بعد 48 ساعة وعلي مدي يومين سوف نتوجه جميعاً بإذن الله إلي لجان الانتخابات في كل أنحاء مصر لاداء واجبنا الانتخابي وتعظيم مسئوليتنا كمواطنين نحو عملية البناء الديمقراطي في هذا الوطن. لا يجب بأي حال أن يثنينا شيء عن القيام بهذا الواجب الوطني الذي يعد مساهمة إيجابية لتحديد مسيرتنا نحو المستقبل الزاهر الذي نتطلع إليه ونتمناه لانفسنا وللأجيال القادمة. أخي المواطن ان مصلحة مصر ومستقبلها مرهون بمشاركتك الفعالة في الحراك السياسي لبناء دولتك الحرة الديمقراطية المدنية التي تحترم رأي الاغلبية من خلال صندوق الانتخاب. أخي المواطن ان من حقك ان تقول رأيك بحرية وإيجابية بعيدا عن أي تأثيرات لتساهم بذلك في استقرار وطنك الذي يحتاج الي توفير الامن والامان مع مراعاة عدم العدوان علي حقوق غيرك من المواطنين شركاء الوطن. أخي المواطن لا يجب بل يتحتم عليك الا تتنازل عن حقك وان تعمل من أجل ارساء دعائم الديمقراطية معترفا بنتائج صناديق الانتخاب باعتبارها الرافد الامين والسليم لها. أخي المواطن من المؤكد انك بحسك الوطني تعلم ان وطنك في خطر يتربص به الكارهون في الداخل والخارج والذين سيطرت عليهم نزعة الانتقام وتعويق عملية عبور هذه المرحلة الكارثية والابحار بالسفينة نحو بر الامان. لابد ان يكون اختيارك علي قدر اهمية منصب رئيس الجمهورية الذي يجب ان يكون رجل دولة له ماض ميداني في التعامل مع الأخطار التي تواجه الوطن ولديه القدرة علي تحقيق الانجازات التي تتوافق وتطلعات الشعب وآماله الوصول إلي محطة الرخاء. هذا إلانجاز في يديك وحدك من خلال اختيارك الصائب الذي يخضع لتقديرك الوطني بعيدا عن أي شيء آخر.. لابد من ايمانك بأن مسيرة الوطن في المرحلة القادمة تنتظر ان تعطي صوتك للرجل المناسب. ان مقاطعة الانتخابات تعني السلبية وجنوحك للتنازل عن حق اساسي من حقوق الديمقراطية التي تعد الاساس السليم لبناء دولة مصر الحديثة المزدهرة. تحكيم العقل والضمير أخي المواطن ليس مطلوبا منك سوي تحكيم عقلك وضميرك والنظر للصالح الوطني والبعد عن الخضوع الي العواطف والشعارات الموتورة التي تهدم ولا تبني. لا مجال وبعد الاوقات العصيبة التي دهمتنا في أعقاب نجاح الثورة في إسقاط النظام.. لاختيار الشخص غير المناسب ليكون رئيسا لمصر. إننا نحتاج في هذه المرحلة لمن لديه الخبرة وادارة شئون الدولة والذي لا يكون قراره رهينة رأي غيره. أخي المواطن ان عليك واجبا وطنيا اذا كنت من الاغلبية الصامتة التي قلصت اعداد الذين ادلوا بأصواتهم في الجولة الاولي للانتخابات إلي نسبة لا تتجاوز 47٪ من عدد المقيدين في الجداول.. ان مبادرتك بالخروج عن هذه العزلة والادلاء بصوتك هو مساهمة فعالة ومشاركة لها قيمتها من جانبك في بناء مصر الذي نتمناها. عليك ان تؤمن بأن صوتك مع اصوات غيرك من الشرفاء سيكون له قيمة في تحديد مستقبل الوطن الذي تتمني ان يكون وفق ما تتطلع اليه من نهضة ومكانة وشموخ. عليك ان تستعيد ثقتك في قدرتك علي الانطلاق بهذا الوطن. من المؤكد ان صوتك يمثل لبنة في بناء دولة الحرية والديمقراطية التي تطلعت اليها من أجل اللحاق بقطار التقدم والازدهار من اجل العيشة الكريمة. من أجل المستقبل اخي المواطن ان مستقبل مصر لاجيال قادمة ومستقبل اولادك وذريتك مرتبط باختيارك القائم علي العقلانية التي تقودك لما يحقق الصالح الوطني بعيدا عن أي تأثيرات او اطماع او تطلعات لا تستهدف سوي السيطرة والهيمنة والتسلط علي مقدراتك. انك مطالب باليقظة لتجنب الوقوع ضحية لشعارات خادعة تستغل الدين باعتبار إننا كلنا وكمصريين ننتمي بالفطرة والاصالة منتمين لديننا ولا نحتاج لوصاية احد لان لا وساطة في الاسلام بين الرب والعبد. علينا جميعا ان ندرك انه لا يجب بأي حال من الاحوال اللجوء إلي توظيف المشاعر الدينية لتحقيق اهداف سياسية دنيوية. اخي المواطن ان اقتناعك بمغادرة منزلك والتوجه إلي اللجنة الانتخابية للادلاء بصوتك هو بداية الطريق للاصلاح والتعمير والعدالة الاجتماعية ومواجهة تحركات السيطرة والهيمنة من بعض التيارات. إن خروجك عن عزلتك هو مساهمة من جانبك لانقاذ الوطن والاقلاع في أمن وآمان إلي آفاق المستقبل. ان صوت علي صوت يعني التصدي لاكبر عملية سطو علي ثورتك والانحراف بها إلي غير الوجهة التي كنت تريدها والتي استهدفت التقدم وليس الرجوع إلي الوراء. أخي في هذا الوطن المكلوم. لقد شاءت الاقدار ان تتسلط علي مقدراته من لا يحبك وبالتالي لا يتألم لألمك ولا يشعر بمعاناتك . حذار من الذين استهدفوا خطف ثورتك وعملوا علي إجهاض مطالبك وتعطيل قيام دولة ديمقراطية حديثة متقدمة وناهضة ومزدهرة توفر لك العيش الكريم. أخي في هذا الوطن يا من عانيت وتأذيت من هذه الفوضي السائدة التي اشعلها لصوص الثورات ويا من تضررت من الانفلات الأمني الذي يهددك ويهدد أمن افراد اسرتك.. يا من تصديت بالرفض لتلك الشعارات الخادعة المضللة الساعية للتكويش والهيمنة علي مقدراتك مشككة في اصالتك وحضارتك وقيمك. لقد استهدفوا النيل من انحيازك للحرية واستحقاقات الديمقراطية التي يعرفها كل العالم المتقدم.. ان فرصتك الان متاحة وبكل الضمانات لاختيار رئيس بلدك الجدير بصوتك الإنتخابي. أخي في الوطن يا من تحلم وتأمل في وطن مستقر وآمن يحقق المساواة وتكافؤ الفرص وسمو العلاقة بين اطيافك علي اساس من الولاء لوطنيتك وليس لاي شيء آخر.. انك مطالب اليوم بالدفاع عن مستقبلك ومستقبل اولادك من خلال توجيه صوتك الانتخابي الوجهة الصحيحة.. في غير اتجاه الهمجية والتسلط والسيطرة والخضوع لنوعية جديدة من الاستبداد والديكتاتورية. الوفاء للوعد إن اصحاب الدعاوي التي تستغل الدين تطلعا الي أهداف دنيوية وتلجأ للوسائل غير المشروعة لا يمكن ان يكونوا أوفياء لوعودهم وعهودهم. ان ذلك يؤكد عدم الامانة والمصداقية وانهم يؤمنون بالمبدأ غير الأخلاقي بأن الغاية تبرر الوسيلة. سياساتهم ومخططاتهم تدل عليهم تبرهن كل يوم ان كل ما يسعون إليه هو القفز علي السلطة لغرض واحد وهو تصفية حساباتهم مع الدولة المصرية الشامخة التي لم تكن مسئولة عما يكون قد جري لهم علي يد حكم انتهي وولي. أخي في الوطن يا من يصعب عليك ما وصل اليه حال وطنك نتيجة ما دُبر له من اجل الانحراف بثورتك عن اهدافها التي نادت بها مستهدفة الحرية والعدالة الاجتماعية ولقمة العيش الشريفة. ان ثورتك التي اشعلها شباب مصر حددت مطالبها في اسقاط النظام والاصلاح السياسي القائم علي المشاركة وتداول السلطة وليس التكويش عليها والعشعشة فيها استنساخاً لحقبة مضت اسقطتها من تاريخك. أخي المواطن لقد عشت وعاش جدودك قرونا وقرونا مؤمنين بسماحة معتقداتهم الدينية في ظل وطن واحد حباه الله بكل الخيرات وانعم عليه بالذكر في كتابه المبين. كنت امينا دوما ومازلت رغم لغو المدّعين.. لهذا الكتاب الالهي وبالتالي معترفا بكل الكتب والديانات السماوية ومستجيبا للعلماء المتمكنين من رجال الازهر الشريف الذين تحملوا مسئولية الحفاظ علي عظمة دينك. إن هذا الازهر العظيم ظل ومازال الحافظ والناقل الامين لكل التعاليم الصحيحة لهذا الدين وعلاقة ما جاء في آياته بكل شئون الحياة. استعادة المكانة أخي المواطن يا من تتطلع الي استعادة وطنك لمكانته وعظمته وشموخه.. ليس امامك سوي طريق الديمقراطية والتصدي لدعاتها عن غير اقتناع بهدف الخداع. لابد أن يكون لك دور في تعافي هذا الوطن وعبوره لمحنته التي المّت به وعطلت مسيرته نحو المكانة التي يستحقها. أنك ولا جدال تدرك ان هذا الوطن قد فاته الكثير وهو الامر الذي جعله يتخلف عما وصل اليه من هم كانوا في مرتبات اقل منه بكثير. لا وقت لان تكون محوراً للتجريب من جانب قليلي الخبرة في إدارة شئون حياتك وشئون هذا الوطن والذين تسيطر عليهم نزعات لا يعرف الا الله وحده مكنونها. أخي المواطن ان إدلاءك بصوتك الانتخابي وباختيارك الصحيح النابع من ضميرك وإيمانك بالمصلحة الوطنية لابد أن يكون جزءا من قيمك المستقبلية باعتبارها الوسيلة الوحيدة لضمان قدرتك وحقوقك في الاصلاح والتغيير ومواجهة اي محاولات لاعادة الديكتاتورية بشعارات خادعة تستغل المشاعر المتأصلة لديك. أخي المواطن إن موعدنا إن شاء الله بعد غد.