واصل قادة الأحزاب السياسية فى بريطانيا جولات انتخابية ماراثونية فى طول البلاد وعرضها من أجل تحفيز الناخبين على التصويت لهم وذلك قبل يوم من إجراء الانتخابات البرلمانية التى تشير آخر استطلاعات الرأى إلى أنها لن تسفر عن فوز أى حزب بأغلبية الأصوات. وشن رئيس الوزراء وزعيم حزب "المحافظين" ديفيد كاميرون هجوما عنيفا على احتمال التحالف بين "العمال" و"الحزب القومى الأسكتلندي" بعد الانتخابات لدعم حكومة أقلية بزعامة "العمال"، قائلا إنه "احتمال تقشعر له الأبدان". وتأتى تحذيرات كاميرون فيما شككت زعيمة الحزب القومى الاسكتلندى نيكولا ستورجيون فى "شرعية" أى حكومة مقبلة لا تضم القوميين الاسكتلنديين، ويتمتع الحزب القومى حاليا بشعبية غير مسبوقة فى اسكتلندا. وبرغم تقليل ستورجيون من فرص فوز حزبها بكل مقاعد اسكتلندا، تشير استطلاعات الرأى إلى أنه سيكتسح الانتخابات هناك، وإذا ما حدث هذا سيكون أمام "العمال" خيار صعب بين النكوص عن تعهداتهم بعدم التحالف مع القوميين الاسكتلنديين، أو عدم تشكيل حكومة أقلية بدعم منهم. وفى إشارة إلى استعداد حزبه لتشكيل ائتلاف حكومى جديد مع "المحافظين"، قال زعيم حزب "الأحرار الديمقراطيون" نيك كليج خلال جولته فى ويلز ووسط بريطانيا إن الاستفتاء على البقاء أو الخروج من الاتحاد الاوروبى ليس "خطا أحمر" للحزب، وهناك تباينات بين الحزبين حول الاستفتاء وشروطه، فبينما يريد كاميرون مناقشة إصلاحات محددة مع الاتحاد الاوروبى خلال العامين المقبلين وإجراء الاستفتاء 2017 إذا فشلت تسويات وسط، ويريد كليج أن يكون الاستفتاء مرهونا بقرارات جديدة من الاتحاد الاوروبى تعزز سلطاته على حساب السلطات الوطنية، يأتى ذلك فيما قال وزير العمل والمعاشات فى حكومة المحافظين إيان دنكان سميث إن أى صوت يذهب لحزب "استقلال بريطانيا" (يوكيب) بمثابة "رسالة انتحار" ستقضى على آمال الكثير من البريطانيين لإجراء استفتاء شعبى على البقاء أو مغادرة الاتحاد الاوروبي. وحذر زعيم حزب "العمال" إيد ميليباند الناخبين فى جولة انتخابية فى جنوببريطانيا من "استقطاعات وحشية" فى ميزانية نظام الرعاية الصحية والمستشفيات إذا ما فاز "المحافظون" فى الانتخابات، وقال ميليباند "لا يوجد خيار فى هذه الانتخابات أكبر من مستقبل نظام الرعاية الصحية لدينا".