أحببت الشعر دون أن أدري برغم كل العلامات المبكرة التي اظهرت حبي للمسرح والسينما والتي توحي بأنني بعيد كل البعد عن الشعر وكتابة الاغنية.. وكان بعض المقربين من زوار شقة الدقي يتوقعون أن أسلك مجال التمثيل بسبب نشاطاتي في المدرسة فقد كنت رئيس فريق التمثيل والمؤلف والمخرج ويتذكر أبناء دفعتي في مدرسة نفرتيتي بالدقي في المرحله الإبتدائية عملي المسرحي الفاشل (حسنين ومحمدين) التي صورناها ڤيديو علي نفقة والدي الخاصة وهذا الشريط معي حتي الآن أخفيه عن الجميع بسبب الفضايح : بجانب بعض المشاركات ككومبارس صامت في بعض اعمال والدي مثل روايات ريا وسكينه وزقاق المدق ولكنني لم اسلك هذا الطريق برغم تقديمي لأوراق الإلتحاق بأكاديمية الفنون قسم تمثيل عام 1993 بعد حصولي علي مجموع ضعيف في الثانويه العامه 54٪ (بالغش كمان) تقدمت إلي المعهد ومعي دفعتي أحمد رزق وأحمد زاهر ومحمود عبد المغني ونجحت معهم في التصفيات الأولي (كوسه طبعاً ) ثم تغيبت في الورشة النهائية لأني لم اكن مقتنعاً بدراسة التمثيل فأنا أعشق الكتابه بكل انواعها فقط، إلتحقت بعدها بمعهد السياحة والفنادق ومازلت حتي الآن في السنة الرابعة (شايل تلات مواد بقالي 15 سنة والمصحف) : كان هناك ايضاً من يتوقع من اصدقاء والدي ان اكون ملحناً بسبب حبي للموسيقي والعزف علي الأورج وقد أهداني الراحل العظيم بليغ حمدي اورج هدية وبالطبع قمت بتخريبه بعدها بشهور ولم اقدِّر وقتها قيمة الهدية من فنان بحجم بليغ حمدي (تخلف عقلي) وقد ندمت ندماً شديداً علي عدم حفاظي علي هذه الهدية العظيمة بعد ان تحولت إلي شئ غريب موضوع بالطول في غرفتي!!! وكان هناك أيضاً من يتوقع ان اكون رسام كاريكاتير فأنا تربيت علي عشق نخبة من فناني الكاريكاتير وتابعتهم في طفولتي بنهم شديد امثال حجازي وبهجت وايهاب شاكر وطوغان ومصطفي حسين وقد كنت اقوم بتقليدهم وألقط شخصية كل فنان فيهم فأعرفه من طريقته في الرسم قبل ان اقرأ توقيعه علي رسوماته بجانب موهبة والدي في الرسم الكاريكاتيري وهي الموهبه التي اهملها ولم يستغلها جيداً بسبب انشغاله بالتأليف ولكنها بالچينات تحولت إلي ولم أستغلها أنا أيضاً.. وكان هناك من يتوقع ان اكون مخرج عرائس او محرك عرائس أو أي شئ له علاقه بمسرح العرائس بسبب مفاجأة والدي لي في عيد ميلادي ال11 أو ال 12 لا أتذكر عندما طلب من صديقه الخواجة ملاك ان يقوم بعمل مسرح عرائس خشبي يشبه الصندوق يساع شخصين أو ثلاثة وله فتحة كبيرة من الأمام مغطاة بستارة قطيفة نفتحها بيدينا عند بداية العرض، وقد نفذ الخواجه ملاك ماطلبه منه والدي واحضر نجاراً انتهي في بضع ساعات قليلة من مسرحي الخشبي واصبحت أملك مسرحاً متنقلاً علي عربة نص نقل تبدأ عروضه في غرفة نومي بشقة الدقي مع اصدقائي وأولاد الجيران.. يتركني والدي وأضع افيشات الدعاية للعروض علي باب الشقة (حالياً علي مسرح أوضتي ) مسرحية : سفروت في اعماق البحار... وكثيراً ما دعوت أصدقاء والدي المجتمعين بغرفة مكتبه للإنتقال إلي صالة العرض ( اللي هي اوضتي) ومنهم اتذكر الفنان الكبير سمير صبري الذي كان في زيارة لوالدي ودعوناه لمشاهدة عرض سفروت وكان الأمر ممتعا بسبب صغر سننا وتدفق موهبتنا.. توالت العروض في اعياد ميلاد الأصدقاء والأقارب صغار السن واذكر انني قمت انا وبعض اصدقاء الطفوله (تامر نِبُّو وشريف هاشم) بعمل عرض في إحدي الحضانات ولاقي العرض نجاحا منقطع النظير وهو ما جعل اصحاب الحضانة يقدمون لنا مكافأه قيمة عبارة عن شوب عصير لمون!! كانت المسرحيات التي نقدمها مسرحيات غنائية يقوم بتلحينها صديقي تامر نبو (nebbo) وهو بالفعل يعتبر أول شخص لحن لي في حياتي وقد بدأت ثمرة موهبتنا تترعرع وتظهر منذ ذلك الحين، انطلقت انا في طريقي منذ بداية التسعينيات حتي الآن وأخذ نبِو nebbo وقتاً طويلاً ثلاثين عاماً أو أكثر حتي يتحمس ويتلحلح وتظهر اعماله للنور وهو ما حدث مؤخراً (من تلات اسابيع تقريباً) ووضع نبو الموسيقي التصويرية لفيلم زنقة ستات لحسن الرداد. ( أخيراً.... كفااااره). سلامو عليكو.