نادرا ما تحدث ولكنها حدثت، فقد انهي قداسة البابا تواضروس الثاني بطريرك الاقباط الارثوذكس عظة مساء أول أمس ثم اضطر لالغائها ومغادرة الكاتدرائية للمقر البابوي، وجاء ذلك اثر تظاهر عشرات الاقباط في الكاتدرائية اثناء العظة ومطالبتهم بالسماح بالزواج الثاني واثار ذلك الكثيرين وخاصة بعد قيام عدد منهم حسب بيان للكنيسة أمس باثارة الشغب ورفع الاصوات بصورة لا تليق باحترام الكنيسة كبيت للعبادة ورغم محاولة بعض الاباء احتواء الموقف والعمل علي تهدئتهم الا انهم تمادوا في هذا الهياج مما جعل قداسة البابا ينهي عظته. البداية كانت مع توافد عشرات من المطالبين بتعديل لائحة الأحوال الشخصية والزواج المدني للكاتدرائية بالعباسية تزامنا مع العظة الأسبوعية للبابا تواضروس واثناء تلاوة الترانيم والتراتيل تمهيدا لبدء العظة تعالي صوتهم بالهتاف في محاولة لإفسادها فارسل البابا أحد القساوسة لتهدئتهم ومراعاة حرمة الكنيسة الا انهم استمروا في تجاوزاتهم. وفيما يبدي الأنبا مرقس اسقف شبرا الخيمة وتوابعها علي الامر ضيقه مما حدثه يقول: أتوقع ان يستجيبوا لمطالبة الاباء الكهنة لهم بالانصراف وبحث المشكلة بعد العظة او في وقت اخر الا انهم تمادوا وهو أمر لا يليق وليس هذا أسلوب تعامل الابناء مع ابيهم وليس بمثل هذه المظاهرات تستقيم الامور مشيرا إلي ان قانون الاحوال الشخصية للاقباط سيحل الكثير من هذه المشاكل، كما أكد أن الحل في بحث كل مشكلة علي حده مع عدم الإخلال بتعاليم الكتاب المقدس وقوانين الكنيسة ودعا هؤلاء المتظاهرين إلي التقدم باعتذار رسمي لابيهم البابا ثم يتقدموا بطلب لدراسة حالاتهم والعمل علي حلها.. أما الدكتور القس اندريه زكي رئيس الطائفة الانجيلية فيري ان دور العبادة ليست للتظاهر سواء الديني او السياسي ولكنها للعبادة فقط وقال احترم اي مطالب لاي فئة من الناس لكن في اطار القنوات الشرعية والقوانين المنظمة وليس بالصوت العالي واقترح ان يناقش الامر في مجلس كنائس مصر الذي يضم كافة الكنائس للتوصل الي حل ويؤيد نفس الكلام الدكتور فريدي البياضي البرلماني السابق عضو المجلس الملي الانجيلي قائلا ان استخدام دور العبادة والكنيسة في الضغط لحل المشاكل ليست هي الطريقة الافضل لان ذلك يعني انتهاكا لقدسية المكان، واشار الي ان لائحة الاحوال الشخصية للاقباط انتهت الكنائس منها وتم تسليمها لوزارة العدل لتدخل الثلاجة. واكد مصدر كنسي أن لائحة الأحوال الشخصية التي قدمها الأنبا بولا للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية تشمل تنظيم المجالس الإكليريكية في الإبراشيات التي تضم الأب الأسقف واثنين من الكهنة، ومهمتها دراسة الملفات واستيفاء الأوراق وإعطاء توصيات بإعطاء تصريح الزواج الثاني من عدمه. مشيرا إلي أن البابا تواضروس الثاني طالب بسرعة إنهاء دراسة الملفات، وبحيث تتجاوز شهراً من تاريخ تقديم الأوراق والحصول علي قرار لإنهاء الإجراءات الإدارية بسرعة.