أصبح التنافس الشديد بين المشروعات الخيرية في الشهر الكريم علي كعكة الزكاة والتبرعات ظاهرة مثيرة للغثيان وينفق عليها مبالغ ضخمة للاعلانات بإلحاح سمج علي جميع القنوات، فالجمعيات الخيرية تستخدم مبدأ ميكيافيللي(الغاية تبرر الوسيلة) فلا مانع من استخدام طفلة مصابة بحروق وتشوهات في وجهها وعرض هذا المشهد المؤلم سواء للطفلة أو للمشاهد لطلب تبرعات لعلاج الحروق مع نصيحة للاطفال بعدم اللعب بالنار، أوليس هذا انتهاكا لطفولتها واضافة جراح جديدة لمشاعرها بعد ان رأت تهرب باقي الاطفال منها لأن وجهها مشوه ؟! من تصور ان هذه الصورة البشعة تصلح للعرض سواء في رمضان أو غيره..وتستمر إعلانات مستشفي 57357 للتوسع في مستشفي سرطان الاطفال ويعرضون مشاهد لأطفال مرضي وقد سقطت شعورهم نتيجة للعلاج الكيميائي مع استغلال زيارات المشاهير للترويج لجمع التبرعات وينافسها مستشفي الاورام الجديد الذي يدعون انه أكبر مستشفي في العالم لعلاج الأورام مع ان الصورة تظهر انه مجرد ماكيت لم يبن بعد ! وكلما تزايدت اعلانات علاج الاورام وألحت ألح معها سؤال منطقي هو :لماذا ازداد عدد المصابين بالاورام السرطانية خاصة بين الاطفال في السنوات الأخيرة ؟ وبدلا من الفخر بالعلاج المجاني للمرض فالأولي ان يجتهد العلماء لحماية الأطفال من هذا المرض العضال الجديد علي مجتمعنا وهو ناتج عن التلوث الغذائي والمائي والهوائي أيضا في مجتمع تعمه الفوضي وتغيب الرقابة الحكومية والمجتمعية علي مسببات المرض، ربما كان مركز الدكتور مجدي يعقوب لجراحة القلب بأسوان هو اكثر الجهات اعتدالا واستحقاقا للتبرع، ويدخل سباق رمضان الجمعيات الخيرية التي تستخدم اعلانات التسول وتخاطب فاعلي الخير ليدفعوا زكاتهم وصدقاتهم لزراعة الكبد او معاونة الفقراء وإطعامهم..وكأن كل جهة تجذب المواطن من جيبه لينفق لديها بل لدي كل منها مندوبون يصل للبيت ليتسلم المال حتي لا يتحمل المتبرع أي مشقة..أتمني ان تملك تلك الجمعيات الخيرية شجاعة الاعلان عن حجم التبرعات التي حصلت عليها وعلي ما انفقته علي الاعلانات وعلي الاجور وعلي الانشطة الخيرية وهل تخضع هذه التبرعات لأي رقابة علي حجم الاموال التي جمعتها وأوجه انفاقها ؟ اعتقد ان من حق الشعب ان يعرف أين تذهب تبرعاته..وليتهم يكفون عن ابتزاز مشاعر الناس باسم الخير ويخففون من الإلحاح علينا لأن ما يزيد عن حده ينقلب إلي ضده !