جلال دويدار من المؤكد أن كل المخلصين لوطنهم في هذا البلد يتطلعون ويتمنون أن تكون الديمقراطية الحقيقية هي محور نتائج الانتخابات الرئاسية لتعويض ما أسفرت عنه التجاوزات التي شابت الانتخابات التشريعية. في هذا المجال لابد أن ندرك ان السبيل الوحيد لتلاشي هذه السلبية مرهون بذهاب حشود من الناخبين الي لجان الانتخاب لتأدية واجبهم الوطني. تضخم عدد هؤلاء الناخبين لن يعطي فرصة لتأثير الرشاوي الانتخابية أو الايقاع بالناخبين في شرك الشعارات والوعود المزيفة. لاجدال ان ارتفاع معدلات الناخبين تجعل من الصعب في هذه الحالة القيام بعمليات الاستقطاب بأي شكل من الأشكال . وسط الحماس والاقبال فإنه ومع إمكانية الحصول علي تأييد البعض سواء من خلال التنظيمات أو إغراءات الرشاوي فإن تأثيرهم سوف يذوب وسط الأعداد الكبيرة الواعية المشاركة في التصويت.. من ناحية أخري فان انخفاض الاقبال علي التصويت هو لصالح التيارات إياها خاصة تلك التي تعمل في اطار تنظيم يضم اعضاء منضبطين يستجيبون للتعليمات الصادرة من قياداتهم وفقا لمبدأ السمع والطاعة في التعامل. ان هذه التيارات تملك القدرة في هذه الحالة علي حسم النتيجة لصالحها باستخدام كتلتها التصويتية استغلالا للتراجع في اعداد الناخبين الذين يهمهم صالح الوطن ويتطلعون الي ديموقراطية حقيقية . هذا المخطط تم بنجاح وعلي مدي سنوات في عملية استيلاء جماعة الاخوان المسلمين علي مجالس غالبية النقابات المهنية. اذكر في هذا الامر ما قاله لي الأخ الصديق المهندس حسب الله الكفراوي وزير الاسكان والتعمير الاسبق بشأن ما كان يجري في انتخابات نقابة المهندسين. قال ان التعليمات كانت تصدر الي المهندسين اعضاء الجماعة بالتوجه الي النقابة الواقعة في شارع رمسيس بوسط القاهرة بسياراتهم في ساعات الصباح الباكر يوم الانتخابات بما يضمن لهم احتلال فناء النقابة وكل الاماكن المتاحة لايقاف السيارات في النقابة أو الشوارع المحيطة. وعلي مدي يوم الانتخابات يصبح من الصعب علي اي مهندس عضو في النقابة ان يجد مكانا لسيارته . هذا الامر يجعله يواجه موقفا صعبا ليس من حل له سوي الاحجام عن المشاركة في الانتخابات وبالتالي ترك الساحة لتنظيم الاخوان للسيطرة علي الانتخابات ونتيجتها. علي ضوء هذه الخبرة وهذه التجربة فإن علي كل المصريين - وهم غالبية - ممن عارضوا توجهات جماعة الاخوان للسيطرة والهيمنة والتكويش علي مقدرات الحياة السياسية في مصر.. ان يحرصوا علي ممارسة حقهم الانتخابي لاختيار رئيس مصر مهما كانت الظروف . ان حدوث ذلك يعني فقدان التنظيم الاخواني لامكانية ان تكون لاصوات اعضائه التأثير الذي يرجح نجاح مرشحها. لا يكفي ان يقال في المجالس العامة والخاصة ان الجماعة وفي ظل تجربة الشهور الاخيرة قد فقدت التعاطف والتأييد الذي كان وراء حصولها علي الاغلبية في مجلسي الشعب والشوري. تفعيل ما تتضمنه هذه الحقيقة لا يتحقق إلا بمشاركة ايجابية في العملية الانتخابية من كل أحياء مصر المفتري عليها. لا جدال ان الجماعة سوف تكون ممتنة لهذا المواطن الناخب اذا ما اتخذ موقفا سلبيا بعدم استخدام صوته الانتخابي حيث يكون بذلك قد ساهم في تصاعد معاناته بالاضاف الي في توجيه طعنة الي الديمقراطية الوليدة في مصر والتي لا اعتقد أنها ضمن اهتمامات الجماعة. اذن.. فإنك أيها المواطن الناخب مطالب بألا تساهم بجنوحك الي السلبية الي مزيد من متاعب مصر واصابة الديموقراطية بنكسة . انك بمثل هذا الموقف سوف تشارك في دعم ومساندة المخطط الاخواني لاستكمال عملية اختطاف ثورة 25 يناير والعمل علي تمييع اهدافها ومبادئها في التغيير والاصلاح والعدل والمواطنة. ان سلاحك البتار يا أخي الناخب في التصدي لهذا المخطط .. هو التوجه الي لجان الانتخابات والادلاء بصوتك حسبما يتراءي لضميرك ولإيمانك الراسخ بالديمقراطية وبما يحقق صالح هذا الوطن وصالحك .