استيقظ أهالي الإسكندرية، أمس، علي كارثة بعد أن ضربت موجة من الطقس السييء سواحل المدينة، صاحبها هطول الثلوج والأمطار الرعدية الغزيرة التي وصلت إلي حد السيول. وتسببت الموجة التي تعد الاسوأ التي تشهدها المدينة الساحلية هذا العام، في تراكم مياه الأمطار لارتفاع يزيد علي متر في الشوارع والميادين الراقية والشعبية، لتصيبها بالشلل التام. وحاصرت الأمطار والسيول آلاف المواطنين داخل سيارتهم بطريقي الكورنيش وأبو قير، ومنعت الطلاب من الذهاب إلي المدارس والجامعات، فضلا عن تعطل العمل بالمصالح الحكومية والخاصة بعد أن فشل الموظفون في الوصول لأعمالهم. بدأت الكارثة منتصف ليل أمس الأول لتتفاقم في الساعة الثامنة صباحا، وسط غياب تام لأجهزة المحافظة، مما تسبب في غرق مئات السيارات داخل الجراجات وأنفاق المندرة وكليو باترا وقناة السويس. وتكبدت الإسكندرية خسائر فادحة بعد أن أغرقت مياه الأمطار عدداً كبيراً من المنازل والمحلات، وخاصة في الأحياء الشعبية التي تعاني من مشكلات مزمنة في شبكة الصرف الصحي، بالإضافة إلي محاصرة المياه لقسم شرطة باب شرقي وخلع أفراد الشرطة أحذيتهم أثناء محاولة إنقاذ مقر القسم من الغرق. وأدي إغلاق مصبات الأمطار علي طريق الكورنيش إلي شلل مروري تام، بعد تراكم المياه بشكل كبير خاصة في مناطق رشدي وسيدي جابر والشاطبي، وصولا لأكبر ميادين الاسكندرية بمنطقة المنشية، حيث غطت المياه الرصيف علي الجانبين ولجأ الأهالي إلي استخدام المراكب في عبور الشوارع. 6 وفيات وأسفرت الأزمة عن مصرع 6 أشخاص وإصابة آخر وأوضح الدكتور مجدي حجازي، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية أن 3 أشخاص لقوا مصرعهم إثر سقوط كابل كهربائي عليهم بمنطقة محرم بك هم علي خالد علي «8 سنوات»، وشقيقه أحمد «4 سنوات»، وإسلام باهر متولي «29 سنة». وأضاف «حجازي» أن مستشاراً لقي مصرعه بعد أن حاصرت مياه الأمطار سيارته بمنطقة المندرة، وتم نقله لمشرحة كوم الدكة وجار التعرف علي هويته، فضلا عن مصرع شاب سقط في حفرة بمنطقة عزبة المطار وصعقه التيار الكهربائي، بالاضافة الي قتيل سادس بمنطقة المنشية. وأكد أنه تم تشكيل غرفة طوارئ بالمديرية لمتابعة الأوضاع في المدينة والتحرك الي اي بلاغات تصل من المواطنين من خلال خطوط ساخنة تم تخصيصها خلال الأزمة. ارحل يا مسيري وسادت حالة من الغضب بين أهالي الإسكندرية، وطالبوا بإقالة المحافظ هاني المسيري، واتهموه بفشله في إدارة الأزمة. وحاول بعض المواطنين التعدي علي سيارة المحافظ خلال مروره بالمنطقة الا أنه فر هاربا بسيارته، وطالب ائتلاف دعم صندوق تحيا مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل فوراً وإقالة المسيري وإنقاذ المحافظة من كارثة محققة إذا استمر في منصبه وأكد الائتلاف في بيان له إن اليوم الأول لسقوط الأمطار في الإسكندرية أدي لتوقف مصالح المواطنين وغرق المحافظة في المياه بشكل كامل. وأشار البيان إلي أن الوضع سيتحول إلي الأسوأ في حال استمرار المحافظ الذي لا يدرك كيف يتعامل مع مشاكل المحافظة وأزماتها. كارثة بيئية وفي أول تعليق له علي الأزمة، أكد هاني المسيري، إن المحافظة تبذل قصاري جهدها لمواجهة ما وصفه بالكارثة البيئية التي ضربت البلاد، لافتا إلي أنه طلب الاستعانة بالدفاع المدني بالبحيرة إلا أن الأخيرة اعتذرت لتعرضها لنفس المشكلة. وأضاف أنه تم رفع درجة الاستعداد القصوي بجميع الإدارات والمديريات المعنية ونزول الدفاع المدني ومطافئ المنطقة الشمالية العسكرية وإبلاغ وزارة التنمية المحلية بالأمر للمساعدة في حل المشكلة بأسرع وقت ممكن. وأشار المحافظ إلي أن جميع المسئولين انتشروا في جميع شوارع المحافظة لمعالجة الأمر بأسرع وقت ممكن وتجنب حدوث أي خطر، لافتا إلي أنه كان قدعرض علي رئيس مجلس الوزراء خلال زيارته للاسكندرية مشكلة الصرف الصحي التي تحتاج إلي 75 مليون جنيه لإصلاح المحطات المختلفة والمعدات وإدخال شبكة جديدة تتناسب مع حجم الزيادة السكانية للمحافظة. الصرف الصحي ومن جانبه علق اللواء يسري هنري عازر، رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحي بالاسكندرية، علي الأزمة قائلا : «أن كمية المياه المتساقطة جراء الامطار كثيرة جدا وتفوق القدرة الاستيعابية لشبكات الصرف ومحطات الرفع»، وأشار الي أن المشكلة تحتاج لبعض الوقت لرفع كميات المياه من الشوارع. وأوضح في تصريح للأخبار، أن المشكلة ستنتهي تماما من المدينة بعد الانتهاء من بعض المشروعات التي تقام في الوقت الحالي بمحطات شرق الاسكندرية لزيادة القدرة الاستيعابية لمحطات الرفع، لافتا الي أنه تم الدفع بجميع سيارات الشفط لإزالة المياة المتراكمة من الشوارع.