« تفاؤل كبير مشوب بحذر وتحذيرات مهمة» .. هذا ما خرجنا به من خلال مشاركتنا الأسبوع الماضي في الاجتماع المهم الذي عقده مسئولو شركة دير توريستك ثاني أكبر منظم رحلات في ألمانيا مع ممثلي الفنادق والشركات المصرية .. حضروا للغردقة خصيصا لإعلان خطتهم وتوسعاتهم بمصر المرحلة المقبلة .. ولعل الأرقام التي ذكرها رولف دايترمالسان المدير التنفيذي للشركة تكشف سر التفاؤل الكبير .. فقد أعلن وبوضوح عودة ثقة السائح الالماني في مصر بسبب تحسن الحالة الامنية .. وكانت المفاجأة المفرحة عندما أكد أن هناك 70% زيادة في الحجوزات لمصر الشتاء القادم في ألفي مكتب حجز تمتلكهم شركته بالمدن الألمانية وقال ان الشركة قررت زيادة مقاعد الشارتر لمصر بنسبة 130% عن العام الماضي. و تم طرح 30 الف مقعد اضافي للغردقة و10 آلاف مقعد لمرسي علم و18 الفا لشرم الشيخ من فرانكفورت وميونخ ودوسلدروف.. وتستهدف الشركة تخطي اعداد سائحيها لمصر المليون خلال عامين .. وأكد رولف ان مصر من الاسواق الواعدة ما دفع الشركة لزيادة استثماراتها بها وزيادة عدد الفنادق التي تديرها وضخ استثمارات جديدة لتطويرها وتحسين مستوي الخدمة .. وقال رولف ان الصورة الذهنية لمصر في المانيا جيدة جدا بسبب متابعة الرأي العام الالماني للتطورات بمصر وحرص القيادة السياسية علي تنفيذ العديد من المشروعات القومية وتطوير البنية التحتية وتشاركنا في حديث التفاؤل الخبيرة السياحية نورا علي نائب رئيس غرفة شركات السياحة والتي تولت تنظيم زيارة وفد الشركة الألمانية التي تعد شريكا أساسيا مع شركتها ماستر ترافيل سيرفس.. فقد أكدت أن كل المؤشرات تؤكد عودة قوية للسياحة قريبا .. بجانب زيادة الاستثمارات بها مؤكدة ان السبب في ذلك الاستقرار الذي تنعم به البلاد حاليا وتميز منتجنا السياحي .. موضحة ان إصرار الشركات اﻻلمانية علي اﻻستثمار السياحي في مصر يدل علي عودة الثقة العالمية التي تأثرت بشدة خلال السنوات ال4 اﻻخيرة. وأشارت إلي انه من المتوقع ان تتخطي اﻻعداد الوافدة من السوق اﻻلمانية إلي مصر نهاية العام المقبل حاجز المليون سائح رسائل الحذر بعد هذا التفاؤل .. نعود للحذر المطلوب .. ففي جلسة مصارحة ومكاشفة جمعتنا بالمسئول الألماني كرر الرجل تفاؤله الكبير بمستقبل مصر علي جميع الأصعدة .. لكنه نبه لعدة نقاط سلبية لابد أن تدركها الحكومة حتي لا يضيع التفاؤل والأمل قائلا « مصلحتنا ومصلحتكم واحدة ومكاسبنا مشتركة « .. نبه الرجل الي ضرورة اهتمام الحكومة بالبنية التحتية خاصة الطرق وحال المطارات .. وشدد علي ضرورة مواجهة ظاهرة القمامة في المدن والطرق السياحية لأنها تهز كثيرا الصورة الجميلة لمنتجنا السياحي .. ولم يخف الرجل رفضه وباقي منظمي الرحلات لرسم التأشيرة الذي ارتفع الي 25 دولارا .. مؤكدا أن ذلك يقلل من التدفق السياحي خاصة أن دولا مجاورة ومنافسة لنا وفي مقدمتها تركيا لا تفرض مثل تلك الرسوم .. وأبسط أبجديات التسويق السياحي تقليل الأعباء عامة عن القطاع السياحي حتي يتخطي أزمته .. ثم إن السائح يدفع تلك الرسوم لكنه يفاجأ بتكسير في الشوارع والطرق .. ومشاكل في بعض المطارات خاصة مطار الغردقة .. وغياب تاكسي يليق بالمدن السياحية كل هذا يخصم من رصيدكم .. وتساءل المسئول الألماني كيف لدولة بحجم مصر وحضارة شعبها لا تستطيع السيطرة علي ظاهرة التحرش وتقضي عليها وهي أهم المشاكل التي تواجه السائح بمصر بجانب محاولات استغلال السائح مطالبا بضرورة تغليظ العقوبة علي التحرش والنصب للحد منهما كما تحدث الرجل علي القطاع الخاص .. مطالبا شركات النقل السياحي بضرورة تحديث أسطولها .. أما الفنادق فطالبها ومعها الوزارة بضرورة الارتقاء بمستوي العمالة وتدريبهم علي حسن معاملة السائح .. وشدد علي أنه لو الدولة نجحت في حل تلك المشاكل فستصبح أهم دولة سياحية في العالم وستتضاعف إيراداتها .. وسألناه عن سبب تركيز شركته وتوسعاتها علي السياحة الشاطئية وتراجع الثقافية .. فقال إن هذا هو مطلب الزبون فقد الإقبال كثيرا علي المدن الأثرية لكن لو اهتمت مصر بالسياحة النيلية فسيكون لهذا مردود كبير لتفرده حديث الرجل عن السلبيات ليس بجديد علينا جميعا .. لكن هل يكون الجديد إستجابة الحكومة والإسراع بعلاج تلك السلبيات .. قولوا أمين !!