في صفحة (كنوز) بالأخبار، التي يعدها الزميل محمد شعير مقال قصير(بدون توقيع) منشور بمجلة الأثنين والدنيا في(يناير 1951) بعنوان (ياباشا.. ياباشا) تقول سطور المقال (في الأسبوع الماضي كان الدكتور طه حسين «بك» في شرف توديع جلالة الملك عقب احتفال الجمعية الجغرافية الملكية بيوبيلها الماسي.. واقترب الفاروق من طه حسين، وتناول يده مصافحا، ثم قال له : مبروك ياباشا !... وانحني طه حسين «باشا» يقبل يد العاهل الكبير، ورفعت مصر كلها رأسها إلي السماء شاكرة.. فلم يجمع المصريون من قبل علي الإعجاب برجل كما أجمعوا علي الإعجاب بطه حسين..). المقال يحكي قصة حصول طه حسين علي لقب «باشا» والذي عبرعنه الشاعر عصام الجمبلاطي (أقل منك الذي أعطيت من لقب.. فأنت أعلي من الألقاب والرتب)... لكن ما أدهشني بالمقال، كيف لطه حسين، وهو طه حسين أن ينحني ويقبل يد الملك ؟ هل هو السلوك البروتوكولي، لابد للوزراء من فعله في حضرة الملك (كان طه حسين وزير المعارف وقتها)؟.. وتساءلت: ماذا لو لم يفعلها ؟ هل هناك جريمة يعاقب عليها، اسمها عدم تقبيل يد الملك؟. لكن مقال قديم لرجاء النقاش، ينفي واقعة تقبيل يد الملك وعلي لسان طه حسين نفسه... كتب طه حسين، إلي رئيس تحرير روز اليوسف (شهد شاهدان أمام محكمة الثورة، بأني قمت مع غيري من الوزراء بتقبيل يد فاروق.. والله يشهد أني ما قبلت يد فاروق، ولا يد أبيه، ولا يد عمه السلطان حسين، ولا يد ابن عمه عباس حلمي الثاني حين كان أميرا لمصر، ولا يد ملك من الملوك الذين لقيتهم قط.. والله يشهد أني ما قمت بتقبيل يد أحد من الناس، إلا أن تكون يد أبوي، أو يد بعض شيوخنا في الأزهر، رحمهم الله). هذا هو طه حسين... وأنا طبعا أصدقه.