حناطير أسوان تنتظر «لفة» أو مشوار للأهالى أو نزهة مع سائح «لفة ياباشا، جولة يا آنسة، مشوار ياهانم ».. بهذه العبارات كان يحاول أصحاب الحناطير بمحافظة أسوان جذب الزبائن لأخذ جولة علي الكورنيش طوال فترات النهار وبعد غروب الشمس. وبرغم انتهاء موسم الإمتحانات، وبدء توافد الأهالي علي الحدائق العامة والمنتزهات في اجازة الصيف إلا أن الحال بالنسبة للحناطير كان غير متوقع، حيث توقف العمل وجلس السائقون طوال النهار جالسين بجوار حناطيرهم بحثاً عن أي زبون مصري أو أجنبي. يقول أحمد محمدي سائق حنطور: « قديماً كان سوق العمل ينتعش خلال الاجازات ، فتبدأ الأسر في التجول علي الكورنيش بالحناطير، وخلال اليوم نكون قد نقلنا نحو 7 أو8 أسر، ناهيك عن السياح حيث كانت جولة الحنطور من الأساسيات خلال رحلتهم بأسوان، أما الآن فلا نجد أي زبون طوال اليوم ». وأشار زملاؤه من أصحاب الحناطير الي أنهم يتوافدون يومياً علي كورنيش النيل من السابعة صباحاً لتجهيز الحناطير وإطعام الأحصنة، وكما يؤكد نادر عبد الصمد فهو لايعمل في اي مهنة أخري سوي الحنطور، حاول عقب الثورة البحث عن عمل بديل ولكنه فشل. ويضيف نادر قائلاً « كل يوم نقف هنا بحثاً عن زبون، وهذة الوقفة تكلفنا مبالغ من مأكل ومشرب للاحصنة، مع مصاريف غذائنا والذي نتناوله معاً علي البحر يومياً، وكل ذلك دون مقابل بنهاية اليوم». اما شعلان عبده فيوضح أن الحناطير بأسوان أصبحت بلا قيمة خاصة مع ندرة وجود السياح خلال الأعوام الأخيرة، وشكا قائلاً « الشركات السياحية لا تسمح للسياح بالنزول للشارع والتجول، بل تنقله عن طريق الباصات من الفنادق إلي المعابد والمناطق السياحية، مما يعني قطع أرزاقنا». ووافقه الرأي محمد شعيب مشيراً أن هناك زيادة في عدد السياح الآسيويين خلال الفترة الاخيرة مع توفير طائرات الشارتر لمطار أسوان، إلا أنها بلا جدوي بالنسبة لهم، فالشركات لا تسمح لهذه الأفواج بالتجول الحر داخل المدينة . ويضيف شعيب قائلاً:« والله فلسنا» مشيراً أنهم لا يجدون مصدر رزق بديلاً عن هذة المهنة، التي توارثوها عن اجدادهم، وأن مظهر الحناطير وهي مركونة طوال اليوم شيء جديد علي محافظة أسوان التي كانت تعج بالحناطير علي طول الكورنيش. وناشد أصحاب الحناطير المسئولين بضرورة وضع حلول لهذه الأزمات، أو التنسيق مع الشركات للسماح للسائح بجولة حرة كما كان يحدث طوال العقود السابقة، وأكد إسماعيل شوقي أن كورنيش النيل قديماً لم يكن به إلا السياح أما الآن فهم حبيسو الفنادق، والأهالي لا تجد من تسترزق منه. أسوان - أميرة شعبان