يتوجه الناخبون في بريطانيا اليوم إلي صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية الأكثر تنافسية في تاريخ البلاد حيث يصعب التكهن بهوية رئيس الوزراء القادم أو بشكل الائتلاف الحكومي في ظل التقارب الكبير بين الحزبين الرئيسيين (العمال والمحافظين) بحسب استطلاعات الرأي التي تؤكد عدم قدرة أي من الحزبين علي حسم النتيجة لصالحه والفوز بأغلبية مطلقة. ودعي أكثر من 45 مليون بريطاني لاختيار نواب برلمان خامس اقتصاد في العالم ويبلغ عددهم 650 نائبا. وبذل قادة الأحزاب والمرشحون مساعيهم الأخيرة أمس لكسب أصوات الناخبين في ظل احتمال مواجهتهم محادثات مطولة لتشكيل ائتلاف بعد انتهاء عملية الاقتراع. وتعهد رئيس الوزراء وزعيم حزب المحافظين الحاكم ديفيد كاميرون بالإبقاء علي بريطانيا «علي الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقا» وقال في خطابه الأخير إن الناخبين سيتخذون اليوم القرار الأكثر أهمية منذ 35 عاما في حين تعهد زعيم حزب العمال المعارض إد ميليباند بتشكيل «حكومة تعطي أولوية للعمال» وقال إن الخيار أمام الناخبين إما حكومة تضع الطبقة العاملة أولا أو حكومة تقف في صف القلة من ذوي الامتيازات. واعتبر نيك كليج نائب رئيس الوزراء وزعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين -الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم- أن حزبه هو الذي سيضمن تحقيق «الاستقرار والفضيلة». وعلي الرغم من أن الصراع الرئيسي في هذه الانتخابات يدور بين المحافظين والعمال فإن الصراع بين الأحزاب الأصغر -مثل الديمقراطيين الليبراليين وحزب الاستقلال (يوكيب) والحزب القومي الاسكتلندي- علي المرتبة الثالثة قد يكون عاملا محددا لشكل الائتلاف الحاكم الجديد ويبدو أن جميع الأطراف تخطط لكيفية استغلال الوضع صباح الجمعة بعد ظهور النتائج الأولية وأكدت صحيفة «تليجراف» البريطانية أن كاميرون سيعلن نفسه رئيسا للوزراء إذا حصل حزبه علي أصوات أكثر من العمال. ونفي كاميرون أمس إبرام أية صفقات انتخابية خلال حملته. وقال كاميرون إنه إذا أفضت نتائج الانتخابات إلي برلمان معلق سيكون هذا هو الوقت الذي نبحث فيه عن حلول. واتهم كاميرون منافسه الرئيسي إد ميليباند بالإعداد «لخدعة» ليصبح رئيسا للوزراء مثيرا الشكوك حول شرعية حكومة ائتلافية تجمع بين حزب العمال والحزب القومي الاسكتلندي. ومن المرجح أن يكون الحزب القومي الاسكتلندي هو المتحكم في ميزان القوي حيث أنه يتجه إلي الفوز بأكثر من 50 مقعدا من مقاعد اسكتلندا ال59 وتعهدت زعيمة الحزب نيكولا ستورجيون بمنع وصول المحافظين إلي السلطة إلا أنها حذرت من أن حزبها سيحاول فرض أجندته المناهضة للتقشف علي أية حكومة عمالية. لكن زعيم حزب العمال إد ميليباند أكد أكثر من مرة أنه لن يتحالف مع الحزب القومي الاسكتلندي واعترف للمرة الأولي بأنه قد لا يصبح رئيسا للوزراء. من جانبه أبقي زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي نيك كليج الباب مفتوحا أمام احتمال دعم أي من المحافظين أو العمال وقد يفقد الحزب نصف مقاعده في البرلمان البالغة 57 مقعدا ويكافح كليج نفسه للاحتفاظ بمقعده.