يقبل الشعب الفرنسي غداً »الأحد« علي صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جمهورية من بين عشرة مرشحين تأتي الدورة الأولي هذه عقب حملات انتخابية مليئة بالمفاجآت.. أما الدورة الثانية فمن المقرر اجراؤها في السادس من شهر مايو القادم أو خمسة عشر يوماً بعد الدورة الأولي وتشير آخر استطلاعات الرأي إلي أن المرشح اليساري فرنسوا هولوند سيحصل علي أكثر الأصوات يليه مباشرة الرئيس نيكولا ساركوزي.. أو قد يتعادلان أما فرانسوا بايرو، »حزب الوسط« ومادين لوبين »أقصي اليمين« وميلونشون »أقصي اليسار« فكل منهم قد يحصد ما بين 11٪ الي 51٪ ومن المتوقع ان يصبح الفائز الحقيقي في الدورة الأولي هو فريق الممتنعين عن التصويت إذ من المتوقع ان يشكلوا أكثر من 52٪ اذ يخيم شبح المقاطعة علي الدورة الأولي. وقد لا يشارك الشباب بكثافة في التصويت إذ يرون أن الحملة الانتخابية تفتقد للحماس والبرامج الانتخابية لا تعبر عن مشاكلهم اليومية ولا تعكس اهتماماتهم. وأوضح استطلاع للرأي ان الرهانات ذات الأولوية عند الفرنسيين هي مكافحة البطالة وموضوع القدرة الشرائية ومنذ خمس سنوات كانت الحملات الانتخابية تركز علي الهجرة والأمن إلا أن نظراً للوضع الاقتصادي الدولي فقد تغيرت الأولويات لهذا ففي الشهور الأخيرة سعي ساركوزي لاستخدام نفوذ لدي رجال الأعمال لشراء الشركات التي تسرح العاملين فيها لتغيير معطيات البطالة في فرنسا أما فرنسوا هولوند فقد وعد باستحداث 051 ألف فرصة عمل وان يعطي الأولوية لأهالي الضواحي الشعبية وقد اقترح أيضاً اعفاءات ضريبية للشركات التي توظف في هذه الضواحي. الحقيقة أن الضواحي الشعبية كانت لها الأولوية لحملة 7002 إذا جاءت بعد ثورة الضواحي، الا ان هذه المرة أبدي المرشحون اهتماما أقل مما كان عليه الحال منذ خمس سنوات.. فقد اكتفي ساركوزي بالاسراع في تجديد المدن من خلال اطلاق الشق الثاني لخطة التجديد بمبلغ 81 مليار يورو تستفيد منها حوالي 005 ضاحية فرنسية. من ناحية أخري يلقي الربيع العربي بظلاله علي الانتخابات الرئاسية في فرنسا نتيجة نزوح كثيرين من شمال افريقيا عبر المتوسط الي السواحل الأوروبية مما دفع مشكلة الهجرة الي السطح مرة أخري ورأي البعض أنها تضيف نقاطاً للرئيس الحالي الذي تركز برنامجه الانتخابي عام 7002 علي مكافحة الهجرة غير الشرعية ويري اخرون انه لم يفلح في الخطة التي وضعها. ويواجه ساركوزي حالياً اتهامات بأنه كان ينوي تشييد مفاعل نووي بناء علي طلب من القذافي. وأنكر ساركوزي في البداية ثم اضطر للاعتراف بعد الكشف عن أن حكومته وقعت بالأحرف الأولي مع ليبيا.. وأوضح ساركوز أن هدف مشروعه هو تحلية مياه البحر وأنه لم يستمر في المشروع عندما لاحظ أن القذافي قد حبس نفسه في نوع من الجنون يعزر الكشف عن هذا الأمر الانتهاكات التي وجهت لساركوزي حول مساهمة القذافي المالية في حملة ساركوزي لعام 7002 وكل هذه الأمور تصب في مصلحة اليسار وبالتحديد فرنسوا هولوند. أما موقف فرنسا في الملف السوري فيرفع من شعبية ساركوزي إذ أن الشعب متضامن مع الحكومة في محاولات اصدار قرارات حاسمة من مجلس الأمن وكذلك جهود وزير الخارجية، آلان جوبيه الذي لا يدخر جهداً لتقديم يد العون للشعب السوري وبشكل خاص الاجتماعات الأخيرة التي أجريت في باريس علي مستوي وزراء الخارجية للاسراع بحل عاجل ينقذ الشعب من المجزرة التي يتعرض لها.