سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نهال كمال رفيقة درب الخال ل «الأخبار» : انطلق قطار الوفاء لزوجي.. ولن يوقفه شئ
ليلة حب للأبنودي في مدريد.. وقصائده تتحدث الإسبانية علي لسان الخواجة «لامبو»
واظب الخال - قبل رحيله - علي تدريب زوجته كيف تعيش بعد موته.. حوّلها إلي صعيدية قوية غير مسموح لها بالفزع لحظة استقبال خبر وفاة الزوج.. قلت للسيدة نهال كمال «اللي اتجوز مامتش» ضحكت وقالت: مشروعي القومي الخاص في الفترة القادمة هو الأبنودي.. لا أملك شيئا أخر! حكت في حوارها ل «الأخبار» عن الطقوس الغريبة للأبنودي، وحلمه الذي لم يحظ برؤيته، وطالبت حلمي النمنم بالوفاء بما وعد به سلفه بتخصيص جائزة باسم الأبنودي، ومثلما خصتنا في الأسبوع الماضي بقصيدة «عبد المنعم رياض» سمحت لنا بنشر مقطع من وصية الخال حذر فيه من إغلاق باب بيته في وجوه الإعلاميين قائلا «أنا لست ملكية خاصة» وأضاف بأنه عاش بسيطا وسيرحل بسيطا رافضا التشييع الرسمي لجنازته في القاهرة مهما كانت الضغوط وتنفيذ وصيته دون اجتهاد. ■ بعد افتتاح "مركز الأبنودي للسيرة الهلالية" هل ثمة مشاريع أخري لتخليد أعمال الخال؟ - بدأنا بالفعل في إنشاء مركز ثقافي إشعاعي تنويري خاص بالأبنودي في الإسماعيلية، يحتوي علي أعماله، ويضم مكتبة سمعية، وبصرية، ومقهي ثقافيا ومسرحا مكشوفا، إضافة إلي تمثال يزاح الستار عنه في مطلع العام الجديد تحت إشراف الهيئة العامة لقناة السويس بالتعاون مع محافظ الإسماعيلية، وهناك الأعمال الكاملة التي من المفترض أن تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، فضلا عن ترجمة مني أنيس ونور الأبنودي لأشعاره من خلال كتاب واحد يحتوي علي نسختين واحدة بالعربية والأخري بالإنجليزية، وسيتم نشره أيضا في الهيئة.. والمفاجأة ترجمة المستشرقة الإسبانية د. روسا لمختارات من قصائد ديوانه "الأحزان العادية" وقصيدته "الخواجة لامبو في إسبانيا" إلي اللغة الإسبانية وستقام ليلة حب في التاسع من نوفمبر المقبل بالبيت العربي في مدريد سوف أحضره والقي كلمة فيه عبر الإحتفال الذي ينظمه المعهد المصري للدراسات الإسلامية الذي يترأسه د. باسم صالح مستشارنا الثقافي هناك بالتعاون مع البيت العربي بمدريد، وستقدم قراءات من الترجمة الإسبانية لمحتارات قصائده في المكتبة العامة بمدريد التي تعد أكبر المكتبات هناك بأعتبارها المكتبة الوطنية الإسبانية. ■ مال الذي تبقي من كنوز الأبنودي لم يخرج للنور بعد؟ الكثير من القصائد لم تظهر وقصيدته التي أهديتها للأخبار واحدة من هذه الروائع. ■ هل كان يفكر في إصدار كتاب نثري؟ - تمني جمع "يوميات الأخبار" وإصدارها في "كتاب اليوم".. ، فهذه اليوميات أخذت منه وقتا ومجهودا غير عاديين.. إنها عصير الأبنودي! ■ ما سر تفرد الأبنودي من وجهة نظر زوجته؟ - في بساطته وتواضعه، كل ما شغله وصول إبداعه للبسطاء، غير مكترث بمن يزعم أنه شاعر مباشر، وفي صدقه اللا متناهي، وإيمانه بقوة الشعب ومواهبه.. كان يقول إننا 90 مليون موهوب، لهذا فإننا لا نصلح في العمل الجماعي ونتفوق في الألعاب الفردية! ما يبكيه ويضحكه ■ متي كان ينفعل؟ - عندما يشعر بإهدار حق فقير، ويقول متأثرا: بدلا من أن نواسيه ونصبره علي حياته نصعبها عليه. ومتي كان يضحك ؟ - لم يكن يكف عن الضحك.. مثلما كتب عن "عم إبراهيم أبو العيون" في "وجوه علي الشط": لو لم يضحك يوم يموت. ■ ولكن الصعايدة مشهورون بالتكشيرة؟ - والده لم يكن يبتسم ولكنه ورث الضحكة عن أمه، فهو لا يطيق الحزن ولا يقبل الوجوه المتجهمة. ■ هل للأبنودي أعداء؟ - كان يردد: أي شاعر محبط من الممكن أن يكون عدوا لي، لأنه سيقول "اشمعنا الأبنودي"! ■ الجميع يقرأ للأبنودي، فلمن كان يقرأ الخال؟ - للجميع!.. وخاصة الشباب.. يفرح بإكتشاف شاعر ويعتقد أن ظهور موهوبين جدد يقوي الشعراء ويعطي دفعة للشعر. مشكلة زوجية! ■ متي اختلفتِ مع الأبنودي؟ - خلافاتنا عادية مثل أي زوجين فنحن في النهاية عاديان جدا!.. اختلفنا بشدة عندما قرر الانتقال إلي الإسماعيلية.. رأيت المكان للمرة الأولي فلم أستوعب فكرة أننا سنعيش فيه.. في حين كانت لديه رؤية مستقبلية لا أمتلكها.. حوّل التراب إلي جنة. ■ ومتي كان يظهر الأبنودي الصعيدي؟ - أثناء قلقه وخوفه علي ابنتيه، ورغبته في الإطمئنان عليهما، ولكنه ليس الصعيدي المنغلق فهو مؤمن جدا بالمرأة يقول إنها حارسة الحضارة ويذكر لأمه الفضل في صناعة خياله بوصفها مدرسة متكاملة للأغاني الشعبية والأساطير التي كانت تحكيها له. ■ حدثينا عن طقوس الأبنودي الغريبة؟ - إطلاق الأسماء علي الأشجار وحديثه إليها!.. كان يتوعد النخلة بقطعها إن لم تثمر ، والأغرب أنها - كأنما - تخاف من تهديده وتطرح البلح المسكّر.. رفض ارتداء نظارة قائلا :" هو فيه صعيدي يلبس نضارة".. حكي لي عن سبب حبه ل "الرمان" فعندما كان صغيرا أطلق عليه أحد جيرانهم اسم "رمان" بعد أن سرق عبد الرحمن من حديقته هذه الفاكهة. ■ ما الحلم الذي لم يحققه؟ - حضوره إحتفالات قناة السويس الجديدة، والمشاركة فيها بأوبريت كبير. الغيطاني الأكثر حزنا ■ من كان أكثرهم بكاء علي الأبنودي؟ - بدون تفكير تقول نهال: الغيطاني.. إرتباطهما في الفترة الأخيرة لا يصدق، كانا يتحدثان في الهاتف ساعات طويلة ■ يحيّرني عدم ضبطك تتحدثين لهجة الصعيدية رغم أنك زوجة الأبنودي ؟ - لأنني مذيعة والمذيع لا يرتبط بلهجة، فأنا إسكندرانية ولكني لا أتحدث لهجة أهل الثغر.. كما أن الأبنودي لم يكن يتكلم باللهجة الصعيدية في المنزل إلا حينما يهاتف أحداً من أهله في أبنود.