عضوية الاتحاد.. ليست مجرد وردة يضعها «وارث» انتهازي في عروة الجاكتة ليزهو بها ويمارس.. التربح من المنصب عبر تقديم برامج تليفزيونية.. تشغله عن التفرغ لخدمة الرياضة «لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذي.. حتي يُراق علي جوانبه الدمُ».. تذكرت هذا البيت للمتنبي وأنا أتميز غيظاً وأغرق في بحر من الخجل والعار إزاء الفضيحة المدوية التي أحاطت برحلة منتخبنا الوطني لكرة القدم إلي الإمارات لخوض مباراتين وديتين مع كل من السنغال وزامبيا.. وهذه بالقطع ليست دعوة لإراقة الدماء ولكنها مطلب شعبي بمحاكمة فورية وحاسمة لكل مَن تسببوا في إلحاق الأذي باسم الوطن وسمعته وإراقة ماء وجهه علي رءوس الأشهاد.. وعندما يصل الأمر إلي «نشر غسيلنا الوسخ» خارج الحدود واحتجاز البعثة المصرية بالفندق لعدم دفع نفقات الإقامة و»التسول» من بعض المصريين المقيمين بالإمارات لإنقاذ الموقف، فلا ينبغي أن تمر هذه الفضيحة أو»الجُرسَة» دون إقالة، ثم محاكمة رئيس وأعضاء اتحاد كرة القدم بتهمة الفساد والفشل والإساءة لسمعة مصر.. غير أنه من الخطأ الذي يرقي إلي حد الخطيئة حصر الكارثة في فضيحة الإمارات لأن ما حدث نتيجة طبيعية لفساد قديم ومقيم في منظومة الرياضة عموماً واتحاد كرة القدم علي وجه الخصوص.. وسبق أن كتبتُ مقالاً بعنوان «فليسقط الأهلي والزمالك» قلتُ فيه بالنص «فالوزارة المعنية خارج الخدمة واتحاد اللعبة ضعيف وتحكمه المصالح وكل هم رئيسه أن يصل للبرلمان!!.. أما الأعضاء فمشغولون حتي آذانهم بتقديم برامج تليفزيونية يُصَفّون فيها حساباتهم وينافقون قياداتهم ويبثون أفكاراً سطحية ومدمرة تنم عن جهل فاضح بألف باء الإعلام.. وهذا تضارب مصالح فَجْ وفاجِر يتعين حظره إذا كنا جادين في محاربة الفساد والسعي للنهوض بالرياضة.. ناهيك عن أن العديد من هؤلاء الأعضاء وكثيراً من المنتمين للمنظومة من فلول مبارك المعادين لثورة يناير والتي لو نجحت لما كان معظمهم في مواقعهم إن لم يكونوا وراء القضبان!!.. وكثيراً ما يدخل هؤلاء الفاسدون في وصلات «ردح» يبدأونها بتملق رخيص ومكشوف للرئيس والجيش والشرطة ثم يُكمِلون الشوط بتشويه وشيطنة ثورة يناير وكل مَن شاركوا فيها حتي يصلوا إلي أن الثورة الحقيقية هي 30 يونيو التي أنقذت مصر من تلك المؤامرة.. ولأنهم مصابون بغباء الدِبَبَة لا يدرون أنهم عندما يسبون ثورة يناير فهم ينتهكون الدستور ويسيئون للرئيس»!!.. وليعلم وزير الرياضة أن معظم البرامج الرياضية المثيرة للجدل والمسئولة عن إشعال الحرائق ونشر الجهل والتعصب والبلطجة والألفاظ النابية يقدمها أعضاء في مجلس إدارة الاتحاد تحت سمع وبصر الجميع، وذلك فساد وتربح وتضارب مصالح واضح وفادح يستوجب حل اتحاد كرة القدم ومحاكمته أو إقالة الوزير نفسه إذا عجز عن التصدي لهذه المخالفات والانتهاكات السافرة والمستفزة!!.. ومن الأهمية بمكان أن ندرك أن هؤلاء وكل العاملين في ميدان الرياضة يتعاملون مع أنشطة شعبية تستقطب إهتمام كل فئات المجتمع وخاصة الشباب وهم أكثر من نصف الحاضر وكل المستقبل.. فهل هذه هي القدوة التي نقدمها للشباب؟!!.. وأظن أنني لستُ في حاجة إلي التأكيد علي أننا لو سمحنا باستمرار هواة غير مؤهلين وفاسدين ومنشغلين بمصالحهم الخاصة، في احتلال واحتكار القرار والمشهد الرياضي، وخاصة الإعلام، فلا تنتظروا إلا المزيد من المهازل والفضائح والفشل!!.. بقي أن نؤكد أن عضوية مجلس إدارة الإتحاد أو أي مؤسسة أخري ليست مجرد وردة يضعها وارث انتهازي في «عروة الجاكتة» ليزهو بها ويمارس جريمة استغلال النفوذ والتربح من المنصب عبر تقديم برامج تليفزيونية يكسب منها الملايين وتشغله عن التفرغ لخدمة الرياضة.. كما أن الاتحادات الرياضية ليست تكايا تُدار بالعشوائية والمحسوبية والفساد، وإذا لم نُدرِك ذلك علي الفور فقُل علي الرياضة السلام!!..