أمام غرفة العمليات وقفت وبجواري زوجتي وبقية الأسرة نتمتم بآيات القرآن الكريم في انتظار أول مولود لابنتي «صابرين».. مزيج من القلق والاطمئنان والحذر والفرح انتابنا جميعا بعد أن طالت العملية القيصرية فوق نصف الساعة، خرج بعدها الطبيب ليعلن لنا سلامة الأم وإعياء الطفل وضرورة وضعه في حضَّانة لانه يعاني من شيء ما في قلبه، وأسقط في أيدينا أين نذهب به ونحن نعلم أزمة الحضَّانات. لجنة من الشباب تحركت في كل مكان تسأل عن حضانة مناسبة دون جدوي رغم تراوح اسعارها في المستشفيات والمراكز الخاصة بين الالفين والثلاثة آلاف جنيه في اليوم الواحد. الأم علي سريرها تعاني آلام القيصرية والأب «اسلام» يضرب أخماسا في اسداس يسائل نفسه أين الحضَّانة ومن أين له هذه الآلاف المؤلفة من الجنيهات.. وراح كل منا يدبر مما يملكه لانقاذ الطفل المسكين «مصطفي». لحظات وجاءت بشري الفرج بوجود حضَّانة بمستشفي ابوالريش المنيرة، «بكام» قلناها بصوت واحد، وجاءت الاجابة المفاجأة «عشرون جنيها» في اليوم «يافرج الله.. الحضَّانة بالعلاج والاشراف الطبي والتمريض عشرون جنيها.. الحمد لله». وحدة الاطفال المبتسرين برئاسة د. أيمن بدوي ونعمة رجب رئيس التمريض تعمل علي قدم وساق.. غاية في الانضباط والنظام وحسن الرعاية. وبعيدا عن مطالبة د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة بزيادة الحضانات وأجهزة التنفس الصناعي، نناشده فتح المجال لقبول التبرعات لمزيد من الحضَّانات ومن يعمل عليها من طاقم الأطباء والتمريض، رحمة بالاطفال المبتسرين وآبائهم خاصة أولئك الذين لا يملكون رفاهية الحضَّانات بالمستشفيات والمراكز الخاصة.