كتب/علي رجبفى إطار المشاركة المصرية فى بورصة مدريد الدولية للسياحة فيتور، عقد السيد عمرو العزبى رئيس هيئة تنشيط السياحة ورئيس الوفد المصرى المشارك فى البورصة عدد من اللقاءات الهامة مع كل من الدكتور طالب الرفاعى أمين عام منظمة السياحة العالمية وممثلى شركة بيوتى فيلادج تور البرتغالية وشركة أوسكار فانز.كما عقد رئيس الوفد لقاءات إعلامية هامة مع كبريات المجلات والصحف الأسبانية ومنها مجلةHostel Tour ومجلة Larazion ومجلة إيديتور ومجلة روتاس بلموند ومجلة إكسلنيوس وجريدة إلبرياديكو فتالانيا. وتعد هذه الصحف والمجلات من كبريات المجلات والصحف التى تعقد اجتماعات بصورة دورية لمناقشة الموضوعات السياحية فى أسبانيا.وقد استهل العزبى حديثه خلال هذه اللقاءات عن هجمات سمكات القرش التى وقعت مؤخرا لبعض السائحين فى شرم الشيخ، موضحا أن رد فعل الجانب المصرى كان تنبيه السائحين لتوخى الحذر وعند وقوع الهجوم الثانى على إحدى السائحات من سمكة قرش تم وقف أنشطة السباحة لضمان سلامة السائحين، وأعقب ذلك تنفيذ منظومة للشواطئ حيث تم تحديد مناطق معينة لمنع الغوص بها نظراً لوجود بعثات علمية بها للدراسة وسوف يتم الانتظار حتى انتهاء هذه البعثات من أعمالها. وأكد العزبى على أن تأثير هذه الحوادث كان على السائحين الروس والألمان فى شرم الشيخ ولكنه كان تأثيراً محدودا للغاية أما بالنسبة للأسواق الأخرى فلم يكن هناك تأثير يذكر.وأشار العزبى إلى أنه من المتوقع أن تشهد مصر نسبة نمو عامة فى عام 2011 تصل إلى حوالى 10%، مشيراً إلى أن الحركة السياحية فى مصر شهدت زيادة فى نهاية عام 2010 بلغت نسبتها 17% مقارنة بعام 2009، موضحاً أنه بذلك تكون السياحة المصرية قد تجاوزت الهدف الذى كان من المقرر تحقيقه فى 2010 وهو 14 مليون سائح .وأوضح العزبى أن مصر كانت من أقل الدول تأثرا بالأزمة الاقتصادية العالمية التى وقعت فى أواخر عام 2008، ويعزو ذلك بشكل كبير إلى ارتباط آليات السوق المصرى بمنظمى الرحلات العالميين علاوة على تكثيف الحملات الدعائية، مشيرا إلى أنه لم يتم تغيير الإستراتيجية ولكن تفعيلها من خلال الشراكة مع منظمى الرحلات. هذا بالإضافة إلى تطوير المطارات وهو ما يؤكده انضمام شركة مصر للطيران- الناقل الرسمى- إلى تحالف Star الدولى، علاوة على أن مصر لديها أفضل الفنادق المطلة على الشواطئ فى البحر الأحمر.وأردف رئيس الوفد المصرى مشيرا إلى انخفاض حركة السياحة العالمية بنسبة 7%، وموضحا أن مصر من أكثر الدول المرشحة لاستجلاب سائحين نتيجة لنجاحها فى زيادة السائحين الوافدين إليها والذى كان أحد العوامل التى أدت إليه هو عدم تجاهل فترة الصيف حيث أن التركيز على فترة الصيف أثبت أن إستراتيجية الوزارة قد أتت بثمارها.وعن الطاقة الفندقية فى مصر، أشار العزبى إلى تضاعف عدد الغرف فى السنوات الأخيرة والتى وصلت إلى 220 ألف غرفة عاملة و 212 ألف غرفة تحت الإنشاء- وفقا للتعاقدات الفعلية- موضحا أن الطاقة الفندقية المصرية تتزيد حوالى 15 ألف غرفة سنويا.كما تحدث العزبى عن خطة التنمية التى تم إرسائها من 25 عام والتى تركزت فى تنمية أولا: خليج العقبة وسيناء وثانيا الغردقة شمالا وجنوبا وثالثا منطقة البحر المتوسط، مشيرا إلى أن التسويق لمنطقة البحر الأحمر كانت أسهل من التسويق للبحر المتوسط نظرا لأنه يوجد بها أفضل مناطق الغوص فى العالم، إلا أن شواطئ البحر المتوسط المصرية تعد أكثر اعتدالا فى المناخ من العديد من الدول الأخرى المطلة عليه، مضيفا أن الفنادق المطلة على البحر المتوسط فى مصر تعمل حوالى ثمانية أشهر فى العام وتتميز بأسعارها المناسبة. كما أوضح أن من أكثر الأسواق التى يفد منها السائحين لمنطقة البحر المتوسط إيطاليا وألمانيا وإنجلترا، مشيرا إلى أنه قد وضع سمة عالمية Branding للترويج لهذه المنطقة تحت مسمى White Med. كما أوضح أن هذه المنطقة تشمل منطقة العلمين التاريخية التى تضفى أهمية كبيرة على هذه المنطقة نظرا لما تمثله من أهمية تاريخية عند بعض الشعوب كالشعب الألمانى.وأشار العزبى إلى أن الاستثمار الأسبانى الفندقى فى مصر يتمثل أساسا فى شركات الإدارة وهو ما يعد أداة هامة للترويج للمنتج المصرى فى أسبانيا لأنه يمنح الثقة للسائح الأسبانى، موضحا أنه منذ حوالى عشرين عاما كانت الأسعار معقولة للغاية ولكن هناك ارتفاع حالى فى الأسعار وأما عن القاهرة فأسعارها مرتفعة إلى حد ما.وأوضح العزبى أن مصر تضع أسبانيا فى مرتبة الأسواق المتوسطة الثابتة إلا أن المحاولات مستمرة لتغيير هذه النظرة شيئا فشيئا للترويج لمصر كمنطقة متكاملة فى سوق قابل للنمو كأسبانيا، مشيراً إلى الأنماط السياحية المتعددة التى تتمتع بها مصر ومن بينها السياحة الاستشفائية والترفيهية والسفارى والرياضية وغيرها إلى جانب السياحة اليقافية.وتطرق العزبى فى حديثه إلى مستوى التبادل الثقافى بين البلدين حيث أوضح أن أسبانيا أصبحت من أنشط الدول الثقافية فى التعامل مع مصر حيث قامت الأوبرا بعرض عروض أسبانية فى مصر كما قامت الأوبرا المصرية بتقديم عروض فى أسبانيا مثل أوبرا عايدة التى عُرضت فى نوفمبر الماضى.وأشار العزبى إلى ما ذكره وزير السياحة الأسبانى بأنه غير مقتنع بالتنافس السياحى بين الدول ولكن يجب أن يكون هناك تكامل سياحى، مؤكدا على اتفاق الجانب المصرى مع هذا الفكر حيث أن النمو فى دولة يؤثر بصورة إيجابية على دولة أخرى، موضحا أن التعاون السياحى مهم ولكن المبادرات الخاصة لها أهمية لتحقيق العوملة بشكل إيجابى والعناصر التى لا يجب إغفالها هى تسهيل التنقل بين الدول وتخفيض الرسوم التى قد تعرقل السياحة بين الدول وبعضها.وأشار العزبى إلى أن أسبانيا تهتم بالمشروعات السياحية المحددة من خلال المساعدات والمساهمات المالية وهو ما يساعد فى تأكيد دورها مع مصر، مضيفا أن أسبانيا تتعامل بذكاء وأخلاقيات مع شمالها وجنوبها وهو ما يعزز توفير فرص عمل فى الجنوب ولاسيما أن مجال السياحة بصفة عامة مجال للعمالة الكثيفة وتحقيق الاستقرار الاقتصادى فى الدول.وعن أهمية السياحة فى مصر أوضح العزبى صناعة السياحة تمثل أحد أعمدة الاقتصاد القومي حيث تساهم ب 11.3% في الدخل القومي كما تساهم ب 12.6% في إجمالي القوى العاملة في مصر إلى جانب 21.8% من حصيلة النقد الأجنبى، مؤكدا على أن الاستثمار الرئيسى فى مصر فى مجال التنشيط والترويج السياحى هو استثمار حكومى.وأوضح العزبى أن معدلات النمو السياحى كانت ممتازة حتى أواخر 2008 قبل حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية والتى استطاعت مصر اجتياز آثارها السلبية بنجاح كبير حيث لم تتعد نسبة الانخفاض فى أعداد السائحين الوافدين إلى مصر فى (2009) -2.3% مقارنة بعام 2008.وأكد العزبى على أن مصر تتمتع بموارد هائلة مثل أسبانيا ولكن أسبانيا وصلت إلى مرحلة التشبع بينما لا تزال مصر فى مرحلة النمو، ومن المتوقع فى خلال العشر سنوات القادمة أن تشهد مصر طفرة تنموية مضطردة فى السياحة، موضحا أن نسبة 80% من الحركة السياحية الكلية إلى مصر تعتمد على العلاقة مع منظمى الرحلات العالميين وأنه من المنتظر أن يصل عدد السائحين فى عام 2020 إلى 25 مليون سائح.وأضاف العزبى أن مصر شهدت تطورا كبيرا فى البنية الأساسية مشيرا إلى التطور الذى شهدته المطارات المصرية ووسائل النقل الداخلية وذلك بالتوازى مع الزيادة فى أعداد السائحين، موضحا أن التحدى الذى تواجهه السياحة المصرية يتمثل فى توفير العمالة المدربة وهى القضية التى تشغل القطاع السياحى والتى تضعها وزارة السياحة المصرية على رأس أولوياتها، وذلك لمواكبة الزيادة فى أعداد السائحين وتحقيق الزيادة المرجوة.كما أوضح العزبى أنه بالرغم من تمتع أسبانيا بشواطئ خلابة إلا أن الشواطئ المصرية تعد عنصرا هاما لجذب السائحين وهو ما يستلزم إضافتها للبرامج السياحية التى يتم وضعها من للسائحين الأسبان القادمين لمصر، مضيفا أن مصر تمتلك الصحارى والكثبان المتميزة علاوة على أنها المقصد الأول لسياحة الغوص للسائحين من دول أوروبا.كما أشار إلى أنه مما يزيد التفاؤل بإمكانية زيادة السائحين الأسبان إلى مصر أنه لا يوجد نقص فى أعداد المرشدين السياحيين المتحدثين باللغة الأسبانية فى مصر علاوة على أن الشركات المتخصصة فى السوق الأسبانية تدرك الخصائص الثقافية للسائح الأسبانى، هذا فضلا عن أن الشعب المصرى شعب مضياف ومنفتح بصفة عامة ولذلك من السهل التعرف على أصول الحضارات من خلال زيارة مصر حيث يوجد بها الأصول المسيحية واليونانية والرومانية التى تعد أحد المكونات الأساسية للشعب الأسبانى، ولذا يجب الترويج لمدينة الإسكندرية وإضافتها للبرامج السياحية.وأضاف العزبى أن مصر رائدة للتحديث فى الشرق الأوسط والعالم الإسلام، فالقاهرة كانت من أهم المدن فى القرون الوسطى وتتمتع بتركيبة فريدة وهى المزج بين التاريخ القديم والحداثة حيث يمكن للسائح التمتع بجميع مكونات هذا المزيج، كما ان مصر أحد مفاتيح لفهم العالم الحديث وتحقق قلب التجربة السياحية المتكاملة تأسيسا على كل هذه المقومات الفريدة والمتميزة.