لا أحب الكتابة عن أشخاص خاصة لو كانوا من رجال المال والأعمال، لكن انسانا مثل الحاج محمود العربي مؤسس وصاحب مجموعة شركات العربي يستحق أن يكتب عنه مجلدات، فالعربي المعروف بشهبندر التجار مثال للرجل العصامي الذي بني نفسه من الصفر، ليشيد قلعة صناعية وتجارية، نجحت منتجاتها في نيل ثقة المصريين، واعجاب اليابانيين أصحاب غالبية منتجاته بعد تصنيعها في مصر بنفس الجودة في بلادهم ، لدرجة ان السفارة اليابانيةبالقاهرة منحته وسام الشمس المشرقة. ولد محمود العربي عام 1932 في أسرة ريفية فقيرة بقرية أبو رقبة مركز أشمون بمحافظة المنوفية، وتوفي والده وهو في سن صغيرة، وانتقل إلي القاهرة، وعندما بلغ عمره العاشرة عمل بائعا في محل صغير لبيع الأدوات المكتبية واشتهر بالأمانة والصدق، وبدأت علاقته بالصناعة بإنشاء مصنع صغير للألوان والأحبار، ثم تحول لتجارة وصناعة الأجهزة الكهربائية، وسافر إلي اليابان للحصول علي توكيل للأجهزة الكهربائية، وبعد عودته أنشأ مصنعا، ودخل انتخابات الغرف التجارية ليصبح رئيسا لها لمدة 12 عاما، ومن التجارة إلي السياسة، حيث فاز بمقعد مجلس الشعب عن دائرتي السيدة زينب وقصر النيل، في تجربة وحيدة لايمانه بأن »للسياسة رجالها، وللصناعة والتجارة رجالها«. بدأ العربي تجارته بعامل واحد، والآن يعمل بمصانعه نحو 18 ألف شخص، يرعاهم اجتماعيا وصحيا، وتنتشر مشروعاته الخيرية- التي لا يعلن عنها - في غالبية المحافظات،كما يرفض تماما أن يعمل في شركاته أي مدخن، كما يرفض التعامل مع أي تاجر إسرائيلي.