الحادثة هي الاولي من حجمها ونوعها في موسم الحج حيث أدت إلي وفاة واصابة نحو 1580 منهم اكثر من 717 حاجا واصيب 863 اخرون وقد دفعت السلطات السعودية بنحو 4 آلاف فرد و220 معدة لإنقاذ المصابين والقيام بعمليات فرز الضحايا وأعدادهم وجنسياتهم وكانت فرق الدفاع المدني والفرق الصحية ومستشفيات المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة قد أعلنت حالة التأهب لإنقاذ وإسعاف المصابين وتقديم الخدمات الطبية العاجلة لهم، ونقلت الحالات المصابة لمستشفيات المشاعر المقدسة عبر إسعافات الهلال الأحمر والصحة والدفاع المدني فيما جري إخلاء الحالات بعد ذلك من مستشفيات المشاعر إلي مستشفيات مكةالمكرمة عبر الإخلاء الطبي. صرح المتحدث الرسمي للمديرية العامة للدفاع المدني بأنه عند الساعة التاسعة من صباح امس، وأثناء توجه حجاج بيت الله الحرام إلي منشأة الجمرات لرمي جمرة العقبة حدث تداخل وارتفاع مفاجئ في كثافة الحجاج المتجهين إلي الجمرات عبر شارع رقم (204) عند تقاطعه مع الشارع رقم (223) بمني مما نتج عنه تزاحم وتدافع بين الحجاج وسقوط أعداد كبيرة منهم في الموقع حيث بادر رجال الأمن وهيئة الهلال الاحمر السعودي علي الفور في السيطرة علي الوضع بمنع حركة المشاة باتجاه موقع التزاحم والتدافع وتنفيذ إجراءات إسعاف الحجاج وإنقاذ المحتجزين منهم. هذا الحادث أعاد إلي الاذهان حج عام 2006 عندما توفي 363 حاجا من جسر الجمرات وأمر بعدها علي الفور الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بإنشاء أكبر جسر للجمرات بطول 950 مترا وعرض 80 مترا وبارتفاع اربعة أدوار، وتم تأسيسه ليتحمل 12 دورا ويتسع لنحو 5 ملايين حاج وله 11 مدخلا و12 مخرجا وبلغت تكلفته أكثر من 6 مليارات ريال سعودي. وأكد شهود عيان أنه أثناء السير في اتجاه الجمرات، توقف سير الحجاج بشكل غريب وغير معلوم، وما هي إلا دقائق حتي قدِمت دفعات من الحجيج من الخلف وحصل التدافع الشديد، وأخذت النساء تصرخ بصوت عالٍ، وكبار السن سقطوا علي الأرض، وظلت الحادثة قائمة حتي تدخلت الجهات المختصة من فِرَق طبية وأمنية. وقد رأس الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا اجتماعاً طارئاً للقيادات الأمنية المشاركة في أعمال الحج لبحث موضوع الحادث الذي وقع للحجاج بمشعر مني لهذا اليوم، ونتج عنه عدد من الوفيات والإصابات وذلك للوقوف علي الأسباب الحقيقية التي أدت إلي وقوع الحادث الأليم. ووجه ولي العهد بتشكيل لجنة تحقيق عليا لتتولي التحقيق في هذا الحادث ومسبباته وصولاً إلي معرفة الحقيقة والرفع بما يتم التوصل إليه من نتائج إلي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -للتوجيه بما يراه. من جهته أكد وزير الصحة المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، أن الكوادر الطبية العاملة في المشاعر المقدسة « مني وعرفات « تباشر الحالات المصابة جراء حادث التدافع الذي وقع بمني صباح أمس ،واستنفرت لذلك كوادرها الطبية ،مشيرا إلي أنه جري نقل بعض الحالات من مستشفيات مني إلي مستشفيات مكةالمكرمة ،وإذا لزم الأمر ستنقل بعضها إلي مستشفيات جدة والطائف. وقال إن مختلف القطاعات تتعامل مع الحدث بأفضل ما لديها من إمكانيات، ومما لاشك فيه أن الحادث كبير ومؤلم جداً لنا جميعاً ،وهذا قضاء الله وقدره. وأضاف:» منذ أعلنت حالة الطوارئ عند الساعة التاسعة صباحاً، ونحن نتعامل مع الحدث مع مختلف أجهزة الدولة، والمهم إنقاذ المصابين وتوفير الخدمات الصحية لهم بغض النظر عن العدد ، وقد أعلنا حالة الطوارئ واستنفرنا طواقمنا الطبية «.