أعيش حلما جميلا أتمني تحقيقه وانا أري احتفالا راقيا، وطنيا، فخما، وضخما يليق بالإنجاز الكبير والملحمة التي صنعها المصريون بأيديهم.. احتفال لايقل روعة عن افتتاح قناة السويس الأولي.. يليق بالمناسبة وبما حققه المصريون من إنجاز.. رغم أن الغموض يحيط بالوضع الحالي ولا نعرف كيف سيكون الاحتفال هل نكررأوبرا عايدة هل يحضرملوك وعظماء العالم لماذا لم يتم اعلان تفاصيل الاحتفال.. هل هو مشروع سري ؟!.. الانجاز أكبر وأضخم من أي مشروع تم تحقيقه فنحن نعيش حدثا تاريخيا بكل معني الكلمة..معجزة تحدث علي أرض الوطن، ملحمة نعيشها، لكننا لانستطيع تسويقها لامحليا ولا عالميا..لقد دخلت أعمال الحفر في القناة موسوعة جينيس العالمية بعد أن حققت 3 ارقام قياسية، برفع 1.73 مليون متر مكعب كأعلي معدل يومي يوم 31 مايوالماضي وأكبر معدل شهري وصل إلي 46.289 مليون متر مكعب في خلال شهر مايو الماضي، وأكبر معدل تكريكي بإزالة 230 ألف متر مكعب يوم 6 إبريل، ويكفي انها انتهت في عام واحد، وهي معجزة بكل المقاييس وإنجاز ضخم وعمل بطولي، لكنه لم يصل إلي أحد لا في الداخل ولا في الخارج فلدينا دائما فجوة إعلامية كبيرة لا نستطيع أن نسوق الأعمال العظيمة للشعب المصري..وفاقد الشيء لايعطيه فاذا لم نصل للمواطن بشكل جيد فهل نستطيع أن نصل للمستثمر وأن نسوق عالميا.. الجهد واضح والعمل رائع ولكن الاعلام غير موجود.. ؟ تعالوا نستعيد ذكريات حفل الافتتاح الاول للقناة وخاصة العمل الأهم الذي ارتبط بها وهو أوبرا عايدة والذي كتب له الخلود حتي الآن قرابة قرن ونصف من الزمان..وكيف تم تسويقها اعلاميا رغم بدائية وسائل الاتصال وعدم وجود ثورة الانترنت التي نعيشها والتي جعلت العالم قرية صغيرة. نحلم بحفل مبهر يواكب افتتاح القناة الجديدة.. فإذا كانت القناة الجديدة تعلن للعالم قوة مصروتمكنها من استغلال مواردها، فيجب ان نعلن للعالم ايضا أن مصرمازالت لها الريادة والحضارة والثقافة والفن.. فهو تاريخ جديد صنعه المصريون بأيديهم وبالحب والانتماء والوطنية بدون سخرة ولا اجبار. عام 1869 كانت البداية قوية ومشرفة بافتتاح عمل عظيم شهده عظماء العالم وشهدوا له، تم استخدام خمسمائة طاه وألف خادم من ترستا وجنوه وليفرنوومرسيليا ليكونوا في خدمة الضيوف، الذين وصل عددهم إلي ستة آلاف مدعو.. علي رأسهم الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا، وفرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا وملك المجروفرديك ويلهم ولي عهد التاج البروسياغي وقرينته كريمة ملك إنجلترا وهنري ولي عهد هولندا وابنته. و يوم 15أكتوبر بدأ المدعون يتوافدون إلي بورسعيد مقر الاحتفال، والتي ضاقت بهم أرجاؤها مثلما وصفها أحمد شفيق باشا في كتابه قناة السويس مفخرة القرن التاسع عشر..وطلب إسماعيل من مديري الأقاليم أن يرسل كل منهم جماعة من الأهالي بنسائهم وأطفالهم وأدواتهم البيتية وركوبهم، فانتشرالاهالي علي طول القناة بعاداتهم وتقاليدهم.. تعبيرا عن جميع طوائف الشعب المصري. كانت السفن في القناة تأتي من جميع أنحاء العالم وبها الضيوف، وانتشرت علي ضفاف القناة الجيوش المصرية بخيامها ومعداتها للحفاظ علي نظام الاحتفال وما كادت المدافع تسكت لحظة حتي تعود مرة أخري إلي الدوي وتتضاعف عدد طلقاتها وجاوبتها مدافع البر حتي ارتجت الأرض واضطرب الماء من دوي الصوت وإذا بجمع من السفن يظهر في الأفق ويتقدم بجلال نحو المرفأ في مقدمته اليخت» ليجل» وبه الإمبراطورة أوجيني. تنظيم الحفل بدأ بحفلة دينية ظهر يوم 16نوفمبر، وأقيمت ثلاث منصات خشبية كبيرة علي شاطئ البحركسيت بالحرير والديباج وزينت بالأعلام وفرشت أرضها بالسجاد الثمين ونشرت فيها الرياحين والورود وصفت الكراسي صفا صفا، فأعد أحدها للضيوف، وخصص الثاني للعلماء المسلمين، والثالث لأحبار الدين المسيح.. ونصب علي الشاطئ الأسيوي خيالة بورسعيد وعلي الشاطئ الإفريقي المظلات البديعة للجماهير المدعوين. ووقفت السفن بالمرفأ علي شكل قوس بديع المنظروكان عددهم يفوق الثمانين بجانب خمسين حربية منها ست مصرية ومثلها فرنسية واثنتا عشرة إنجليزية وسبع نمساوية وخمس ألمانية وواحدة روسية وواحدة دنماركية واثنتان هولنديتان واثنان أسبانيتان.. الحفل حضره أعظم موسييقين وفنانيين العالم وكان مهرجانا فنيا ضخما وشهد لأول مرة أوبرا عايدة التي أعدت خصيصا للاحتفال بافتتاح القناة. أعيش منذ الان أجواء احتفال رهيب يليق بمعجزة حققها المصريون في أقل من عام وأتمني ان نعلن التفاصيل ونبدأ الاستعدادات منذ الآن..