ليس خافيا أهمية الدور الذي يضطلع به مجلس النواب القادم في التصدي للتحديات والصعوبات التي تواجه عملية اعادة البناء. هذه الحقيقة ومع بدء المرحلة الاولي للانتخابات تتطلب ادراك خطورتها وأهميتها من جانب كل من يدين بالانتماء لهذا الوطن. تشكيل المجلس بالصورة الايجابية التي تخدم التطلعات والآمال سوف يتحملها ابناء الشعب من خلال صناديق الاقتراع. إن الصوت الانتخابي سوف يكون الوسيلة الحاسمة للحكم علي حسن أو سوء اختيار اعضاء هذا المجلس. علي هذا الاساس من الضروري أن يوضع في الاعتبار عند عملية المقارنة بين المرشحين.. امكانات وقدرة وخبرة المرشح المختار للقيام بالمسئوليات الجسيمة التي تنتظره في هذه المرحلة الفارقة. لامجال هنا للخطأ الذي سوف يكون ثمنه باهظا لغير صالح تحقيق ما نتمناه من حياة كريمة ومستقرة. لايمكن الوصول الي هذا الهدف دون تضافر مقومات الوعي والتوعية المصحوبة بالجهود المخلصة لتوفير كل الامكانات التي تساعد علي اخراج هذا الوطن من عثرته. لابد ان يكون هناك حرص وتدقيق من جانب المواطن الناخب لضمان اعطاء صوته للاصلح. هذا الاختيار مرهون بتوافر المصداقية والشفافية والولاء الصادق للصالح الوطني وليس لأي شيء آخر. حذار أيها الناخب الذي يؤلمك ما تعاني منه ويؤثر فيك وما يعاني منه الوطن جراء التدليس والنفاق والتنكر لمتطلبات النهوض والتقدم. عليك ان تكون واعياً بالقدر الذي يحميك من اي ضغوط غير سوية من خلال ادلائك بصوتك والا تساهم بأدائك لهذا الواجب في جلب المزيد من الآلام لوطنك بما ينعكس سلبا عليك وعلي مستقبلك. انك وحدك أيها المواطن الناخب وبصوتك الانتخابي سوف تكون المسئول عما يمكن ان يدفعك للندم في وقت لاينفع فيه الندم. ان أي ضعف يدفع بك الي المهادنة واغماض العين عن عمليات الاستقطاب لصوتك بالشعارات الخادعة والرشاوي العينية سوف يترتب عليها خلل في تشكيل المجلس النيابي وهو ما سوف يعود عليك بأبلغ الاضرار. نعم نحن نتمني ان يكون عندنا مجلس نواب قوي يمارس مسئولياته ومهامه بفاعلية يتمازج فيه الانتماء للوطن مع الخبرة والكفاءة والعلم. اننا نتطلع ان يتصف اعضاء هذا المجلس بالشجاعة التي تمكنهم من القيام بمسئولياتهم في المتابعة والرقابة علي الاداء التنفيذي بما يضمن تحقيق نهوض وتقدم الوطن وانتشاله من مستنقع التخلف. ان اي عملية انتخاب خاطئة سوف تقود الي تشكيل مجلس عاجز تماما عن التجاوب مع احتياجاتنا من التشريعات والقرارات اللازمة التي نحتاجها لمعالجة وعبور الازمات التي تحاصرنا. اذن حان الوقت للصراحة مع النفس تأصيلا لما تفرضه المواطنة الحقة وهو ما يجب ان يتجلي في التوجيه الصحيح لصوتك. انك مطالب بالتخلي عن سلبيتك وان تؤمن بأن ذهابك للادلاء بصوتك في الاتجاه الصحيح هو تعظيم لدورك في توفير ضمانات سلوك الطريق السليم نحو ما تتمناه من ازدهار ورخاء وحياة آمنة. إنك وحدك أيها المواطن الناخب تتحمل بسلامة ادلائك بصوتك ما يجب أن تكون عليه احوالنا في المرحلة القادمة. في هذا المجال فانه ليس أمامنا سوي أن ندعو الله أن يوفقك ويقدرك علي القيام بهذه المسئولية الثقيلة الملقاة علي عاتقك!