لا توجد دولة في العالم في جمال تقاليد المصريين بشهر رمضان، حيث علمت العالم معني جمال الفانوس والياميش والزينة في الشوارع.. جمهورية أوغندا التي تشتهر بالبحيرات العظمي وتتميز بوجود منابع نهر النيل بها ويطلق عليها لؤلؤة افريقيا. تقع مباشرة علي خط الاستواء فيتساوي فيها طول الليل والنهار طوال ايام العام ولا يتغير فيها عدد ساعات الصوم عاما عن الاخر ويثبت فيها دائما موعدا الافطار والسحور بسبب موقعها الجغرافي فيصوم المسلمون فيها اثنتي عشرة ساعة يوميا، ويمثلون نسبة 12.1٪ من اجمالي عدد السكان. يتميز شهر رمضان عن غيره من الاشهر ان كل حاكم تولي البلاد ترك بصمة مميزة ويعد السلطان أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية أول من أقام مائدة الرحمن التي كانت وقتها للعطف علي الفقراء ممن لا يجيدون طعاما للافطار، وكان الدافع حينها اقامة حفل افطار دعا اليه الاعيان وكبار رجال الدولة والتجار وعندما وصل المدعوون الي الحفل فوجئوا بوجود عدد كبير من الفقراء جاءوا بدعوة من الحاكم لمشاركتهم الافطار، وفي ذلك اليوم أبلغهم ابن طولون ان المائدة ستستمر طوال ايام شهر رمضان لاستقبال الفقراء والمساكين وعابري السبيل وطالب الاعيان وكبار التجار بالاقتداء به ومنذ ذلك الحين اصبحت موائد الرحمن أحد معالم رمضان في مصر والامة العربية والاسلامية. لكل مسلم مهما كانت مكانته الاجتماعية عادات وتقاليد تظهر مع الليلة الاولي من الشهر الكريم. ومن العادات الرمضانية لرؤساء مصر في رمضان محمد نجيب كان يفضل المحشي بكل أنواعه في طعامه إلي جانب موزة اللحوم كما كان يفضل المشي بعد تناول الطعام . الرئيس جمال عبدالناصر الذي يمتاز ببساطته في حياته كان يميل الي الوجبات الخفيفة ففي افطار رمضان كان يتناول الخضار مع قطع اللحم الصغيرة وفي السحور كان يفضل الفول المدمس والزبادي وفي غير رمضان لم يكن يفارقه الجبن الابيض والخبز الناشف والجرجير.. أما الرئيس السادات فكان يقضي الشهر الكريم بين القاهرة ومسقط رأسه في ميت أبوالكوم ويقضي معظم يومه في بقراءة القرآن وكان حريصا علي الاستماع للشيخ سيد النقشبندي في ميت أبوالكوم مساء كل الليالي القمرية بالشهر الكريم. وكان يتناول الطعام البسيط المسلوق مع الموزة البتلو. وكان يقيم في كل رمضان مائدة افطار كبري في استراحته بالمعمورة لجميع القيادات السياسية وبعد الافطار يتنقل بين موائدهم ويتسامر معهم ويتبادل معهم الحلول لمشاكل البلاد. وفي ليلة القدر يقيم مائدة افطار لاخوته واخواته وابنائهم ويمتد لقاؤه معهم حتي صلاة الفجر.. وكان يقضي الاسبوع الاخير من رمضان في وادي الراحة بسيناء معتكفا متعبدا قارئا للقرآن.. وكان حسني مبارك يفضل تناول الكافيار والجمبري بالصوص وكان المطبخ الرئاسي يقدم له صدور الحمام مع الخس وكانت من وصفات طبيبه الخاص، ورمضان هو الشهر الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم قال تعالي «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس» ومعناه لغويا الحر الشديد أو الصخب أو الشدة وسمي بهذا الاسم عام 412 قبل الميلاد وكذلك لانه غالبا ما يصادف زمن الرمضاء الذي يشتد فيه الحر بجزيرة العرب أولانه يرمض الذنوب أي يغسلها بأعمال الصائمين الصالحة وقالوا مأخوذ من «الرميض» وهو السحاب والمطر آخر الصيف وأول الخريف وسمي رميضا لانه يدرأ سخونة الشمس ويغسل الابدان من الاثام. خمس دول يتميز قضاء شهر رمضان فيها بمزايا ولا أجمل ولا اروع تجعلها مثالية لقضاء الصوم فيها ولاسباب مختلفة وهي مصر والسعودية وتركيا وأندونيسيا والارجنتين ففي اندونيسيا تتمتع بالمظاهر الاسلامية والتراحم والتسامح درجة الحرارة هناك معتدلة. تنتشر الاشجار والمعالم الطبيعية الجميلة تجعل من الصيام فريضة ممتعة وفرصة للتأمل في جمال خلق الله. لذا يكون الصوم فيها متعة ولرمضان بها شكل مختلف، وفي السعودية رمضان شهر العبادة ولا يوجد مكان في العالم للتعبد في رمضان أجمل من الحرمين المكي والنبوي حيث تكون الصلاة بالف صلاة ويضاعف الله لمن يشاء ويكون للعمرة مذاق آخر وطمع أكبر في الثواب.. وفي الارجنتين تسع ساعات فقط هي مدة الصيام في رمضان الحالي وهو الصيام الاسهل والاكثر يسرا حول العالم. وفي تركيا تكثر المعالم الاسلامية والمزارات القديمة وحلقات الذكر والتصوف والمساجد والعمارة الاسلامية تضفي اجواء رمضانية جميلة تناسب الصائمين.