخطط والمشروعات التي نسمعها ونقرأها لا تخرج أبدا إلي حيز التنفيذ.. وأكبر دليل علي ذلك هو وقوع هذه الكارثة الكبيرة.. وهي كارثة متوقعة في ظل شبكة صرف بلا صيانة ولا إصلاح ولا تجديد.. في مواجهة نوات سنوية عنيفة.. الحكومة لا تجيد سوي الحديث.. ولا تجيد سوي لغة الدراسات والمؤتمرات والخطط.. لا فرق بين حكومة وأخري.. نفس الكلام والخيال والوعود والتصريحات.. باختصار.. نفس الدماغ !! الفرق الوحيد بين حكومة محلب وإسماعيل.. إن وزراء حكومة محلب كانوا حنينن ع الشعب.. بالكلام بس طبعا.. كان لديهم سعة صدر أكبر.. وأكثر تجاوبا وتعاونا مع الصحافة وكل وسائل الإعلام.. أما وزراء الحكومة الحالية فشخصيتهم أكثر عنفا.. وبعضهم تصادمي.. يعني منفعش الحنينين نجيب اللي صوتهم عالي.. يعني مفيش معايير موضوعية للاختيار.. يعني مفيش رؤية.. يعني بنجرب.. يمكن تصيب.. بعد ما خابت كتير!!