عايشنا زمن الانتصار، وزمن الانكسار، جاء لمصر في الزمن الجميل بحثا عن العلم في أشهر جامعاتها، التحق بكلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1965م ينهل من علومها، ومن نبل علمائها فكانوا قدوته في العطاء والوفاء، صادق العديد من طلابها، عشق القاهرة وتأثر بطيب أهل مصر وكرمهم، عاش معنا فترة المد القومي الناصري والفكر الوحدوي، فتأثر بالفكر الوحدوي، وعاش معنا سنوات الانكسار، ومرارة هزيمة الخامس من يونيو 1967م، فأصبح مصري الهوي والفكر والثقافة.. إنه الشيخ سلطان بن محمد القاسمي المثقف العربي القومي المحب الوفي المتدفق في حبه لمصر. نموذج فريد للوفاء للبلد الذي تعلم فيه وعاش بين أهلها أجمل سنوات الشباب، عاش سنوات طبعت في ذاكرته أحلي الذكريات، لايزال يتذكرها باعتزاز، ويسعي من حين لآخر لأن يرد الجميل، وبحياء معهود يكرر يقول : إن ما نقدمه لمصر نقطة في بحر عطائها لأمتها العربية، ففي افتتاحه للمبني الجديد لدار الوثائق المصرية والذي تحمل كامل تكاليفه والتي بلغت 100مليون جنيه قال: إنه يحتفظ بصور قريبة إلي قلبه من شارع البحر الأعظم في منزله حبا في مصر وشعبها.. سلام يا مصر مهما غربوا بيكي أو شرقوا وأحبك يا مصر، وأن أعظم ما عرفته في مصر ليس العلم أو التراث فقط وإنما عرفت المصري الأصيل ، ، وأنه نسي أهله عندما عاش في مصر نحو خمس سنوات، وأنه خرج من مصر بعد أن طبع كل صورة من علمها ومن تراثها في قلبه، وأكد أن فضل مصر علي الخليج عامة وعلي الإمارات خاصة كبير حيث أرسلت بعثات تعليمية مصرية للخليج، ورغم الصعوبات التي تعرضت لها مصر فإنها لم تتأخر عن إرسال المدرسين إلي بلاد الخليج وهو كرم لن ينساه أهل الخليج. من هنا فإن احتفاء مصر اليوم برجل تعيش مصر بداخله لا ينسي فضلها عليه، يبادر كلما حل خطب بها للإسهام في تخفيف معاناتها خاصة الحياة الثقافية، فمكتبة كلية الزراعة بجامعة القاهرة أحد الشواهد لمبادراته، ومبني الجمعية التاريخية بمدينة نصر، وعادة ترميم المجمع العلمي المصري بعد تعرضه للاحتراق، واحتراق عدد من أمهات الكتب بادر الرجل بتبرعه بالنسخ الأصلية التي يحتفظ بها في مكتبته الخاصة من كتاب وصف مصر. إنه أحد رجالات دولة الإمارات العربية المتحدة الذين يؤكدون دوما أن قوة مصر قوة للعرب جميعا، وأن العالم العربي يتأثر صعودا وهبوطا بما يجري في مصر، وأن أمن واستقرار مصر وتقدمها ونهضتها مؤشر إيجابي لتقدم ونهضة الأمة العربية.. فشكرا لهذا الرجل الوفي ونقول له: الوفاء قيمة إنسانية وأخلاقية عظمي، ووفاؤكم الدائم لمصر يجعلكم أخا بارا وصديقا عزيزا لكل المصريين. شركة سياحية تتاجر بالحج إحدي الشركات السياحية تعلن يوميا علي شاشة التليفزيون المصري عن تنظيمها لرحلات الحج.. الإعلان متواصل يوميا منذ شهر تقريبا.. أعتقد أنها جنت الملايين من راغبي الحج حتي الآن نتيجة هذا الإعلان.. تري كم تأشيرة تحصل عليها الشركة؟ والملايين توضع بأحد البنوك وديعة مكسبها للشركة.. وربنا يستر ويسترد من لم يحالفه النصيب أمواله بعد خصم قيمة الإعلانات.