تأتي زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لروسيا في اطار تحرك نشط تقوده مصر من اجل حماية الامن والاستقرار بمنطقة الشرق الاوسط. واذا كانت ملفات التعاون الاقتصادي بين البلدين وزيادة الاستثمارات المشتركة سوف تمثل اهمية خاصة في المباحثات فاعتقد ان التعاون السياسي ووجود رؤية واحدة تجاه الاحداث بالمنطقة سيكون علي رأس المباحثات مع الرئيس بوتين. التحرك المصري خارجيا يمثل ظهيرا قويا لكل ما تقوم به مصر في الداخل من اجل اعادة البناء والخروج من النفق المظلم الذي دخلنا اليه بعد 25 يناير 2011 وحتي قيام ثورة 30 يونيه. مصر القوية سياسيا يمثل البنية الاساسية لمصر القوية اقتصاديا. التحرك المصري الذي يقوم به الرئيس السيسي هو استكمال لكل الخطوات والتحركات التي بدأها منذ توليه الرئاسة. واعتمد التحرك المصري وقتها علي فتح ابواب العلاقات والتعاون مع كافة القوي الدولية لروسيا والصين بالاضافة للاتحاد الاوروبي والذي كانت تربطنا به علاقات تتأرجح دائما وفقا لمصالح القوي الكبري وخاصة الولاياتالمتحدة. جاء التحرك بعد صدور اشارات من الولاياتالمتحدة تؤكد عدم حيادها واعتمادها علي سياسة الشروط والاملاءات وهي السياسة التي رفضها الرئيس الجديد والذي يملك رؤية واضحة حول تطورات الاحداث عالميا وتأثيرها علي دول المنطقة. ورغم كل المحاولات التي قامت بها واشنطن وفلول الارهاب الشاردة في قطر وتركيا وبريطانيا والعديد من الدول الاوروبية فان موقف مصر العربي ظل ثابتا واكد الرئيس مرارا وتكرارا ان الامن القومي المصري يمتد ليشمل الامن العربي كله وخاصة دول الخليج العربية التي تمثل هدفا لأطماع الغرب. زيارة موسكو تأتي في ظل تطورات متلاحقة تريد اعادة قواعد اللعبة الدولية لمصلحة الغرب وهي السياسة التي ترفضها مصر والتي يحاول الرئيس جاهدا أن يجعلها جزءا فاعلا في المعادلة الجديدة من خلال شبكة قوية من المصالح المشتركة مع روسيا والصين مرورا بالاتحاد الاوروبي وكل القارة الافريقية.