كانوا يعرفون بلاشك أن مبني القنصلية الإيطالية مهجور ولا أحد يعمل به، وأن اليوم «حتي لو كان به أحد يعمل» هو يوم إجازة.. ومع ذلك ذهبوا بنصف طن من المتفجرات لكي يقولوا انهم مازالوا موجودين، ولكي تتابع وسائل الإعلام ما حدث، ولكي يظهروا صورة باطلة بأن «الدواعش» يستطيعون نشر الدمار في قلب القاهرة!! ما أحقرهم!! يعرفون أن انفجارا بهذا العنف لابد أن يؤثر في مساكن الغلابة الذين يقطنون المنطقة، ولولا لطف الله لكانت منازل عدة قد تهدمت وأرواح عديدة قد أزهقت بفعل هؤلاء الأوباش الذين يدعون أنهم بذلك- يجاهدون من أجل الإسلام!! ما أحقرهم..!! يبيعون أنفسهم لأعداء الوطن، لا يؤرقهم أن ينشروا الدمار، أو يقتلوا الأبرياء، أو ينتزعوا لقمة العيش من الغلابة، أو يغتالوا فرحة المسلمين الحقيقيين برمضان، وأن ينالوا من أحلام المصريين جميعا في غد أفضل بإذن الله، رغم هذا الارهاب الأسود ومن يدعمونه في الداخل والخارج. ما أحقرهم..! تكفي قصة الشهيد ربيع لكي تكشف مدي الانحطاط الذي وصلت اليه هذه الجماعات التي رضعت جميعها لبن الارهاب من صدر جماعة «الاخوان» وفكرها الارهابي، ونهجها الذي يكفر الناس جميعا.. حتي ولو كانوا مثل الشهيد ربيع الذي نعرف أن حذاءه أشرف ألف مرة من هؤلاء الكفار الذين فجروه بالديناميت بدعوي الدفاع عن الاسلام!! لم يفعل ربيع شيئا إلا ما أمره به دينه، وما فرضه عليه واقعه كمواطن فقير وشريف، خرج في الصباح الباكر يحمل بضاعته المتواضعة ليعرضها علي رصيف مجاور بحثا عن لقمة عيش نظيفة في زمن يلوثه هذا الارهاب الحقير، وتقسو فيه الأوضاع علي الفقراء بعد اربعين عاما من السياسات الفاسدة سواء من الناهبين للمال العام أو المتاجرين بالدين الخائنين للوطن. مر ربيع بجانب السيارة الملغومة التي تركها «الأشاوس!!» المنحطين بجوار مبني القنصلية المهجور. انفجرت السيارة واستشهد ربيع بغض النظر عن أخويه المجندين وعائلته الفقيرة، هناك الملايين التي ستأخذ بثأره وبثأر كل الشهداء. ماأحقرهم..!! يضيفون لنا عبئا ليس سهلا، أن نكظم غضب الملايين حتي لا تأخذ الثأر بيدها، وحتي تترك للقانون وحده القصاص العادل من هؤلاء الذين يعرفون دينا ولا يؤمنون بوطن، والذين يعتبرون اغتيال ربيع نصرا لهم واعزازا للاسلام. ما أحقرهم.. حذاء ربيع «وأي ربيع» أشرف من جماعاتهم المنحطة وخلافتهم المزعومة، الرحمة له ولكل الشهداء بدمائهم الطاهرة يكتبون النهاية لأحط البشر من إخوان الارهاب!!