بالدموع والعناق استقبل العاملون في التليفزيون الحكومي اليوناني عودته للبث أمس للمرة الأولي منذ إغلاقه قبل عامين بموجب واحد من أقسي إجراءات التقشف الحكومية. وكان رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس قد وصف إغلاق التليفزيون «بجرح كبير» وجعل إعادة تشغيله من أهم أولوياته ووصف حزبه سيريزا إعادة البث بأنه «انتصار عظيم للديمقراطية». جاء ذلك في الوقت الذي يكثف فيه تسيبراس جهوده الدبلوماسية من أجل التوصل لاتفاق حول أزمة ديون اليونان وذلك علي هامش مشاركته في قمة الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي في العاصمة البلجيكية بروكسل. ويعقد تسيبراس اجتماعا جديدا مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر غداة اجتماع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند اتفقوا خلالها علي تكثيف الجهود من أجل التوصل لاتفاق بين اليونان والجهات الدائنة. لكن قرارا أصدره القضاء اليوناني بإلغاء التخفيضات في معاشات التقاعد التي أقرت عام 2012 قد يعقد المفاوضات خاصة أنه سيكلف الدولة ما بين 1،2 و1،5 مليار يورو سنويا. وشددت وكالة ستاندارد اند بورز للتصنيف الائتماني الضغط علي أثينا بعدما خفضت مجددا التصنيف الديون السيادية اليونانية. وتحتاج اليونان بشكل ملح إلي دفعة قدرها 7،2 مليارات يورو لسداد مستحقاتها المالية قبل 30 يونيو وحتي لا تواجه شبح الإفلاس. من جهة أخري اعتصم عدد من المحتجين في مقر وزارة المالية وسط العاصمة اليونانية أثينا في احتجاج ضد الحكومة اليسارية الراديكالية التي يتهمونها بالتخطيط لفرض إجراءات تقشفية جديدة.