معركتنا ضد الإرهاب نحسمها علي أرضنا، وبجهود أبنائنا. موقف العالم من ثورتنا نحن الذين نصنعه بالاستقرار والبناء من النجاح في التصدي للمؤامرات. وشهد السياح الأجانب في معبد الكرنك في اليوم التالي لفشل المحاولة الإرهابية الحقيرة أفضل من مائة حملة دعاية، وأشد فاعلية من كل حملات المهووسين بكراهية مصر وحملاتهم المدعومة بأموال نعرف مصدرها وندرك أهدافها ونعرف ان الله سينصرنا علي كل ذلك. الحملة التي حاولت حصارنا بعد 30 يونيو لم يكن مصدرها الجهل بما يجري في مصر، بل كان العداء لإرادة الشعب التي أسقطت فاشية الإخوان وأحبطت المؤامرة علينا. المشهد في المنطقة يقول إن عقيدة أعدائنا لم تتغير. لكن صمودنا في المعركة وجديتنا في التعامل معها وتمسكنا بارادتنا المستقلة.. هذا هو ما جعل البعض من أعداء مصر يتخذون خطوة إلي الوراء.. حتي وإن كان «اللي في القلب.. في القلب»!! عناية الله كانت معنا في حادث الكرنك. لكن المشهد أيضا لابد أن يكون في بؤرة اهتمامنا جميعا، وأن نستخلص منه الدروس والعبر وفي مقدمتها: ان ضرباتنا الناجحة للإرهاب قد أثمرت، لكنه لن يستسلم بسهولة. بل - علي العكس - علينا أن نتوقع من اخوان الإرهاب كل ما هو حقير ومنحط قبل سقوطهم الأخير. إن أجمل ما في مشهد التصدي للمحاولة الإرهابية هو هذا التكامل الرائع بين أداء رجال الشرطة والمواطنين بعد نجاح الإرهابيين في التسلل وقبل قيامهم بجريمتهم. السائق الشجاع الذي أبلغ بشكوكه. والسائق الآخر الذي ألقي بجسده ودون سلاح علي الإرهابي الحقير المدجج بالسلاح الآلي والقنابل. ثم التعامل السريع من رجال الشرطة الذي حسم الموقف في لحظات. لكن ذلك كله لا ينسينا الثغرة التي كاد الإرهابيون أن يستغلوها في جريمتهم. وهنا لا مكان للتسامح - ولا بديل عن الحساب. والأهم أن يكون اليقين كاملا بأنه لا مجال لوجود ثغرة في حرب بهذا الحجم - ومع عدو بهذا الانحطاط. ويبقي دائما أن نتوقع من عدونا الأسوأ، وأن نقاومه بتفجير أروع ما فينا من قيم الانسانية والوطنية والوحدة بين كل المصريين في لحظات الخطر. نعم.. نختلف في الرؤي والسياسات ولكننا لا نجعل خلافاتنا تفرق الصف الذي ينبغي أن يظل موحدا وصامدا في وجه الإرهاب الفاشي والفساد الذي يريد أن يعود بنفوذه القديم ومن يدعمون هذا وذاك حتي لا نقود مصر للقيام بدورها في المنطقة، وحتي تمضي مؤامرة اعادة تقسيم الوطن العربي في طريقها، وحتي لا يكون قرارنا بأيدينا كما كان في كل عهد تحققت فيه النهضة وسارت مصر علي طريق التقدم. أرجو أن نركز الكاميرا (كما يقولون) علي المشهد كاملا في الكرنك. لندرك أن معركتنا مع الإرهاب طويلة، وان انتصارنا فيها حتمي. وأن طريقنا للانتصار أن تكون المعركة شاملة. أن يدخلها الكادحون للدفاع عن لقمة عيشهم ويدخلها الشباب لحماية مستقبلهم. ويتوافق فيها الجميع علي أن الوطن ينتصر حين يتحصن بالعدل والحرية، فتتوحد الصفوف في معركة المصير.