مسلسل حوادث السيارات وغرق العبارات والمراكب في مصر لن ينتهي طالما كان هناك مسئول فاسد وموظف مرتش يغض البصر عن مخالفات تجري علي البر والبحر تخرج لسانها للجميع لاطمئنان اصحابها إلي نفوذ وجبروت وقوة « الجنيه والكارنيه «.. حادث غرق مركب الوراق لم يكن الأول ولن يكون الأخير طالما تدار الأمور بالفهلوة وطالما ظل المحافظون والمسئولون داخل مكاتبهم الوثيرة لا يعلمون شيئا عما يحدث من حولهم وأبراج القاهرة والجيزة والمحافظات التي تم بناؤها في جنح الليل خير شاهد علي الفساد الذي لازال ينخر في المحليات وغيرها من الإدارات. التاريخ يسجل أن المصريين كانوا طعاما شهيا للأسماك لمجرد أنهم استقلوا مراكب ومعديات وعبارات متهالكة تحمل الموت بين جنباتها لا يوجد بها أدني مقومات النجاة..غرقت بهم بنفس السيناريو وبنفس الأسباب مما يؤكد أن إزهاق أرواح الناس أصبح مشهدا روتينيا لا يسترعي انتباه السادة المسئولين أكثر من ساعات قليلة تشكل فيها اللجان وتقوم الدنيا ثم نغط في سبات عميق حتي نستيقظ علي كارثة جديدة لنعيد الكرة من جديد. السجل الدامي لحوادث غرق المراكب والعبارات في النهر والبحر متخم بالعديد من الحوادث لعل أهمها احتراق سفينة حجاج بالغردقة راح ضحيتها 100 وتكرر نفس السيناريو في نهر النيل بعد أن شبت النار فيها ما أدي إلي وفاة 357 وغرق العبارة «سالم اكسبريس» التي راح ضحيتها 464 والعبارة «السلام98» التي راح ضحيتها 1300. إن مشهد أهالي ضحايا حادث مركب الوراق وهم متراصون علي شاطيء النيل ينتظرون انتشال جثث أبنائهم يدمي القلوب لكنه لم ولن يحرك ضمائر ماتت وسمحت لمركب أن يسير بدون ترخيص وبدون أطواق نجاة.. لم يحرك مشاعر غضت البصر عن قطع بحرية احتلت مجري النيل تنبعث منها أصوات الأغاني والرقص طوال الليل لتصم الآذان لكن الذي لم يسمعها من أصمتت الجنيهات سمعه فغض البصر عن مخالفات بالجملة رافعا شعار «اطعم الفم تستحي العين». ضحايا مركب الوراق الغارق وبينهم نساء وأطفال بأي ذنب قتلوا ؟ ومن المسئول عن ضياعهم في غمضة عين ؟ اعتقد أن كل المسئولين عن النيل والمراكب العابرة فيه هم القتلة الحقيقيون لأنهم سمحوا للمركب أن يعبر بهؤلاء الضحايا إلي الآخرة وأن يجعل من قاع النيل مأوي لهم وكل جريمتهم أنهم أرادوا النزهة والخروج من حرارة الجو الخانقة وقطعوا تذكرة ثمنها 15 جنيها للعبور إلي الآخرة.. رحم الله ضحايا حادث مركب الوراق وأتمني أن يلقي كل المسئولين عن الكارثة الجزاء الرادع قبل صاحب اللنش حتي لا تتكرر.. أما إذا ما تمت معالجة الحادث مثل سابقيه فانتظروا كارثة جديدة !