مما لا شك فيه ان وسائل الاعلام الإخبارية الكبري تواجه تحديات جسيمة تهدد مستقبلها وقدرتها علي الاستمرار والبقاء في عصر يسود فيه التقدم التكنولوجي والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الالكترونية الإخبارية. وقد صدر مؤخرا التقرير السنوي لمعهد رويترز للأخبار حول المتغيرات في سلوك وعادات الاستهلاك الإعلامي في جميع انحاء العالم. وهذا التقرير هو مسح سنوي يرصد التحول في وسائل الاعلام وقد شمل المسح الذي بني عليه التقرير 12 دولة متقدمة تكنولوجيا وهي فنلندا، الدنمارك، المملكة المتحدة، المانيا، فرنسا، اسبانيا، إيطاليا، ايرلندا، الولاياتالمتحدة، اليابان، البرازيل واستراليا. ويحمل التقرير في طياته اخبارا سيئة بالنسبة لوسائل الاعلام التقليدية التي تعتمد علي دخل الإعلانات نظرا لشراسة المعركة المحتدمة بين الإعلام القديم والإعلام الجديد وتنامي موجة المحتوي الرقمي في ظل الثورة التكنولوجية والتطور المستمر الذي يجتاح وسائل التواصل الاجتماعي وقطاع الاتصالات. لقد اصبحت الاخبار تصلنا ببلاش ودون مجهود عبر وسائل اخري غير الصحف المعتادة او الأخبار التي تبثها الإذاعة او التليفزيون كل ساعة، بل تأتينا الاخبار علي هواتفنا المحمولة وعلي مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» في توقيت اقرب إلي الوقت الحقيقي لحدوثها. ونظرا لأهمية هذا التحول في مجال الصحف والإعلان لكل من يهمهم الامر وما لذلك من تداعيات علي الاعمال التجارية للصحافة، انقل لكم اليوم اهم ما جاء في هذا التقرير. حسب استنتاجات التقرير، فإن الناس تستهلك الكثير من الأخبار. ولكنها ليست قادمة من الأماكن المعتادة، والغالبية العظمي من المستخدمين لا تدفع ثمن ذلك، والأكثر يقولون انهم ربما لن يدفعوا أبدا. هذا أمر عظيم إذا كنت ترغب في نشر الأخبار والصحافة، ولكن ربما ليس كذلك إذا كنت احدي وسائل الإعلام التي تحاول بناء أعمال مستدامة حول الاخبار. وتقول رويترز ان استخدام الهاتف المحمول للحصول علي الأخبار في تزايد مستمر وان مواقع التواصل الاجتماعي مستمرة في اخذ مكان كل مصدر آخر للحصول علي الأخبار، وخاصة بالنسبة لجيل الألفية للمستخدمين وهذا يشمل التليفزيون حيث ان حوالي 60٪ من المستخدمين الأصغر سنا يقولون انهم يحصلون علي الأخبار علي الإنترنت (بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي) مقارنة مع أقل من 30٪ يقولون انهم يحصلون علي أخبارهم في المقام الأول من التليفزيون. وليس من المستغرب حسب التقرير أن يكون الفيسبوك هو المصدر رقم واحد للأخبار الاجتماعية بالنسبة لمعظم المستخدمين، ولكن من المدهش ان التقرير قد ذكر ان يوتيوب هو الان الوجهة رقم اثنين للحصول علي الأخبار الاجتماعية، بينما يأتي تويتر في الترتيب الثالث.و علي الرغم من تأكيد أعداد كبيرة من المستخدمين علي حصولهم علي الاخبار من خلال الفيسبوك، مع ذلك يشير تقرير رويترز إلي أنهم حصلوا علي الاخبار صدفة وهم يفعلون شيئا اخر وهذا عكس ما يحدث علي شبكة مثل تويتر، حيث يتنقل المستخدمون بنشاط للعثور علي الأخبار. فكما ذكر التقرير: «نحن نبحث عن الأخبار علي تويتر ولكن نصطدم بها علي الفيسبوك.» لم يحمل تقرير رويترز انباء سارة لمن لديهم جدار مانع حول الأخبار الخاصة بهم ويفكرون في تحصيل اشتراكات حيث ذكر التقرير إن نسبة من هم علي استعداد للدفع ما زالت صغيرة، وأنها ليست في زيادة. فقد قال 67٪ ممن شملهم الاستطلاع في الولاياتالمتحدة انهم لن يدفعوا أبدا للحصول علي الأخبار بغض النظر عن السعر وايدهم في ذلك 75٪ في المملكة المتحدة. ان استخدام الهاتف المحمول للحصول علي الاخبار في تزايد مستمر مما يضطر وسائل الاعلام التقليدية إلي الكفاح كفاحا مريرا في سبيل تحقيق الحد الادني من الأرباح لذلك فان معظم وسائل الإعلام تجد نفسها مضطرة إلي استخدام الإعلان لدعم الصحافة الخاصة بهم. ولكن يشير التقرير إلي ان هناك صعوبة في جني أرباح من المحتوي علي الأجهزة المحمولة كما يشير ايضا إلي بروز تكنولوجيات منع الإعلانات علي المواقع مما يعني ان العديد من شركات الاخبار الكبري سوف تجد صعوبة متزايدة في الحصول علي المال.